دعا المشاركون في الاحتفالية التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر إحياء لذكري الشيخ محمد الغزالي إلي تدبر سيرة الإمام الغزالي رحمه الله والاقتداء بمنهجه وعطائه الفكري ودعوته للتجديد الذي تعد الأمة في أشد الحاجة إليه الآن. وأوضح المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة أن الشيخ الغزالي لم يكن مجرد فقيه أو داعية, بل كان قلبا نورانيا يشيع ضياؤه بالعلم والثقافة والفهم للدعوة الإسلامية, وقال إن حياة الغزالي كانت مشروعا إسلاميا لمواجهة التحديات التي تعصف بالأمة في هذا العصر الذي نعيشه الآن..فقد تصدي بمشروعه الفكري الذي نادي به منذ عقود للاستبداد المالي والسياسي وحارب الجمود والتخلف وقدم مشروعا فريدا للإصلاح الاقتصادي. وتطرق عمارة لعدد من مناقب الشيخ الغزالي ومواقفه معه خلال تلازمهما معا في كثير من الأسفار..واختتم قائلا: إن الإمام محمد الغزالي رحمه الله ثروة نتباهي بها دائما. شارك في الاحتفالية التي أقيمت بقاعة محمد عبده تحت رعاية الإمام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر: الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر, والدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق للجامعة, والدكتور حسين الشافعي عضو مجمع البحوث الإسلامية, والدكتور محيي الدين عفيفي عميد كلية الدعوة والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين اتحاد الأطباء العرب, كما شهد اللقاء لفيف من علماء وأساتذة الأزهر الشريف. وفي كلمته قال الدكتور أحمد عمر هاشم إن الحديث عن الشيخ الغزالي هو حديث عن الأزهر ومجده الباقي دائما رغم ما يتعرض له من ضعف وهوان في بعض الفترات, ولفت إلي أن الشيخ الغزالي يعد من أبرز المجددين لهذا العصر الذين يبعثهم الله علي رأس كل مائة عام, لتجديد دين هذه الأمة. من جانبه تطرق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لأثر الشيخ الغزالي في فكر الإخوان المسلمين والصحوة الإسلامية الناشئة في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من خلال دروسه وخطبته الأسبوعية بمسجد عمرو بن العاص وقال إن لقاءات الغزالي كانت بمثابة الموجة والمرشد والمهذب لنا في تلك الحقبة حيث كانت أفكارنا غير موحدة وأشبه بالخلطة.واستطرد قائلا: لولا الغزالي وأمثاله لكانت الحركات الإسلامية اندفعت نحو العنف الذي يجرف الأخضر واليابس في مصر لكن سرعان ما لبثت هذه الجهود المخلصة من الغزالي وغيره أن أدفعت هذه الجماعات إلي وقف العنف والتراجع عنه.