الليلة فرح. والفرح فرحها.. وفي الأفراح تسعد الناس.. إلا هي...!!! وهي مجبرة علي الفرح.. فالعائلة ليس لها عائل... العائل عاجز... تبعته الأم بعجز يفوق عجزه.. والعجز ينتشر حتي يطالها.. والعجز أنها لم تعد تستطيع أن تعمل وتصرف علي الجميع.. والعمر يقفز كأرنب هارب في ذعر من ثعلب. والكبر يدب في جسدها.. وجسدها كان يحلم.. يحلم ككل فتاة بأن يترك من يُحب ليبحر علي ضفافه.. ولما نضبت الضفاف استسلمت لمن تقدم.. والمتقدم عاطل.. هو والعائل سواء.. هي لم تكن متأكدة من علته.. فقط مجرد أخبار تواترت حد سمعها. والتواتر وترها.. غير انه لم يؤكد إلا توترها.. وبالتوتر وافقت.. وبالتوتر أقنعت نفسها.. ونفسها استسلمت.. قالت لها: ضل رجل.. ولا ضل حيط. واليوم ستقف تحت الظل.. والظل بدا من الليلة الأولي انه لم يرتق حتي لكونه ظل.. من الليلة الأولي ضل.. وحين ضل ضل أنوثتها.. وأنوثتها التي حاولت قدر استطاعتها أن لا ينال منها الزمن كما نال من عمرها ومن متعتها ومن جسدها قاومت.. بالنسبة لها الموقع الأخير للمقاومة بداخلها الذي لا زال حصيناً.. هي تريد أن يقتحمه غير من ضل... وفي الظل بحثت عنه.. هو زوج أخت زوجها.. والظل يتسع ليحتويها.. ومن اللا ظل تخرج.. هو من نظرته يريدها... تعلم نظرات الرجل المريد وتفهمها.. نظراته وقحة.. يبرز منها فحوله حين يريد امرأة ويشتهيها... وهو في فحولته ونظراته يناديها.. والنداء بدأ خافتاً ثم علا حتي صار فنارا يلمع ضوؤه لتهتدي به سفينة أنوثتها...وبالنظرات اتفقا.. وبالنظرات انجذبا.. وبالنظرات كان لقائهما الأول.. هي من فرحتها سحبته نحوها..!! الفقد الذي عاشته حولها لمغناطيس كبير وأحاله إلي برادة حديد صغيرة انجذبت نحوها دون مقاومة.. وبلا مقاومة ذهبت إليه.. اتفق معها أن يقابلها... الشهر الرابع لزواجها بالظل لم تحمل.. والكلام يزيد.. هي لا تخشي اللا ظل.. هي تخشي فقد اللا ظل لتعود إلي الحياة في الظل.. وفي الظل تقابلا بشقته.. سرب زوجته وقابلها.. هي منذ أن دخلت اشتمت رائحتها.. وفي رائحتها شمت اللا ظل الذي هربت منه..!! وفي الضوء وبغير ظل غير ظل جسدها الراقص علي إيقاع موسيقي رقصت له.. وبالرقص بدأت معه.. وفي رقص حملها نحو السرير.. وفي السرير تركته يبحر علي ضفافها محطماً أخر حصونها.. والحصن انهار.. واستسلمت الأنثي بداخلها.. ومن اللقاء الأول حملت.. وبالحمل شعرت حتي قبل أن تغادر السرير.. هي الأنثي التي خرجت لتوها أخبرتها أن النطفة وصلت لمرادها..!! في اللقاء الثاني لهما تأكدت أنها حامل حين لم تتحمل قوته.. فقط تركته يمارسها في ضعف.. ومن الضعف إلي القوة زاد الجنين قوة برحمها.. وفي الظل عادت.. وفي الظلمات الثلاث كبر الطفل.. وجاءت الولادة.. والولادة بتذكره كانت أيسر رغم وجود اللا ظل.. واللا ظل يعلم انه ليس المسئول عن القادم للحياة.. هو يعلم انه لم يقربها حين ضل.. ولأنه لا ظل سحب نفسه هو الآخر للظل وفرح.. والفرحة انه اثبت بغير ذاته انه ذاته حتي لو فقد ذاته..!! والطفل يكبر أمام الظل واللا ظل..!! والظل يتألم بأن اللا ظل هو أبوه.. هي الوحيدة التي لم تعبأ بالصراع بين الظل واللا ظل.. فالأنثي التي بداخلها كبرت بعد أن نالت حريتها.. الثورة بداخلها وئدت سريعاً قبل أن تحقق مطالبها.. المطلب الوحيد الذي نالته ثورتها هو الولد... والولد له أبوان.. والأبوان يعرفان.. وفي النور بدأ الولد يكبر.. وكلما كبر بدأ يظهر فيه الظل فاضحاً اللا ظل.. وفي الظل شعر الولد انه ابن الظل.. فأقترب منه في النور تاركاً هو الآخر أباه بلا ظل إلي جوارها في الظل..!! وفي الظل تستمر حياة الجميع.. فقط في الظل.!