في ليلة ظلماء حزينة تطايرت فيها خفافيش الظلام لتحصد أكبر عدد من الأرواح وسط خراب ودماء وقتل، وقع هجوم إرهابي استهدف المتسوقين في مجمع تجاري في ميونيخ الألمانية أسقط 11 قتيلًا ونحو 16 مصابًا، وفق حصيلة غير نهائية، في اعتداء نفذه شاب ألماني إيراني، أقدم على الانتحار عقب هجومه، فيما لم تعرف بعد دوافعه. منفذ الهجوم وأفادت الشرطة ليل الجمعة إن الاعتداء ارتكبه شخص واحد "على الأرجح" قبل أن ينتحر، وقال قائد شرطة ميونيخ إنه "ألماني إيراني من ميونيخ ويبلغ عمره 18 عامًا".وعلى خلفية ذلك دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الألماني السبت بعد الاعتداء في ميونيخ، وعبر الرئيس الألماني يواخيم جاوك عن "صدمته الكبيرة" بعد الاعتداء الذي وصفه ب"الإجرامي"، وأكد جاوك في بيان تضامنه مع عائلات الضحايا الذين سقطوا بإطلاق النار الذي صنفته السلطات عملا "إرهابيا". وعلى خلفية الحادث اعتقدت قوات الأمن استنادًا إلى شهاداتٍ أنهم ثلاثة مهاجمين وقد فرّوا، وتبين بعد ذلك أن مهاجمًا واحدًا قام بإطلاق النار.طوارئ في ألمانيا وفي مواجهة الخطر، دعت شرطة ميونيخ سكان ثالث مدينة في ألمانيا وتضم 1،5 مليون نسمة، إلى البقاء في بيوتهم. وأغلقت الشوارع بسرعة بينما توقفت وسائل النقل مؤقتًا في هذه المدينة التي تشهد حيوية كبيرة عادة وتضم مقار عدد من أهم مجموعات الصناعات الألمانية. وتوقفت رحلات قطارات الأنفاق والضواحي لساعات بينما كانت المروحيات تحلق فوق شمال المدينة حيث يقع المركز التجاري المستهدف على بعد خطوات عن الاستاد الذي نظمت فيه دورة الألعاب الأولمبية في 1972. وتوقفت قطارات الخطوط الكبرى في الضواحي إذ إن المحطة المركزية لعاصمة مقاطعة بافاريا أُخليت أيضًا.وفي حي قريب من مكان إطلاق النار، كان تلاميذ وذووهم يقيمون احتفالًا صيفيًا في مدرستهم، قطع فجأة ليعودوا إلى بيوتهم، كما ذكر مراسل من وكالة فرانس برس. وأغلقت عددٌ كبير من المقاهي أبوابها بينما كان التلفزيون الألماني يبث لقطات للشوارع التي خلت من المارة. وقال مراسل لفرانس برس إن مروحيةً للشرطة حلقت فوق منطقة مساكن على ارتفاع منخفض جدًا.داعش يحتفل وعلى الجانب الآخر احتفل مؤيدو تنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي بحادث إطلاق النار العشوائي في مركز تجاري بمدينة ميونيخ الألمانية اليوم الجمعة والذي أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، لكن دون أن يتم الإعلان عن تبني التنظيم العملية حتى ظهر اليوم. وقال أحدهم على تويتر: "الحمد لله.. اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية". وأضاف آخر: "الدولة الإسلامية تتمدّد في أوروبا.. فرنسا وبلجيكا وألمانيا." وهذا هو ثالث هجوم كبير ضد مدنيين في غرب أوروبا خلال ثمانية أيام.
