مع كل عام تنشر وزارة التعليم العالى تحذيرًا لطلاب الثانوية، حتى لايقعوا فى المحظور ضحايا لمعاهد وكليات وهمية، لا تعترف بها جهات الدولة المعنية، وعلى الرغم من ذلك يقع مئات الطلبة فى شراك هولاء، الذين يبيعون لم الوعهم فى طيات الكتب والملازم مستنزفين أموال أسرهم، ليكتشف بعد التخرج أنه والجاهل سواء فى نظر الحكومة.. ننشر فى الملف التالى كواليس عمليات النصب الموسمية، وأشهر المعاهد التى تخدع طلاب المستقبل. جامعة بنى سويف تلاحق أكشاك التعليم الوهمي فى مثل هذا الوقت من كل عام، تنتشر فى محافظة بنى سويف، لافتات ومنشورات دعائية لمراكز تدريبية تحمل اسم "أكاديميات" تقبل خريجى الثانوية العامة والدبلومات الفنية بمجموع 50% لتأهيلهم فى دورات تدريبية مقابل مبالغ مالية تصل ل10 آلاف جنيه سنويًا، كوسيلة لشراء شهادة جامعية، فى تخصصات " التمريض والبترول والمساحة والإعلام ..الخ". الأخطر من تواجد هذه المنشآت على العملية التعليمية هو تعامل بعض المؤسسات معها على أنها معاهد تعليمية تقبل بعمل خريجيها، فالمستشفيات الخاصة تقبل بعمل الحاصلات على شهادة التمريض من تلك الأكاديميات، فى ظل حالة تراخى الدور الرقابى لمديرية الصحة على تلك المستشفيات، وكذلك معامل التحاليل، تستقطب الخريجات من الأكاديميات، وذلك لتفرغهن وضعف مطالبهن المادية مقارنة بالممرضات خريجات مدارس ومعاهد وكليات التمريض الرسمية. هذه الأكاديميات تعلن لافتاتها وخدماتها على الملأ مستغلة عدم وجود جهاز رقابى منوط به متابعة التراخيص والإجراءات الإدارية العادية، وذلك على الرغم من عدم حصولها على الموافقات والتراخيص اللأزمة، حيث لم تعترف بها وزارة التعليم العالى. صرخات خريجى تلك الأكاديميات تتوالى يوميًا عندما يكتشفون أنهم تعرضوا لعملية نصب، وأن هذه الأكاديميات التى تعمل بدون ترخيص أو لائحة محددة بمثابة مراكز تدريبية، ولا تمنح إلا شهادات اجتياز هذه الدورات، فهى لا تقف على شروط، سواء فى السن أو المجموع، لأن الهدف هو جمع الأموال ليس أكثر. هانى فواز، أحد ضحايا تلك الأكاديميات الوهمية، يقول: تقدمت نجلتى لإحدى هذه الأكاديميات، والتى تخصصت فى المهن المساعدة للأطباء مثل: التمريض، والتسجيل الطب، والتحاليل، والأشعة، والصيدلة، والسكرتارية الطبية، وأعلنت الأكاديمية فى موادها التسويقية عن بروتوكول تعاون مع إحدى الهيئات الصحية الكبرى لتدريب الطلاب عمليًا داخل مستشفياتها وعياداتها واستخدام قاعات تدريبها، وكذلك تعيين الخريجين المتميزين عقب انتهاء فترة دراستهم، إلا أننى فوجئت بأن هذه الشهادات لا يعترف بها رسميًا أمام مؤسسات الدولة، ولا تمثل أكثر من شهادة تقدير أو الحصول على دورة تدريبية". وقال رمضان أمين، محام، إن وزارتى التعليم والتعليم العالى، عليهما القيام بدورهما الرقابى تجاه هذه الأكاديميات الوهمية، مشيرًا إلى أن هذه الأكاديميات أصبحت مشروعًا يدر ربحًا خياليًا على القائمين على إدارتها، وإذا أرادت أن تبدأ مشروعًا من هذا النوع، لن تحتاج سوى لمتخصص فى الدعاية والتسويق، ثم شقة صغيرة فى مكان ما، عبارة عن ثلاث غرف إحداها للإدارة، وأخرى صالة لاستقبال الوافدين، والثالثة تستخدم كقاعة تدريس. وقال الدكتور أمين لطفى، رئيس جامعة بنى سويف: إن الجامعة تتصدى بما هو مخول لها من صلاحيات لتلك المراكز التعليمية المسماة ب"أكاديمية"، فقد تقدمت للنيابة العام ببلاغ ضد أحد هذه المراكز لقيام القائمين على إدارته باستغلال مركز تعليمى ل"اسم الجامعة" فى الترويج لدورات تدريبية للحاصلين على شهادة الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات، فى مجالات تمنح شهادة "فنى مساحة" و"مشرف معمارى" بالمخالفة للقوانين واللوائح. وأضاف: "وردت إلينا تقارير لجنة الضبطية القضائية التابعة لوزارة التعليم العالى وخطاب من وزير التعليم العالى يفيد بأن المركز العلمى للاستشارات والتطوير، الكائن بشارع بورسعيد أرض المحلج ببنى سويف أعلن عن قبول دفعة جديدة من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة والأزهرية وجميع الدبلومات، للحصول على شهادة فنى مساحة ومشرف معمارى، وأن الشهادة معتمدة من كبرى الجامعات المصرية، مستغلًا بذلك اسم جامعة بنى سويف وشعار وزارة التعليم العالى، وذلك على خلاف الحقيقة، مما يعد تضليلًا للطلاب وأولياء الأمور بأنها مؤسسة تعليمية معترف بها. وأكد "لطفى" سوف تقابل بكل حزم وقوة كافة أشكال الغش والنصب والاحتيال والتزوير، وذلك من خلال تطبيق القانون، لردع كافة أشكال وأنماط الفساد، وحذر رئيس الجامعة الطلاب بعدم الانصياع خلف هذه الدعاية الكاذبة المضللة، وتوخى الحذر والتأكد من صحة المعلومات فى المحتويات الدعائية، موضحًا أن الجامعة جزء لا يتجزأ من مؤسسات الدولة، تعمل فى منظومة الحوكمة والشفافية، للقضاء على كل أشكال الانحراف ومحاربة الفساد فى سياق من العدالة الناجزة. عصابات الوهم بالمنيا تهدر مستقبل طلاب الثانوية والإعدادية في محافظة المنيا انتشرت عصابات ومافيا المعاهد الوهمية للنصب على الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة والأزهرية وطلاب الشهادة الاعدادية، مستغلين حاجتهم للحصول على شهادة علمية عجزوا عن الحصول عليهم بسبب مجموعهم. قرابة ال10آلاف طالب وطالبة دفعوا ثمن جشع تجار مافيا وعصابات المعاهد الوهمية على مدار العامين الماضيين بالمنيا، فلم يجد هؤلاء الطلاب الذين أتوا من مختلف مراكز المحافظة التسع سوى اللجوء إلى البت القانونى فى قضية ضياع مستقبلهم. واستغلت تلك المعاهد تعلق بعض الطلاب بالالتحاق بكليات القمة ككلية الهندسة التى عجز بعضهم عن الالتحاق بها، باحثين عن أى وسيط يمكنهم من الالتحاق بها حينها تظهر بعض المعاهد الوهمية بالمحافظة التى تدعى اعتمادها من إحدى الجامعات الحكومية لمحافظة مجاورة كاستغلال جامعة أسيوط للزج بها فى كافة اعتمادات المعاهد الوهمية دون علم الجامعة، وتبدأ تلك المعاهد فى بث الإعلاناتبالشوارع، لتعلن عن أن المعاهد "تؤهلك عزيزى الطالب للالتحاق بكلية الهندسة، لتحقيق حلمك وإن كنت تحمل الشهادة الاعدادية فقط وما عليك سوى التوجه إلى مقر المعهد وتقديم الأوراق الخاصة بك ودفع مصروفات المعهد". تقول "ر م ا"، طالبة بالصف الثالث الإعدادى: "بعد أن اتممت المرحلة الإعدادية كنت أريد الالتحاق بمعهد التمريض وقرأت إعلانا عن معهد "م ت"، وقررت أن أتقدم بأوراقى بعد أن تم إقناعى من قبل المعهد بأنه أفضل مما كنت سألتحق به وأفضل من الثانوية العامة ومستقبله جيد جدًا بعد إتمام الدراسة به لمدة عامين، وتم قبولى بشهادة الإعدادية، واكتشفت أن المعهد ما هو إلا نصب". فى حين ظهرت معاهد أخرى استغلت حلم الحصول على الوظيفة منهجًا لاستقطاب ضحاياها، حيث يقول "احمد م ل": إننى قدمت فى المعهد باعتباره معهدًا معتمدًا وسيمنحنى وظيفة عقب التخرج، وقررت أن أدخل قسم مساحة، وتم منحى كارنيه للمعهد وكارنيه كعضو نقابة بنقابة العاملين بالمساحة، لكنى اكتشفت أن المعهد نصب على، وما هو إلا تدريبات ليست لها قيمة، وحاولنا كثيرًا التحدث مع مؤسسى المعهد، لكنهم قالوا إنهم سيمنحوننا الشهادات بنهاية التدريب". لم يجد الطلاب حيلة سوى التوجه إلى جامعة أسيوط، للتأكد من أن المعاهد التى ألتحقوا بها معتمدة من تلك الجامعة الحكومية، إلا أنهم فوجئوا بأنها ليس لها صلة بالجامعة، بينما لجأ عدد من الطلاب إلى القانون وحرروا بلاغات ضد تلك المعاهد دون جدوى، فما كان من هؤلاء الطلاب سوى البحث عن فرصة عمل بشهادة الثانوية أو الاعدادية بعد أن دمر مستقبلهم. 40 ألف جنيه سعر الدكتوراه المضروبة في البحيرة للعام الثانى على التوالى يقع طلاب الثانوية العامة والأزهرية ضحية لنصب المعاهدى العليا الوهمية، وكانت البداية حينما أعلن الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى" فيس بوك "عن قيام أكاديمية بمدينة دمنهور بالنصب على بعض الأشخاص الراغبين فى الحصول على درجات علمية "ماجيستير ودكتوراه" ومنحهم شهادة معتمدة من الجامعة، مؤكدًاعلى عدم وجود صلة تربط بين الجامعة وبين هذه الأكاديمية لافتًا إلى أن الأختام التى توجد على الشهادة مزورة وليست من الجامعة، معلنا أن سيتم عمل محضر ضد هذه الأكاديمية. ورداً على ذلك الإعلان من رئيس جامعة القاهرة حررت إحدى الضحايا بلاغًا لدى مباحث الأموال العامة بمديرة أمن البحيرة بالوقعة. "ه .م.ن " ضحية أكاديميات الوهم، أكدت أنها تعرضت للنصب من قبل تلك الأكاديمية التى تم ذكر اسمها سابقًا، ومن خلال اتفاق على دبلومة TOT معتمدة من جامعة القاهرة وجامعة الأزهر الشريف مقابل 15 ألف جنيه، وتم دفع المبلغ على دفعات خلال فترة الدراسة ، وأكدت الضحية أن المتهمة "ا.ع.ا" أكدت على مصداقية البرتوكول بين الأكاديمية والجامعة، وأنها تقوم بالتصور للقادمين للدبلوم أثناء الدراسة وإرسال الصور للجامعة، لتأكيد صحة أقوالها لهم، بالفعل تم إكمال مدة الدراسة، ونظمت الأكاديمية حفل تخرج لكل المشاركين فى الدبلومة فى إحدى القاعات فى البحيرة، وتم تسليم الشهادة لكل فرد موضوعًا عليها ختم جامعة القاهرة وجامعة الأزهر، أكدت الضحية أنها لم تعرف بعملية النصب عليها وعلى باقى المشاركين إلا بعد نشر بوست على الصفحة الرسمية لرئيس جامعة القاهرة ، من هنا حررت محضرًا بالنصب. عصام مهنا، محامى الضحايا، يوضح أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها فى المحافظة، حيث سبق قيام بعض الأشخاص بالنصب على بعض الطلاب باستئجار إحدى القاعات بمجمع دمنهور الثقافى العام السابق، والحصول منهم على مبالغ مقابل الالتحاق بالمعهد غير المعتمد من وزارة التعليم العالى، مضيفًا أن الواقعة الجديدة استغل فيها تشكيل عصابى مكون من ثلاثة أشخاص فرصة الراغبين فى الحصول على دراجات علمية من أصحاب المؤهلات العليا بإنشاء أكاديمية وهمية داخل إحدى شقق مدينة دمنهور للنصب على الضحايا والاستيلاء على مبالغ مالية مقابل منحهم شهادات مزورة منسوبة لجامعات مصرية كبرى. أشار "مهنا" فى تصريحاته إلى أن أصحاب الأكاديمية قد حصلوا على مبلغ 40 ألف جنيه من الضحايا مقابل منحهم الماجيستير المهنى فى الصحة النفسية منسوبًا لجامعة القاهرة، لافتا إلى أن اكتشاف الواقعة تم بعد إعلان الدكتور جابر، رئيس جامعة القاهرة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" بأن تلك الشهادات التى تصدرها الأكاديميات مزورة وليس لها أى علاقة بالجامعة. وتابع أنه توجه مع الضحايا للعقيد أحمد البنا رئيس مباحث الأموال العامة بمديرية أمن البحيرة، وقما بتحرير بمحضر بالواقعة، حمل رقم 2 أحوال بتاريخ 10/7/2017 ضد المتهمين، لافتًا إلى أنه تم توجيه تهمة التزوير فى محررات رسمية والنصب وانتحال صفة وإنشاء أكاديمية وهمية للنصب على المواطنين. وفي سياق متصل قال الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور: إن الشهادات الخاصة بالدراسات العليا بكليات الجامعة تصدر من قسم الدراسات العليا، مضيفًا أن الشهادة تكون مختومة وموقع عليها من عميد الكلية أو من ينوب عنه. وأشار رئيس الجامعة فى تصريحات لجريدة "أهل مصر" إلى أن الشهادات الصادرة عن الأكاديميات الخاصة بدائرة المحافظة غير قانونية، موضحًا أن تسجيل الدراسات العليا ودرجات الماجيستير والدكتوراه يكون من خلال الجامعات فقط. ضحايا "جامعة كامبردج" بأسيوط .. القانون لا يحمى المغفلين وقع أكثر من 600 طالب بأسيوط ضحية النصب عليهم، من خلال دراستهم فى معهد ادعى أنه معتمد من وزارة التعليم العالى وجامعة كامبردج البريطانية، حيث أغلق المعهد أبوابه فى وجه الطلاب مع قرب امتحانات آخر العام، بعد أن تبين أنه معهد وهمى. ودفع الطلاب 4 آلاف جنيه كمصروفات المعهد، فوجئ أحد الطلاب أثناء ذهابه إلى منطقة التجنيد؛ لتأجيل الخدمة العسكرية بأن المعهد لا يخضع لوزارة التعليم العالى، وأكد الطلاب أنهم عند التقديم فى بداية العام، قامت إدارة المعهد باستخراج كافة الأوراق التى تثبت أن المعهد معتمد من وزارة التعليم العالى، وأن الشهادات موثقة من الخارجية وجامعة كامبردج البريطانية، وقاموا بتقديم شهادات التخرج للطلاب السابقين مع بطاقات تحقيق الشخصية، مكتوبًا فيها المسمى الوظيفى "فنى بترول"، لكن اتضح أن جميع الأوراق مزورة على حد تعبيرهم. جاءت القضية الأولى فى معهد 6 أكتوبر لتكنولوجيا البترول، حيث حرر الطلاب محاضر ضد عميد المعهد محمد أحمد أبوزيد، بأرقام 753ع، 754ع، 755ع، 748ع لسنة 2017 جنوبأسيوط، ومحضر 95 إدارى سوهاج. وقال على سلامه عاطف، طالب بالمعهد: "ألتحقنا بمعهد، وكان مجاورًا لنادى الجيش بأسيوط، ودفعنا 1500 جنيه فى أول شهر كمصاريف، وبعد دراسة لمدة عام، تم نقل المعهد إلى مكان آخر فى أسيوط، واستكملنا الدراسة فى العام الثانى، وتم إخبارنا بأنه غير معتمد من الوزارة، وهذا ليس ذنبنا، وعند تقديمنا الشكاوى للمسؤولين أخبرونا بأن القانون لا يحمى المغفلين". وأضاف إسماعيل محمد، محامى الطلاب، بأنهم قدموا أوراقهم بمعهد من المفترض أنه معتمد، وتم اكتشاف غير ذلك، وتم تحرير محاضر من الطلاب، وقامت لجنة من وزارة التعليم العالى بتشميع المعهد وأفرعه على مستوى الجمهورية، وتحويل المحاضر إلى النيابة. ومع التحريات ثبتت صحة الواقعة، وتم الحكم على صاحب المعهد بالسجن 3 سنوات و50 ألف جنيه كفالة و 10 آلاف جنيه غرامة، ولكون القضية جنحة تم دفع الغرامة والكفالة، وخرج صاحب المعهد، وتم تقديم طلب إلى وزارة التعليم العالى بصحة الواقعة، ووقع الطلاب فى فخ النصب. ومن جانبة قال الدكتور عادل النجدى، عميد كلية التربية بجامعة أسيوط، إن المشكلة فى الإعلانات الوهمية لتلك المعاهد، مطالبًا برقابة صارمة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى والمحليات على ترخيص تلك المعاهد، مشددًا فى الوقت ذاته على ضرورة تأكد الطالب من وجود ترخيص معتمد من المجلس الأعلى للجامعات؛ حتى يلتحق به، ويتم التقديم والتنسيق من خلال مواقع الوزارة حتى يقوم الطالب بحفظ كافة حقوقه. نقلا عن العدد الورقي.
