التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج، اليوم 23 أغسطس، بالسيد فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، خلال زيارته الحالية لليابان للمشاركة في الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (التيكاد) الذي يُعقد في العاصمة اليابانيةطوكيو. وفي تصريح للسفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، أشار إلى أن الدكتور عبد العاطي نقل تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقدير سيادته للدور الذي قام به 'كيشيدا' في تعزيز العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. كما سلم الدكتور عبد العاطي رسالة موجهة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة مجالات التعاون القائمة، والعمل على تحقيق تطلعات الشعبين المصري والياباني الصديقين. العلاقات الثنائية بين مصر واليابان أشاد الدكتور عبد العاطي بالعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر واليابان، معبراً عن تقدير مصر للزيارة الناجحة التي قام بها رئيس وزراء اليابان في أبريل 2023، والتي أسفرت عن رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى 'شراكة استراتيجية'. كما أثنى على الدعم الياباني المستمر للمشروعات التنموية الحيوية في مصر، مثل المتحف المصري الكبير، والشراكة في مجال التعليم وأكد في هذا السياق على حرص مصر على توسيع مجالات التعاون من خلال إدخال مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والحوكمة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات ومراكز البحث لتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تعزيز السياحة اليابانية إلى مصر. من جانبه، نقل رئيس الوزراء الياباني تحياته لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيداً بدور سيادته البارز في مختلف القضايا الإقليمية والمحافل الدولية. وأشار إلى أن مصر تُعتبر شريكاً مهماً جداً لليابان، كونها دولة إقليمية كبرى تلعب دوراً محورياً في منطقة الشرق الأوسط. فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، أشار وزير الخارجية إلى التزام مصر بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يتماشى مع تطوير العلاقات السياسية. زيادة تدفق الاستثمارات اليابانية إلى السوق المصري وأبرز أهمية زيادة تدفق الاستثمارات اليابانية إلى السوق المصري، مشيراً إلى نجاح مصر في جذب العديد من الاستثمارات على الرغم من التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية والأوضاع المتوترة في محيطها الإقليمي، مستشهداً بمخرجات مؤتمر الاستثمار المصري/الأوروبي. وفي هذا السياق، أكد الدكتور عبد العاطي على رغبة مصر في فتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي المشترك، خاصة تلك المتعلقة بالتغير المناخي. كما أعرب عن أمله في استفادة الشركات اليابانية من استراتيجية الهيدروجين الأخضر المصرية التي تم اعتمادها في أغسطس الجاري، مستعرضاً المزايا التي تقدمها مصر، مثل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومحفزات الاستثمار المتنوعة، بالإضافة إلى التطور الكبير وغير المسبوق الذي شهدته البنية التحتية في مصر خلال السنوات الأخيرة. وشجع الشركات اليابانية على التواجد في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. أضاف المتحدث الرسمي أن رئيس الوزراء الياباني أبدى اهتمامًا خلال اللقاء بتقييم الدكتور عبد العاطي لأهم القضايا الإقليمية التي تهم الجانبين، وعلى رأسها الحرب المستمرة في غزة. اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حيث استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية المتعددة لاستئناف المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدًا على موقف مصر الثابت في رفض سياسات التصعيد والاغتيالات وانتهاك سيادة الدول التي تتبعها إسرائيل. من جهته، أعرب 'كيشيدا' عن قلق بلاده العميق تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى أن استمرار التصعيد لن يعود بالنفع على أي طرف، وأكد دعمه للجهود المصرية الرامية لخفض التوتر، مضيفًا أن بلاده تعمل أيضًا على مواصلة إيصال المساعدات إلى غزة. كما تبادل الجانبان الآراء والتقييمات حول عدد من القضايا الإقليمية الأخرى، بما في ذلك الأوضاع في السودان ومنطقة القرن الإفريقي، والتهديدات التي تواجه أمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة الدولية. وأشار وزير الخارجية إلى أن استمرار هذه الأزمات دون قدرة المجتمع الدولي على إيجاد حلول لها يؤدي إلى تفاقمها، مما يؤثر على مصالح العديد من الدول، بما في ذلك مصر واليابان، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع تفاقم هذه الأزمات. اختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن الدكتور عبد العاطي أعرب عن تطلع الجانب المصري لأن تسفر الاجتماعات الوزارية الحالية لآلية 'التيكاد' عن مناقشات معمقة حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين اليابان وإفريقيا، وخاصة القضايا الاقتصادية والتنموية التي تشغل أولوية الدول الإفريقية. وأكد حرص مصر على المشاركة الفعالة في جميع الفعاليات المرتبطة بال'تيكاد' على مدار السنوات الماضية، إيمانًا منها بأهمية هذا المحفل الكبير والدور الريادي الذي تلعبه اليابان في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية ودعم جهودها التنموية لتحقيق الازدهار لشعوبها. كما أعرب رئيس وزراء اليابان عن تطلعه للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يمثل نموذجًا متميزًا للتعاون الثقافي والحضاري بين مصر واليابان.
