كشفت صحيفة الجارديان البريطانية تكدس الأطفال الرضع في الحاضنات، في ظل انقطاع الكهرباء عملياً، والأجهزة التي تساعد على إبقائهم أحياءً تُشغل بواسطة مولد كهرباء ذي تيارٍ متغير. وكان مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، جيلان ديفورن، ناشد المجتمع الدولي، بالعمل على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، داعياً "جميع الأطراف ذات العلاقة"، إلى "بذل قصارى جهدها لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة". وتقول الصحيفة أن أكثر المستشفيات تضرراً هي مستشفى الشفاء، التي يعاني فيها الأطباء لإنقاذ حياة الأطفال التي لم يلحقها الأذى نتيجة القذائف، ، فيما تعيش وحدات غسيل الكلى، والرعاية المُركزة، ووحدات حديثي الولادة جميعها أزمةً كبيرة. وقد رفضت السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية دفع ثمن الأدوية، المُستنفدة الآن على نحوٍ حرج حتى بالنسبة لمن هم في أمس الحاجة إليها،وتُحظر أيضاً المدفوعات المستحقة لإسرائيل في كل مرة يُحوَل المرضى إليها، فيُرفَض السماح للأطفال الرضع، الذين يحتاجون رعايةً فائقة إلى جانب مرضى السرطان، بالمغادرة لتلقي العلاج في الضفة الغربية وإسرائيل، ويقول الأطباء إنه كان بالإمكان إنقاذ 10 مرضى توفوا بسبب السرطان الشهر الماضي لو أنهم حُولوا للعلاج خارج القطاع. وتنقل الجارديان عن رئيس قسم الأورام بمستشفى الشفاء الطبيب خالد ثابت، قوله بأن معدلات الإصابة بالسرطان في غزة تتزايد بشكلٍ حاد، حيث يصاب 90 حالة من بين 100 ألف شخص في عام 2016، مقارنة ب65 حالة فقط في عام 2010. وسلَّطت الأزمة الجديدة الضوء كذلك على الزيادة الضخمة في عدد الأطفال المولودين بإعاقات خلقية، والذين ينتظرون جميعاً دورهم لمغادرة غزة لتلقي العلاج الخاص بحالاتهم، ويقول الأطباء إن الدراسات تثبت أن العالم الخارجي قد تجاهل تلك الزيادة وارتباطها بالحرب. وترصد الجارديان وسط مدينة غزة، العشرات من جهات التبرع ووكالات الإغاثة الدولية يعملون في مكاتب مُكيَّفة الهواء. وإذا احتجوا على ما يرونه، لا يُنصت إليهم أحد، وفي ظل تقييد حركة هذه الجهات ل"أسباب أمنية"، لا ترى سوى القليل على أرض الواقع، ويخاف مسؤولوها من التحدث حتى لا تمنعهم إسرائيل من دخول غزة.