أكد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية اعتزامه التقدم بطلب رسمي إلي مكتب الأمين العام للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة. عن طريق مجلس الأمن الدولي رغم المعارضة الأمريكية الشديدة ومساعي حشد الأصوات ضد الطلب الفلسطيني في المجلس. وأبلغ عباس الأمين العام بان كي مون بأن الموقف الفلسطيني لم يطرأ عليه تغيير, وهو الأمر نفسه الذي أشار إليه الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية لالأهرام عقب مقابلته مع رئيس السلطة الفلسطينية. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم- الأربعاء- برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو, فيما لم تظهر مؤشرات علي لقاء محتمل بين أوباما وعباس علي هامش الاجتماعات الرفيعة المستوي للجمعية العامة, في ظل الإصرار الفلسطيني علي التوجه لمجلس الأمن لنيل الاعتراف بالدولة كاملة العضوية. ومن جانبه, أعرب الرئيس الفلسطيني عن التقدير الكبير للدور التاريخي الذي تلعبه مصر من أجل نصرة حقوق الشعب الفلسطيني, وعلي رأسها حقه الأصيل في إقامة دولته المستقلة علي حدود عام1967 وعاصمتها القدس الشريف.وأطلع عباس- خلال لقائه بوزير الخارجية محمد كامل عمرو علي هامش مشاركته في أعمال الشق الرفيع لأعمال الجمعية العامة الحالية في نيويورك- علي التحركات الفلسطينية الحالية في الأممالمتحدة. وقبل وصوله إلي نيويورك, دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الرئيس عباس للاجتماع سويا علي هامش الجمعية العامة والبدء في مفاوضات جديدة. وقال بيان لنيتانياهو أدعو رئيس السلطة الفلسطينية إلي بدء مفاوضات مباشرة في نيويورك, علي أن تتواصل في القدس ورام الله, وأضاف أقترح علي الرئيس عباس بدء مفاوضات السلام بدلا من إضاعة الوقت في خطوات من جانب واحد دون جدوي. وأضاف البيان أن الطريق لتحقيق السلام سيكون من خلال المفاوضات المباشرة, وليس من خلال بيانات في الأممالمتحدة. كما وصف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأممالمتحدة الاعتراف بدولة فلسطين بأنه خطأ ينتهك الاتفاقيات الموقعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي غضون ذلك, أعربت الصين عن تأييدها لتوجه الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة, مؤكدة أن بكين تفهم, وتحترم, وتؤيد توجه الفلسطينيين لطلب العضوية( الكاملة) بالأممالمتحدة. من ناحية أخري, يواصل دبلوماسيون من اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط, والتي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة, عقد اجتماعات في نيويورك للتوصل إلي صيغة لاستئناف المحادثات التي من شأنها تفادي حدوث مواجهة خلال محاولة انتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن عملية دبلوماسية مكثفة تجري حاليا لتجنب المواجهة من خلال استئناف المفاوضات للتوصل إلي حل الدولتين, بصرف النظر عما يحدث بعد غد الجمعة. وقال مسئول أمريكي إن محادثات الرباعية كانت مثمرة وسوف تستمر. ويأمل بعض الدبلوماسيين في إمكانية إصدار الرباعية بيانا في نفس توقيت تقديم الرئيس عباس طلب إعلان الدولة, وهو ما يمكن أن يحول التركيز إلي محادثات السلام المتوقفة ويسحب من الاهتمام العربي والعالمي بمسألة إعلان الدولة.وفي هذه الأثناء, عقدت هيلاري كلينتون محادثات سرية مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف حول مستقبل مباحثات السلام في منطقة الشرق الأوسط ومسألة إجراء مباحثات اسرائيلية فلسطينية محتملة, إلي جانب بحث احتمالية عقد اجتماع للرباعية الدولية. من جانبه, أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الرئيس عباس رفض العديد من الأفكار الجديدة ومنها التوجه للجمعية العامة وفق ترتيبات محددة, وأكد بشكل حازم ونهائي أن التوجه سيكون لمجلس الأمن الدولي لنيل العضوية الكاملة. وقال المالكي إن دولة الجابون العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي حسمت موقفها لصالح الطلب الفلسطيني بعد تدخل من المغرب, ليصبح بذلك عدد الدول المؤيدة داخل مجلس الأمن المكون من15 عضوا سبع دول. وأشار إلي أن منظمة التعاون الإسلامي تعهدت بالتدخل المباشر لدي تركيا وصربيا لإقناع نيجيريا والبوسنة والهرسك بالتصويت لصالح طلب العضوية لضمان تسعة أصوات وإغلاق الطريق أمام الولاياتالمتحدة وإحراجها وإلزامها بالتصويت. ومن المقرر أن تعقد في نيويورك قمة إسلامية رمزية بمشاركة رؤساء الدول الإسلامية عقب إلقاء أبومازن خطابه أمام الجمعية العامة, وتقديم طلب عضوية فلسطين للأمين العام للأمم المتحدة. وقال المالكي إن خطاب أبومازن قد يتجاوز العشرين دقيقة, يليه اجتماع للمنظمة علي مستوي وزراء الخارجية يكون بمثابة تظاهرة للدعم المطلق للطلب الفلسطيني. وأشار إلي أن فلسطينيين وعربا ومناصرين أوروبيين وأمريكيين ودوليين سينظمون مظاهرة خارج مقر الأممالمتحدة بالتزامن مع خطاب الرئيس الفلسطيني وسيصرخون عاليا بنفس العبارات التي يرددها أبو مازن داخل الجمعية. وعلي الجانب الإسرائيلي, أكد العضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي يوحنان بلاسنير إن الإسرائيليين سوف يدفعون ثمن ما وصفه بإخفاق نيتانياهو في منع توجه الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة. يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من احتمال تحول الشهر الحالي إلي سبتمبر أسود فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين, وكذلك بالنسبة للأمم المتحدة. وفي واشنطن, قدم أكثر من30 نائبا جمهوريا في الكونجرس مشروع قانون يؤيد قيام إسرائيل بضم الضفة الغربية في حالة تقديم الفلسطينيين طلبهم إلي الأممالمتحدة لنيل اعترافها بدولتهم, ودعا النواب23 قائدا افريقيا إلي معارضة إعلان الدولة الفلسطينية. وفي السياق ذاته, انتقد أحد المتنافسين الجمهوريين للترشح للرئاسة الأمريكية حاكم ولاية تكساس ريك بيري سياسة إدارة باراك أوباما إزاء إسرائيل, وقال بيري إن الرئيس أوباما طالب إسرائيل بتقديم تنازلات غير منصفة. ويشار إلي أن بيري سيقود اليوم مسيرة تجري في نيويورك تدعو إلي عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي دلالة علي الموقف الأوروبي المتردد بشأن إعلان الدولة الفلسطينية, أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أنه إثر نقاش في مقر الاتحاد الأوروبي, فإن غالبية الدول الاعضاء تتفق علي أن الإعلان من جانب واحد عن قيام الدولة الفلسطينية قد يصبح مؤشرا علي نهاية مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. ونوه فراتيني في تصريحات للصحفيين من نيويورك بأن إيطاليا قررت عدم الإعلان عن موقفها في هذه المسألة إلي أن يتم التوصل إلي موقف أوروبي موحد إزاءها. وفي تطور آخر, انسحب وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو من قاعة اجتماع الندوة التي نظمتها الاممالمتحدة تحت عنوان الكفاح الدولي ضد الإرهاب قبل أن يلقي داني يعالون مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي كلمته في الندوة.