ربما لا يستطيع أحد من زوار بورسعيد الذين اعتادوا علي جمالها وهدوئها ونظافتها التعرف عليها الآن, فربما يعتقد الزائر أنه دخل في مدينة أخري أو أن بورسعيد انتقلت من مكانها وحلت محلها احدي المدن التي لا تمت بصلة إليها. فبورسعيد الآن غارقة وسط جبال القمامة التي تحاصر سكانها وزوارها في كل مكان حتي في أرقي المناطق والأحياء, فكورنيش المدينة القائم علي شاطئ البحر مباشرة تكسو جوانبه تجمعات القمامة والروائح الكريهة المنبعثة منها وتزداد ارتفاعات جبال القمامة كلما تعمقت الخطي بالسائرين الي المناطق والأحياء الشعبية ومنطقة وسط البلد التجارية وكأن هذه المنطقة كتب عليها أن تكون منكوبة بالقمامة والفوضي العارمة في الاشغالات التي تغلق الطرق تماما أمام المشاة والسيارات. وشركة النظافة أو الشركة المستفزة لأبناء بورسعيد كأنها تعيش في كوكب آخر, فنشاطها في جمع القمامة ضعيف للغاية وعمالها تفرغوا خلال الشهر الماضي لجمع حسنة رمضان بعد أن انتشروا في الطرقات وبين المواطنين وتركوا عملهم الرئيسي. واللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد مازال مستمرا في الخصومات الكبيرة بالملايين علي الشركة الخاصة بأعمال جمع القمامة, إلا أن ذلك يبدو أنه لم يعد كافيا.