في ظهيرة مشمسة، بينما كان نزلاء منزل القش يتمتعون بقيلولتهم، قرع صبي جرس دراجته أمام البوابة بهلع، معلناً: "دخلت أفعي كوبرا ضخمة منزلكم. عبرت بجانب عجلة دراجتي." وأشار للعلامات التي تركتها بجانب البوابة، واستكمل طريقه. تجمعت العائلة المكونة من الأم وأولادها الأربعة أمام البوابة في حالة هياج عظيمة. الخادم العجوز داسا كان نائماً في سقيفته. هزوه ليوقظوه من النوم وأعلنوا وصول الكوبرا. "ليست هناك كوبرا"، رد عليهم محاولاً تجاهل الأمر. قاموا بسبه وأجبروه علي الاهتمام بأمر الكوبرا. "ذلك الشئ يوجد في مكان ما هنا. إن لم نجدها قبل المساء، سوف نطردك. إهمالك للحديقة وعشبها سبب دخول مثل هذه الأشياء المريعة إلي هنا". وصل بعض الجيران. وألقوا بنظرات إتهام علي داسا، "لديكم أكثر الخدم كسلاً في العالم"، أخبروهم. "عليه أن يحرص علي نظافة المكان بالجوار". بينما صاح داسا، "علي مدي شهور كنت أطلب منكم آلة جز العشب". ردوا عليه جميعاً بصوت واحد أن عليه أن يستخدم المتاح وأن يتعلم ألا يطلب الكثير. استمر في إصراره. بدأوا حينها بتخمين كم سيكلفهم شراء آلة جز العشب. أعلن أحد الجيران أنه لا يمكنك التفكير بشراء أي آلة معدنية حتي تنتهي الحرب. وبدأ بترديد بعض التفاهات عن أسعار فترة الحرب. الابن الثاني بالمنزل أكد أنه يستطيع الحصول علي أي شئ يريده بأسعار معقولة. أما الجار فقد أصبح بليغاً بأمور السوق السوداء. وتلا ذلك مناقشة حامية. وراقبهم البقية بلا مبالاة. آنذاك تدخل الفتي الجامعي بالمنزل وقال لهم: "قرأت في جريدة أمريكية بأن حوالي 30 ألف شخص يموتون من عضات الثعابين كل عام." رفعت الأم يديها في الهواء برعب واستدعت داسا. قام الفتي بشرح إحصائياته لهم. "لقد قمت بحسبتها، 83 شخصا في اليوم. هذا يعني أنه كل عشرين دقيقة تقريباً ثمة شخص يموت من عضة أفعي. بينما نتحدث هنا الآن، هناك شخص في مكان ما يموت". كادت الأم أن تصرخ عند سماعها ذلك. بدا المنزل شريراً. أحضر الفتيان بعض سيقان البامبو وبدأوا توزيعها وأعطوا الخادم إحداها. بدأ بوخز أوراق الشجر بعشوائية تحيطه هالة من السخرية. "ذاك الرجل لا يبدو عليه الاهتمام" صرخ أحدهم. رفعوا ملابسهم الهندية، وأمسكوا بكل سكين وعتلة متاحة وبدأوا باقتحام الحديقة. الأعشاب المتسلقة، الشجيرات الصغيرة، والمروج الخضراء تم تشذيبها. وما لم يستطيعوا تشذيبه كانوا يقتلعونه من جذوره. أضاءت أشعة الشمس حوائط المنزل الداخلية. وعندما لم يعد هناك شئ آخر لفعله، سألهم داسا بانتصار، "أين الأفعي؟" بعدها، سمعوا صراخ إحدي الشحاذات عند البوابة طلباً لصدقة. أمروها ألا تزعجهم لأنهم في وسط محاولة اصطياد أفعي. وعند سماع ذلك، أصبحت العجوز سعيدة. "أنتم محظوظون.إنه الإله سوبرامانيا قد جاء لزيارتكم. لا تقتلوا الأفعي." أبدت الأم موافقتها الشديدة، "معك حق. لقد نسيت أبيشكام الموعود تماماً. هذه تذكرة لنا." أعطت الشحاذة عملة، بينما وعدتهم الأخري بأن ترسل لهم ساحر الأفاعي في طريقها. ثم ظهر رجل عجوز أمام البوابة ليقدم نفسه بصفته ساحر الأفاعي. تجمعوا كلهم حوله، وقد بدأ يحدثهم عن حياته ونشاطاته وقوته وتأثيره علي الأفاعي. سألوه بإعجاب: "كيف تمسكها؟" قال: "هكذا" ثم قفز علي أفعي وهمية علي الأرض. أشاروا باتجاه المكان الذي ذهبت له الكوبرا وطلبوا منه التقدم. نظر حوله بضعف وقال: "إن أريتموني الأفعي سأمسكها في الحال. ولكن عدا ذلك ماذا باستطاعتي أن أفعل؟ حينما ترونها مرة أخري، أرسلوا بطلبي. أنا أسكن بالقرب من هنا." أعطاهم اسمه وعنوانه ورحل. بحلول الساعة الخامسة مساءً، رموا عصيهم وأدواتهم واتجهوا للشرفة ليرتاحوا. قاموا بقلب كل أحجار الحديقة وقطعوا كل شجيرة وغصن، ليمكنهم ذلك من ملاحظة أصغر حشرة تدخل الحديقة، فلن يكون لها مكان تحتمي فيه. كانوا يتناقشون بصوت عال عن الإجراءات التي يجب عليهم إتخاذها لحماية أنفسهم من الزواحف في المستقبل، عندما ظهر داسا أمامهم حاملاً قدراً من الماء وقد أغلقه بقطعة من الحجر. وضع القدر علي الأرض وقال لهم: "لقد أمسكتها. رأيتها تختلس النظر، رأيتها قبل أن تراني." وشرح شرحاً مطولاً الإستراتيجية التي استخدمها في إمساك وحبس الأفعي في ذلك القدر. كلهم وقفوا علي بعد مسافة آمنة وحملقوا في القدر. كان وجه داسا يشع ببريق البطولة. "لا تنادوني بالمتكاسل بعد الآن"، طلب منهم. أثنت الأم علي ذكائه وتمنت لو أنها وضعت بعض اللبن في القدر كنوع من الواجب الديني. رفع داسا القدر بحرص ومشي وهو يقول لهم إنه سيترك القدر بمحتوياته مع ساحر الأفاعي الذي يعيش بالجوار. أصبح بطل اليوم. راقبوه في إعجاب تام وقرروا أن يكافئوه بشكل ملائم. لم تمر خمس دقائق علي رحيل داسا ليصرخ الابن الأصغر، "انظروا هناك!" لتظهر أفعي الكوبرا من حفرة بأحد حوائط المنزل. بدأت بالانزلاق في اتجاه البوابة، توقفت لدقيقة لتنظر إلي الحشد المجتمع علي الشرفة نصف المفتوحة. زحفت أسفل البوابة واختفت بجانب إحدي فتحات المجاري. عندما أفاقوا من الصدمة تساءلوا: "أهذا يعني أنه كان هناك أكثر من أفعي؟" ليتمتم بعدها الفتي الجامعي، "يا ليتني جازفت وأوقعت قدر الماء من يدي داسا، ربما كنا لنعرف ما الذي كان يحتويه".