تسرب إلي مصر علي خلفية رغبة جامحة لدي المحطات الفضائية بنقل الحدث لحظة وقوعه20 جهاز(S.N.G) تعمل دون الحصول علي تراخيص بالعمل, وفي غيبة الأجهزة المعنية بضبط أداء عملها وفق القانون. وبدأت جماعات منظمة تضم فلسطينيين ولبنانيين وأردنيين, يعاونهم في ذلك مصريون بتهريب هذه النوعية من الأجهزة لتأجيرها للقنوات الفضائية بعدما أصبحت تجارة رائجة.. إنه عالم سري مملوء بالتفاصيل. يكشف حامد عزالدين, مدير وكالة الأخبار العربية, عن الطرق غير المشروعة التي تدخل بها وحدات البث المباشر(S.N.G) أو ما يطلق عليها محطات البث الفضائي المتحركة قائلا: دخلت مصر أكثر من20 وحدة بث مباشر بطرق غير مشروعة وتعمل دون تصاريح أو تراخيص من الجهات المعنية والممثلة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون كحق أصيل له وفق القانون والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وقد ازداد نشاطها في فترة ما بعد ثورة25 يناير لسببين أساسيين: الأول يتعلق بغياب الأمن الذي كان يضبط إيقاع عمل هذه النوعية من الأجهزة ويراقب أداءها والثاني كثرة الأحداث المهمة والمتلاحقة في عدة مدن مصرية. في هذه الفترة نشطت جماعات تعمل في هذا المجال واستطاعت إدخال أجهزة البث المباشر عبر وسائل ثلاث: الأولي من خلال أنفاق غزة والثانية من خلال المواني والمطارات, ويتم إدخال الأجهزة علي مراحل حتي لا يلاحظ رجال الجمارك هويتها ويجري تجميعها بعد اكتمالها والثالثة تم فيها استغلال دور المركز الصحفي التابع للهيئة العامة للاستعلامات, حيث يصرح لبعض البعثات الإعلامية بإدخال هذه الأجهزة دون جمارك وبعد انتهاء المهمة المصرح بها يتم الاحتفاظ بالأجهزة داخل مصر. كل الأدلة والشواهد تقضي بوجود شبكة منظمة تقوم علي إدخال محطات البث المباشر المتحركة إلي مصر, والكلام مازال علي لسان مدير وكالة الأخبار العربية, وتضم هذه الشبكة لبنانيين وفلسطينيين وأردنيين.. هؤلاء لديهم مهمة محددة بتهريب الأجهزة عن طريق معين ويتسلمها مصريون لإدارة نشاطها وتشغيلها لحساب القنوات الفضائية وتعد هذه العملية مربحة للغاية. هناك أجهزة متقدمة وحديثة يسهل إدخالها دون عناء, ويعد جهاز بيجان من أكثر الأجهزة تقدما ولا يزيد حجمه علي حجم جهاز لاب توت وتستخدمه بعض القنوات الآن نظرا لسهولة وسرعة استخدامه في نقل الأحداث. والخطورة في الأمر أن هذا الجهاز يمكن استخدامه في نقل أشياء تمس الأمن القومي وهو غالبا لا يخضع لأي رقابة ويصعب تتبع تشغيله والمتوافر منه لا يزيد علي ثلاثة أجهزة تستخدم في نطاق ضيق. والخطير في الأمر أن كل ما يبث عبر وحدات البث المباشر لا يخضع لأي رقابة سواء كانت تلك التي تعمل بتصاريح أو التي تعمل دون ذلك وهذا واقع لا يوجد له نظير في أي دولة, فمثلا دول الخليج بالكامل لا تسمح بإصدار تراخيص لهذه النوعية من الوحدات أو الدخول إلي أراضيها إلا من خلال الأجهزة الحكومية ولا تعطي أحدا الحق في بث مواد فيلمية إلا من خلال التليفزيون الحكومي ليكون الأمر تحت رقابته. لدي طارق نصار مدير وكالة آي تي إس جانب آخر من واقع عمل محطات البث الفضائي المتحركة قائلا: يسيطر علي نظام عمل هذه المحطات مجموعة من الفلسطينيين وبحسب الإحصاءات قاموا بتأسيس ما يقرب من50 شركة بمساعدة مصريين ويتقاضون أجورا كبيرة ويتم وضع الأجهزة في شقق سكنية بعيدا عن أعين الأجهزة الرقابية. ويكشف عن جهاز بث مباشر يسمي لايف يو بحجم شنطة اليد ويعمل من خلال9 شرائح مثل التي تستخدم في التليفون المحمول ويستطيع هذا الجهاز العمل من أي مكان دون قيد أو شرط وينقل جميع الأحداث علي الهواء مباشرة ولا يستطيع أحد رقابته أو معرفة محتوي ما يبثه. يحدد عمر بدوي رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات طبيعة دوره في إصدار تراخيص وحدات البث المباشر قائلا: هذا حق أصيل لاتحاد الإذاعة والتليفزيون دون غيره ومسئولية الجهاز في هذا الأمر تكاد تكون محدودة وتنحصر في منح التصريح باستخدام الترددات الفضائية فقط. ينفي جمال عبدالفتاح مدير المركز الصحفي بالهيئة العامة للاستعلامات أي دور له في إدخال وحدات البث المباشر لمراسلين أجانب تحت مسمي تغطية الأحداث. وكل هؤلاء الذين يعملون الآن وينقلون الأحداث الجارية يعملون بشكل غير شرعي ودون الحصول علي موافقات بالتصوير داخل مصر وتغطية الأحداث.