كيف استعدت مصر للحرب اقتصادياً وعسكرياً وأهم القرارات التي صدرت وقتها الأوراق توضح طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الوضع علي الجبهة وعلي الصعيد الداخلي لمصر للسنة الثانية علي التوالي تستكمل دار الوثائق القومية برئاسة الدكتور عبدالواحد، مهمتها الوطنية في نشر الأوراق التي تتعلق بحرب 6 أكتوبر والتي لم يفرج عنها سابقاً بعنوان (مصر في قلب المعركة.. أوراق جديدة). وعن فكرة الكتاب الذي سيصدر قريباً وأهم ما يتضمنه من وثائق يقول د. النبوي: هذا الجزء من الكتاب كان وعداً للشعب المصري من دار الوثائق، عندما أصدرت الدار الجزء الأول، أن تستمر في نشر وثائق حرب أكتوبر، كما أننا نعد بأنه سوف يكون هناك جزء ثالث في الاحتفال بنصر أكتوبر العام القادم إن شاء الله، لأن حجم وإنجاز المعركة يحتاج إلي آلاف الصفحات للحديث عنها، كما أن دار الوثائق لديها من الأوراق، ما سوف تفرج عنه تباعاً لترسم الصورة كاملة لمصر وإنجازها الكبير عام 1973. وعن الكتاب يقول الدكتور النبوي: الكتاب تقليد سنته الدار عندما أصدرت الجزء الأول، والذي تعرض لأحوال مصر ما قبل الحرب وأثناء الحرب، وما قامت به بعد الحرب، وفي هذا العدد وثائق جديدة تتحدث عن أوضاع مصر قبل الحرب، تبين كيف استعدت مصر لهذه الحرب من النواحي الاقتصادية والصحية والعسكرية، هناك الكثير من القرارات التي اتخذت لعل من أهمها خطاب وزير الصحة لجميع الوزارات، وفيه طالب بتسجيل العاملين لأسمائهم وفصائل دم كل واحد فيهم وذلك في بنوك الدم القريبة من مقر الهيئة أو الوزارة التي يعمل بها، حتي يمكن استخدامها في حالات الطوارئ أثناء المعركة، وثمة وثائق أخري تبين كيف كانت الحياة المصرية في حاجة- أثناء الحرب- إلي تضميد الجراح، فكانت الدولة تستثني دائماً أبناء المهجرين من انتظار قرارات التعيين، سواء للشهادات الجامعية أو المتوسطة، وكان يتم تعيينهم أولاً بأول عن طريق وزارة الشئون الاجتماعية وعلي رأسها الوزيرة القديرة عائشة راتب، وهي التي حصلت علي موافقة مجلس الوزراء بتعيين المهجرين من خريجي يونيو 1973.. مما يبين كيف كانت الدولة تستعد للحرب وفي الوقت نفسه تقوم علي ترتيب جبهتها الداخلية. ويرصد الكتاب- أيضاً- جولات مكوكية قام بها الرئيس الراحل أنور السادات مع بعض الوزراء والمسئولين إلي بعض الدول العربية والأجنبية، في أيام قليلة قبل الحرب، ويبين الكتاب من خلال الوثائق ردود الفعل الدولية علي نصر أكتوبر، خاصة مؤتمر القمة العربي في الجزائر في نوفمبر 1973، وأيضاً مؤتمر وزراء الخارجية الأفارقة، ومؤتمر وزراء البترول في بغداد لمناصرة القضية المصرية. ويواصل د. النبوي حديثه عن الكتاب: يستعرض الكتاب مجموعة من الوثائق المهمة والضرروية التي تفهمنا كيف كانت تدور الحرب، من هذه الوثائق مجموعة القرارات التي أصدرها الرئيس أنور السادات بتوفير الإعانات المادية وتعديل خطط الموازنة الخاصة بالدولة بما يوفر جميع المبالغ التي تحتاجها القوات المسلحة. ويعرض الكتاب- أيضاً- جولات مكوكية قام بها الرئيس الراحل أنور السادات مع بعض الوزراء والمسئولين إلي بعض الدول العربية والأجنبية، في أيام قليلة قبل الحرب.. وثمة وثائق أخري تحوي قرارات تبين كيف كانت الدولة تساعد علي رفع الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة، واتضح ذلك من خلال قرار جمهوري بمنح جميع أفراد القوات المسلحة مكافأة تشجيعية علي ما يبذلونه في المعركة وكان بتاريخ 20 أكتوبر 1973، وأمر آخر خاص يبين مدي تفاعل الجبهات الشعبية مع ما حققته الدولة من انتصار، ونحن نعرف أن الاتحاد الاشتراكي، كان هو المسيطر علي الحياة السياسية في ذلك الوقت، ومن هنا فقد قام بنوع من النشاط السياسي كانت نتائجه أن أصدر مجموعة من التوصيات كان منها، فتح باب التطوع أمام المواطنين لتدعيم القوات المسلحة المشاركة بنسبة 10٪ من الراتب الشهري قيام الحكومة بفرض ضرائب بنسبة 5٪ علي الدخل، وهو ما تم بقرار جمهوري في ذات الوقت. كما يرصد الكتاب ما قامت به الدولة المصرية في مرحلة فض الاشتباك بين القوات، وهو ما عُرف بمفاوضات الكيلو 101، وكيف سيطرت القوات المصرية علي الجزء الذي حررته من سيناء. ولعل من الوثائق المهمة- أيضاً- الإجراءات الكبيرة التي اتخذتها القوات المسلحة لرعاية أسر المقاتلين حتي توفر لهم الأمن والسلامة أثناء وجودهم في المعركة وهي مجموعة من الأوراق المهمة، وتبين ما هو المقاتل، وما هي أسرته، وما حقوقهم المادية والمعنوية. ولم تغفل دار الوثائق أن تقدم للقارئ وثائق تبين تقارير الرأي العام التي كان يرفعها وزير الداخلية- آنذاك- عن اتجاهات الرأي العام المصري بجميع طبقاته، من العمال والفلاحين والمثقفين، تبين ما اتجاهاتهم نحو المعركة الدائرة الآن علي سيناء، وموقفهم من قرار مجلس الأمن، والسياسة المصرية في هذه المرحلة. كما لم يغفل الكتاب أهم الوثائق المتعلقة بوزارة الثقافة، ومنها المذكرة التي رفعها وزير الثقافة في ذلك الوقت، يوسف السباعي المنشور نصها في »أخبار الأدب». واختتم د. النبوي كلامة بأن الدولة المصرية لم تكن غافلة عن مراجعة أوراقها بعد الحرب، ولذلك فإن الكتاب يخص جزءاً مهماً فيه لإنجازات كل وزارة علي حدة، وكذا الخسائر التي أصابت جميع قطاعات الدولة من عام 1967، حتي نهاية حرب 1973.. معني ذلك أن الدولة كانت حاضرة بقوة في جميع مؤسساتها رغم ااحتلال جزء من أرضه ا، ورغم خوضها معركة استنفذت الكثير، ومع ذلك لم تتخل القيادة السياسية عن جبهتها الداخلية، وكانت لها عين في الخارج وأخري في الداخل.