د. أحمد الطيب منذ أن تولي فضيلة الدكتور أحمد الطيب منصب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، لا تتوقف أراؤه وقراراته علي اقتحام أية عقبة تحول دون قيام الأزهر الشريف بدوره في نشر الثقافة الإسلامية، إيماناً منه بأن هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلي رؤية مستنيرة، تكشف الوجه الصحيح للإسلام. ولعل من أهم القضايا المطروحة الآن علي الساحة ما يتعلق بموضوع تزوير المصحف الشريف، سواء تم هذا التحريف أو التزوير بقصد أو بغير قصد، فعلي مدي أسبوعين أجري الزميل أسامة فاروق تحقيقين حول هذا الموضوع الخطير، الذي يمس صناعة نشر المصحف في مصر، وتكاد تشعر من التحقيقين أن تزوير المصحف في مصر يتحول إلي ظاهرة، فهناك في الأسواق العديد من الطبعات المحرفة للمصحف الشريف، صادرة من دور نشر مختلفة، وهو الأمر الذي أدي إلي أن بعض المواقع الإلكترونية ذكرت أن طباعة المصحف في مصر ( بلد الأزهر) لم تعد موثوقاً بها، بل أن هناك تصريحات علي لسان الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة بفلسطين بمنع تداول نسخة مصرية من القرآن الكريم، وهي النسخة الصادرة عن دار التراث العربي للطباعة والنشر لوجود أخطاء فيها، يضاف إلي هذا التصريح ما سبق أن أعلنته هيئة علماء السودان من وجود نسخ من المصحف الشريف بها أخطاء. هذا عن صورتنا خارج مصر، أما عن داخل مصر فقد كشفت لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب عن وجود أخطاء في طبعة متداولة في الأسواق المصرية، وهو الأمر الذي دفع بالزميل أسامة فاروق إلي فتح هذا الملف الخطير، وقدم في العدد الماضي وصفاً دقيقا للإجراءات وخطوات طباعة المصحف في مصر، وكيف أن هذه الإجراءات لم تعد تحمي المصحف من الوقوع في أخطاء، أدت إلي تحريفه، وأشار بوضوح كذلك إلي مايسمي بالنشر تحت بئر السلم، وأن مثل هذا النشر لا يهدف سوي للربح، علي حساب أية قانون أو قيم، وانتهي أسامة إلي سؤال محدد، حاول الإجابة عنه في هذا العدد ، وهو لماذا لا يكون الأزهر الشريف هو الجهة الوحيدة التي تطبع المصحف في مصر، ضمانا لعدم التحريف، خاصة أن لديه مطبعة لا تقوم الآن سوي بطباعة أسئلة الامتحانات. الدكتور أحمد عمر هاشم أكد في التحقيق المنشور في صفحة 5 في هذا العدد، أهمية أن يتولي الأزهر الشريف أمر طباعة المصحف، خاصة أن الرقابة علي طباعته لم تعد الآن كافية، رغم وجود مواد قانونية بالسجن والغرامة، وأيده في هذا الإقتراح عدد من علماء الأزهر الشريف وأساتذته، ونحن نضم صوتنا إلي صوتهم، ونطالب الأمام الأكبر بأن يتولي الأزهر أمر طباعة المصحف، وأن تذلل العقبات من أجل القيام بهذا الدور، وهي عقبات مالية، ونعتقد أن التغلب عليها أمر سهل، مقارنة بالمخاطر الموجودة حاليا في ترك أمر طباعة المصحف في أيدي دور النشر. أخبار الأدب