جانب من إحدى جلسات المؤتمر وسط حالة الاضطرابات التي تشهدها الجامعات المصرية ومنها جامعة القاهرة، لم تنس الجامعة دورها البحثي الي جانب دورها التعليمي. حيث نظم قسم اللغة الانجليزية برئاسة الدكتورة لبني عبدالتواب يوسف، بالتعاون مع قسم اللغة العربية بآداب القاهرة مؤتمرا عن (نحو عالمية اللغة العربية)، استمرت أعماله ثلاثة أيام، بمركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية. انتهت أعمال المؤتمر بتقدير خاص من رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار، الذي أوصي بإقامة هذا المؤتمر بشكل دوري، برعاية الجامعة، وقد أشاد بالتعاون القائم بين قسم اللغة الانجليزية، وبقية الأقسام بالكلية فيما يخص اللغويات والأدب المقارن والدراسات البينية عامة. مشيرا الي أن كلية الآداب هي معقل الفكر، وأساتذتها يمثلون ذاكرة مصر الأدبية والثقافية تلك الذاكرة التي تصلح لقيادة المجتمع نحو آفاق أوسع، وكيف أنه لا يصلح جسد الأمة إلا إذا صحت أفكارها. ومن جانبها أوضحت د.لبني عبدالتواب، رئيس المؤتمر، أن من أهم التوصيات التي حرص عليها المشاركون، وهي توصيات عندما يتم تنفيذها تحدث طفرة للأمام، سواء في تدريس اللغة العربية للناطقين بها ولغيرها.. ومن هذه التوصيات - أيضا - النهوض بالبحوث العلمية من العربية وإليها، وتخصيص انشاء وحدة عربية للمؤشرات الاحصائية، ودراسات تحليل الاستشهادات المرجعية للدوريات العلمية، الصادرة أسوة بقرينتها الأجنبية، وثمة توصية خاصة عن الترجمة، وتنميتها من العربية طبقا لخطط قومية تلبي احتياجات الثقافة العربية وتعرف العالم بمنتجاتها. كما أكد المشاركون في المؤتمر، في توصياتهم علي حصر أدوات البحث العلمي، وخدماته الالكترونية المتاحة علي الانترنت وتقييمها وتقييم المفيد منها وتعديلها لخدمة الباحث العربي. وكان المؤتمر قد ناقش عدة محاور، منها التحديات التي تواجه تدريس اللغة العربية من ناحية التعليم والتعلم والأداء والمناهج والمهارات، والمشكلات التي تواجه تدريس العربية لغير الناطقين بها. في بداية المؤتمر ألقي الدكتور عناني محاضرة، أكد فيها علي دور اللغة المكتوبة، واعتبارها من قوي الفكر، وأن عدم الإلمام باللغة، يؤدي الي فجوات في التفكير مع الحرص علي التمييز بين لغة العلم ولغة الأدب. وفي مشاركته ركز الدكتور عبدالحكيم راضي، أستاذ البلاغة والأدب بقسم اللغة العربية - علي البعد الاجتماعي والاقتصادي في أزمة اللغة العربية، وعدم الاقبال عليها، مشيرا الي أن اللغة العربية تبدو وكأنها سلعة غير مرغوب فيها، في مواجهة الاقبال علي اللغات الأجنبية التي ترحب بها جهات العمل المختلفة، ويظهر المجتمع كل الاحترام لمن يتحدث بها. لافتا الي أن هذه هي الصلة الأولي وراء عدم اقبال الطلاب من جهة علي دراستها، بالاضافة الي عدم احترام معلمي العربية لمهمتهم. وأكد د.محمود عزب المسئول عن حوار الأديان بمؤسسة الأزهر، أننا نعيش معاناة في الإسلام واللغة العربية، وهي أزمة لم تمر بالأمة منذ نزل الاسلام، وهي تعني أن الاسلام في مأزق والعقل الاسلامي محاصر، ويري د.عزب أنه من الصواب توازي ازدهار الترجمة مع ازدهار اللغة، وطالب بثورة لاستعادة اللغة العربية مرة أخري.