في ظل تردي الأوضاع الصحية في اليمن نتيجة استمرار الحرب، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة اليونيسيف، أن 97 شخصاً في اليمن لقوا حتفهم بسبب الكوليرا والإسهال الحاد خلال الأيام الماضية. اليمن واقترن تفشّي وباء الكوليرا باندلاع الحروب منذ الحرب العالمية الأولى، ف"الكوليرا" الناتجة من التلوّث البيئي تُعد من الأمراض المعدية الأكثر انتشاراً في أوساط السكان، الذين يعانون من سوء التغذية الحادّ، والذي يُعدّ بيئة خصبة لتفشّي هذا النوع من الأمراض والإجهاز على حامله. وأكدت مصادر طبّية في محافظة الحديدة وفاة 15 شخصاً، بينهم 8 أطفال، خلال الأيّام الأربعة الماضية في المحافظة، نتيجة تفشّي وباء الكوليرا. من جانبها، قالت مصادر طبية يمنية إن مرض الكوليرا ينتشر بشكل مخيف في نصف محافظات البلاد، حيث تم مؤخرا تسجيل أكثر من مائة حالة إصابة في محافظات (عدن، وأبين، وشبوة، وتعز، والمحويت)، جنوب وشمالي البلاد. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت في وقت سابق أنه تم تسجيل وفاة 51 شخصًا بسبب وباء الكوليرا باليمن، و2750 حالة إصابة بهذا المرض، مشيرة إلى أن 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق معرضة لخطر انتشار الوباء. العراق حذرت اليونيسيف من احتمال انتقال وباء الكوليرا إلى دول مجاورة، وقالت إنه بسبب حجم الإصابات في العراق فإن خطر تفشي المرض عبر حدوده يبقى مرتفعًا. وقال مدير المنظمة الدولية في العراق بيتر هوكينز الخميس إن نسبة كبيرة من الميزانية الحكومية تنفق على الأمن على حساب الخدمات الأخرى مثل البنى التحتية، وخاصة إمدادات المياه. وتزامنت هذه التحذيرات مع ما كشفته وزارة الصحة العراقية عن تسجيل أكثر من مئتي إصابة جديدة بوباء الكوليرا على مدى الأيام الأربعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي الإصابات منذ سبتمبر الماضي إلى نحو 2500 إصابة مؤكدة. وأظهرت البيانات الرسمية لمختبر الصحة المركزي التابع للوزارة تسجيل الأيام الثلاثة الماضية 185 إصابة، توزعت على محافظاتبغداد ودهوك وصلاح الدين وبابل والديوانية والمثنى وكربلاء وذي قار والنجف والسليمانية وكركوك. ويتوقع أخصائيون في مجال الأمراض الانتقالية أن تتسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة بغداد خلال الأيام الأخيرة، وتسببت في غرق العديد من المناطق، في زيادة حالات الإصابة بالوباء نظرا لتلوث مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي في بغداد. سلاج جديد ولم تستبعد أن يكون مصدر انتشار الكوليرا في الحديدة سلاحاً جرثومياً يُستخدم ضمن الحرب البيولوجية غير المعلنة بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا، مشيرةً إلى أن التلوّث الجرثومي الذي يحدثه ذلك النوع من السلاح، الذي سبق أن استُخدم من قبل القوّات الأمريكية في العراق عام 2003، يظلّ أثره حتّى بعد توقّف الحرب. وذكر مكتب المنظمة باليمن، في بيان صحفي اليوم، أن آخر الإحصائيات تؤكد إصابة نحو مائتي شخص بوباء الكوليرا في 14 محافظة يمنية، كما تم تسجيل 6 آلاف حالة إصابة بالإسهال المائي الحاد.