الاحتفالات تديرها شركة شكسبير الملكية، بمشاركة مؤسسات أخري مثل مسرح شكسبير العالمي، وتتضمن فعاليات ثقافية وعروضاً مسرحية في الهواء الطلق تتجول في جميع أنحاء العالم يحتفل العالم الشهر الحالي ولمدة عامين قادمين بذكري وفاة وميلاد ويليام شكسبير، وقد تصادف أن يكونا في نفس الشهر، حيث ولد في شهر أبريل سنة 1564، في نفس العام الذي ولد فيه جاليليو، وتوفي في أبريل سنة 1616، وخلال الاثنين وخمسين عاما التي عاشها أضاف مئات إن لم يكن آلاف الكلمات والتعبيرات اللغوية الجديدة إلي اللغة الإنجليزية، بكتابتها في أعماله المسرحية والشعرية والروائية، والتي أصبحت متداولة في الحياة اليومية. رغم مرور كل تلك السنوات لايزال لشكسبير مكانة خاصة لدي محبيه في جميع أنحاء العالم، حتي لو كان يتمثل في الاحتفاظ ولو بنسخة واحدة من مسرحياته في مكتبة خاصة أملاً في إلقاء نظرة خاطفة علي سطوره الماثلة في الأذهان دوما حتي وقتنا الحاضر، أو لمجرد استعادة الإحساس بالملل من الإجبار علي دراستها في المرحلة الثانوية بمشاهدة إحدي مسرحياته يؤدي خلالها ممثل مبتديء دورا لإحدي شخصيات شكسبير بطريقة مبالغة فجة, إلا أن الكثيرين يرون أنه قد حان الوقت لمنح أنفسنا فرصة جديدة لنتعرف فيها علي الرجل بطريقة أخري، فكلما زاد التقرب منه صار محبوبا للجميع، وأفضل وقت لحدوث هذا هو ذلك الاحتفال الذي يستمر لعامين كاملين. الاحتفالات تديرها شركة شكسبير الملكية، بمشاركة مؤسسات أخري مثل مسرح شكسبير العالمي، وتتضمن فعاليات ثقافية وعروضاً مسرحية في الهواء الطلق تتجول في جميع أنحاء العالم، كما يشهد موسم الصيف أول إنتاج مسرحي كوميدي لرواية »اثنان من سادة فيرونا« وثلاثة أفلام رعب أحدها غير مؤكد أن يكون شكسبير كتبه بنفسه، بالإضافة إلي جولة في أنحاء إنجلترا لعرض »حلم ليلة صيف«، أحدها يعرضه تلاميذ إحدي المدارس المحلية، علاوة علي أنه بداية من نوفمبر القادم يبدأ البث الحي في دور السينما بانجلترا وجميع أنحاء العالم، كما تم التعاقد علي عرض أفلام لتلك المسرحيات في 42 مسرحا في أنحاء أمريكا بداية من شهر أكتوبر القادم، بالإضافة لعروض أخري في أستراليا وكندا، والمانيا، وايرلندا ومالطا وروسيا والسويد. وقد تم افتتاح مسرح جديد في يناير الماضي أقيم بجوار مسرح شكسبير العالمي تحت اسم »مسرح واناماكر« وهو المهندس الذي بناه طبقا لتصميم مسرح إنجليزي عثر عليه بالصدفة في كتاب قديم ليلائم أجواء كتابات شكسبير لعرض مسرحيات مثل »أنطونيو وكليوباترا« و»يوليوس قيصر« وغيرها. أما متحف فيكتوريا والبرت فيشارك في الاحتفال باثنين من المعارض: »شكسبير أعظم كتابنا المسرحيين« بتقديم عرض للوسائط المتعددة في المسرح والآداء الفني يجمع من خلاله العديد من أندر مقتنيات المتاحف مثل نسخة من »فوليو« وهي أول مجموعة مسرحيات مطبوعة سنة 1623، وجمجمة حقيقية أهداها الروائي فيكتور هيجو للممثلة الفرنسية سارة برنار سنة1899 تحية علي حسن آدائها في مسرحية »هاملت«، ومنديل حرير مطرز استخدمته إيلين تيري في دور ديدمونا بمسرحية »عطيل« سنة 1881، يستمر المعرض حتي 28 سبتمبر القادم، والمعرض الثاني تحت عنوان »تصوير شكسبير« بالتعاون مع مسرح شكسبير العالمي يقيم معارض للصور الفوتوغرافية أرشيفية ومعاصرة للعروض المسرحية، أقدمها للممثل تشارلز كين الذي لعب بطولة مسرحية »هنري الخامس« سنة 1859 ويطوف انجلترا خلال العام الحالي، كما تواصل مدينة ستانفورد مسقط رأس شكسبير احتفالها السنوي الذي تقيمه منذ ما يقرب من مائتي عام ، بمهرجان يستمر يومين تزدحم خلالهما شوارع المدينة بالمسيرات والحفلات الموسيقية ويتوافد عليها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث حضر احتفال هذا العام جانيدي وزوجها سكوت كيرك قادمين من البرازيل لتولد ابنتهما المنحدرة من نسل شكسبير في نفس الشارع حيث ولد قبل اربعمائة وخمسين عاما، حيث يقول كيرك إن شكسبير يعتبر خال ابنتهما سوزانا لكن بعد 14 جيلا، وإنه لا يخطط للبقاء بل سيعود للعيش في فلوريدا، كما تم العثور علي حفيدة أخت شكسبير »جوان« التي تعيش هناك ضمن حوالي ثلاثمائة آخرين يعيشون هناك كعائلة واحدة يربطهم انتمائهم لقرابة بشكسبير، الذي كان له ثلاثة أبناء إحداهم تدعي سوزانا وأربعة أحفاد. وطبقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية فهناك أكثر من مليار طفل أقل من 14 سنة درسوا شيئا عن شكسبير في المدرسة أو شاهدوا أعماله، التي ترجمت إلي جميع اللغات الحية، ومن العبارات والكلمات التي أدخلها شكسبير إلي اللغة الإنجليزية، مثل: من أجل الخير »هنري الثامن«، هنا ولا هناك »عطيل«، اغتيال »ماكبث«، قلب من ذهب ، والتبختر،»هنري الخامس، عصري »تيلوس وكريسيد«، مفروغ منه و الإدمانب عطيل»، بلحمه ودمه اهاملت»، وأعط كل شيء حقه »هنري الرابع«. ومن أفضل الأماكن للاحتفال بشكسبير هي مكتبة فولجر شكسبير في واشنطن، وهي أشهر مراكز الأبحاث الخاصة بشكسبير، وتحتوي الكثير من كتبه والأشياء التي تعود إلي عصره، ولديها أيضا مسرحان مبنيان بنفس أسلوب بناء المسارح منذ قرون، وقد اختارت لقب »الشاعر« للكاتب الشهير وهو نفس ما يطلقه عليه الباحثون، وتحتفل بتنظيم مهرجان ضخم يتضمن رسم وجوه الأطفال وعروضا فنية ومسرحية ، وهناك جماعة من الفتيات يطلقن علي أنفسهن »نيكل« يقدمن عروضا يستغرق كل منها دقيقة واحدة من أعمال شكسبير.