في الليل أود لو أخلع قدميَّ مع الجوربين بأصابعهما وكعبي أخيل علي شرف النقرس أتذكر جحافل النمل التي كان يطلقها في شراييني الحشيش المصري. تقول لي الطبيبة: لا تدخنه إن كان يزعجك هكذا. أقول لها: أعشق رائحته وفعل لفّ السجائر. تقول: فلتختر بين رائحته وراحتك. يزداد حمض البوليك في الدم فيلزم تناول الكثير من محلول يوريسولفين الفوار لإذابة تلك البلورات الصغيرة. في إحدي نوبات التسمم القنّبي كانت كل بلورة تتكلس تحرق مصباحاً في الراديو العتيق فيذوي صوت السيدة في الأثير ويتبخر ككلمات خُطّت بالإصبع علي سطح زجاج مُنَدَي فيما هو يغفو بجوار منفضة فاضت برمادها تزحف قدماه بالألم بعيداً عنه فيختار بين راحته والرائحة وينام.