الفرق بين شرف وأردوغان! استقبل المصريون رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان استقبال الفاتحين والابطال وكأنه سليم الاول فاتح او غازي مصر في عام.1517 بالرغم من ان المصريين لم يستقبلوا سليم الاول بالورود بل بالبارود! وقد رأي المصريون في اردوغان الكريزما او الشخصية القوية التي تتمتع بمزايا القدرة علي القيادة والادارة والجرأة في اتخاذ المواقف الشجاعة التي تخدم مصالح شعبه وبلده وهو ماافتقده المصريون لسنوات طويلة ومازالوا. ورأوا فيه شجاعة جمال عبد الناصر في اتخاذ القرارات والمواقف القوية ولكن بدون تهور ناصر. ولابد من ان كثيرا منا قارن ما بين الدكتور عصام شرف رئيس وزراء المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر حاليا وبين الزعيم التركي الزائر. وادرك انها مقارنة ظالمة للدكتور شرف الذي لم يحترف العمل السياسي من قبل بالرغم من عضويته السابقه في لجنة جمال مبارك للسياسات التي كان لا يسعي لعضويتها الا كل طامح في منصب او ساع الي منفعة. فقد ولد اردوغان سياسيا منذ تخرجه في احدي المدارس الدينية وانضم الي حزب السلامة الوطنية عام1972 ثم حزبي الرفاه ثم الفضيلة وفي عام1994 فاز برئاسة بلدية إسطنبول. وبالرغم من انجازاته في بلدية اسطنبول والتي حققت له شعبية كبيرة الا ان ذلك لم يشفع له امام محكمة امن الدولة التي حكمت عليه بالسجن عام1998 بتهمة التحريض علي الكراهية الدينية ومنعته من الترشح للانتخابات العامة. وبعد الافراج عنه شكل حزب العدالة والتنمية في عام2001 وفاز بالانتخابات في عام2002 وتولي رئاسة الوزراء بعد عدة شهور حتي زال المنع القانوني الذي كان يحول دون توليه المنصب. وفي المقابل فان الدكتور شرف لم يعرف السياسة بمعناها الاحترافي كما عرفها اردوغان ولم يترشح لانتخابات من قبل ولم يكن حتي عضوا في البرلمان وان كان تولي منصب وزير النقل لفترة قصيرة في عهد النظام السابق. وكل هذا لايعيب شرف لان مصر لم تعرف الديمقراطية التي تربي في ظلها اردوغان بل انه كان يمكن ان يكون في صالحه حيث ان عدم انخراطه في سياسة العهد السابق تعني انه لم يتلوث بفساده الذي لم ينج منه إلا قلة من المصريين الذين ظلوا قابضين علي قيمهم كالقابض علي الجمر. وربما لم يتلوث الرجل بفساد نظام مبارك ولكنه في نفس الوقت من طراز الموظفين البيروقراطيين الذين لايملكون رؤية سياسية ولا اقتصادية ولاغيرهما ولايعرفون سوي نعم. واذا سألنا لماذا تقدمت تركيا في عهد اردوغان وماليزيا في عهد مهاتير محمد ؟ فان الاجابة في غاية البساطة: وهي ان الزعيمين من هؤلاء الذين يمتلكون رؤية سياسية وخيالا وطموحات واسعة لبلادهم. المزيد من أعمدة منصور أبو العزم