في ثالث أيام المواجهات الدامية بين أنصار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح و الثوار السلميين, قصفت القوات الحكومية مخيمات المحتجين في ساحة التغيير, مما أسفر عن مصرع9 أشخاص علي الأقل و إصابة العشرات. كما تصاعدت حدة المعارك التي وصلت الي المناطق السكنية لكبار المسئولين بالحكومة و عدد من الأماكن الحيوية بالعاصمة صنعاء. في الوقت الذي فشل أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ومبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر في إقناع الأطراف المتصارعة بوقف النار فورا. وبلغ إجمالي حصيلة القتلي في العمليات60 قتيلا فضلا عن مئات الجرحي. وذكر نشطاء أن القوات الحكومية استخدمت الليلة الماضي المدفعية الثقيلة والبنادق الآلية ضد المحتجين وقصفت مناطق سكنية في المدينة..مؤكدين أن قوات الأمن وجهت قذائف المورتر باتجاه المحتجين. وأوضح النشطاء أن المحتجين بدأوا تنظيم مسيرات في مختلف أنحاء المدينة انتقاما لمن سقطوا في الهجمات..مؤكدين في الوقت ذاته إن محصلة القتلي ارتفعت إلي79 منذ الأحد الماضي عندما استخدمت القوات الحكومية القوة لتفريق المحتجين المطالبين بحسم الثورة. وأفادت مصادر المعارضة أن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني قصفت ساحة التغيير بصنعاء, و مقر الفرقة الأولي مدرع والأحياء المجاورة لها بصواريخ إنطلقت من ميدان السبعين بصنعاء. وقال مصدر في اللجنة التنظيمية للثورة أن قذائف سقطت في جولة القادسية وجوار الجامعة القديمة فيما أحرقت سيارة جوار الجامعة القديمة.وتعرضت ساحة التغيير بصنعاء للقصف بالأسلحة الثقيلة من جهة شارع الرباط, مخلفة قتلي وجرحي في صفوف المعتصمين, كما تعرضت منازل مواطنين للقصف بالقذائف المدفعية. وقال شاهد عيان إن عددا من المعتصمين قتلوا برصاص قناصة و مسلحين بلباس مدني أقدموا علي قتلهم بالقرب من قسم الجديري. وذكر شهود عيان ان عشرات القناصة التابعين لقوات الحرس الجمهوري يتمركزون علي أسطح البنايات العالية الواقعة في محيط ساحة التغيير وان دوي انفجارات سمعت ليلا في شارع الزبيري وضرب كثيف بمدافع معدلة ورشاشات وبشكل عشوائي وبدون توقف, كما شهد شارع الزبيري مواجهات عنيفة وضرب رصاص كثيف وبالرشاشات أمام وزارة النفط. وقد دفعت حدة المواجهات السكان الي مغادرة العاصمة الي القري البعيدة الهادئة نسبيا, تركزت بشكل مكثف بالمنطقة المحيطة بشارع الزبيري, في ظل انقطاع للتيار الكهربائي عن أغلب أجزاء العاصمة. وأكدت مصادر أخري أن منزل علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولي مدرع المنشق عن الجيش اليمني تم قصفه صباح أمس بالصواريخ من مواقع عسكرية مختلفة للحرس الجمهوري متمركزة علي الجبال المحيطة بالعاصمة. كما ذكرت المصادر ان الحرس الجمهوري قام بقصف منزل حميد الأحمر الواقع في حدة شارع الخمسين بالقرب من دار الرئاسة بعد اطلاق قذائف منها الي دار الرئاسة. من جانبها, ذكرت قناة العربية الفضائية أن الأزمة اليمينة شهدت سقوط أول قتيل صحفي وهو مصور يدعي حسن وضاح الذي أصيب أمس الأول برصاصة قناصة اخترقت عينه وفارق الحياة. وقالت أن تدهور الاوضاع الراهنة في صنعاء أدي الي تعطل المصارف والمدارس. وفي محافظة تعز بجنوب اليمن بدأ المحتجون مسيرة تنتهي أمام مبني مجلس المحافظة. وفي هذه الأثناء, قالت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية إن وحدات أمنية قامت بعمليات تمشيط وملاحقة للعناصر المسلحة التابعة للفرقة الأولي مدرع وحزب الإصلاح التي اقتحمت منازل المواطنين في جولة كنتاكي وحي باب القاع واستخدمتها لإطلاق النار علي المواطنين ورجال الأمن, وتأتي التطورات في ظل تعتيم كامل علي المباحثات التي يجريها أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر مع الأطراف اليمنية لنزع فتيل القتال والجلوس إلي طاولة المفاوضات. وكشفت مصادر سياسية عن إجتماع تم في مقر السفارة الإماراتية بصنعاء ضم سفراء أمريكا والإتحاد الأوربي ودول الخليج مع نجل الرئيس اليمني أحمد علي عبد الله صالح, لكن مصادر أخري ذكرت أن المعارضة اليمنية رفضت الالتقاء بأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني لتفعيل المبادرة الخليجية. وأوضحت المصادر أن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبلغ أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر, خلال لقائهما في صنعاء, أنه لا يمكن الحديث عن حوار بشأن المبادرة الخليجية في الوقت الحالي في ظل التصعيد من قبل القوات المنشقة, وحزب الإصلاح المعارض, في محاولة لفرض أمر واقع علي الأرض.