"2 ضباط" أحدث ما صدر عن الدار المصرية اللبنانية، للروائي عصام يوسف، وتقع في 520 صفحة من القطع المتوسط، وهي الرواية الثانية للكاتب بعد روايته (جرام). تجري أحداث الرواية في خطين متوازيين، بين نموذجين يمثلان حياة البشر جميعًا، أحدهما: خير مطلق، والآخر شر مطلق، «وليدب الضابط الملتزم المجتهد الذي يشكل شخصيته عاملان أساسيان: الحزم، والحب، فهو لا يقبل التهاون في عمله بأي حالٍ من الأحوال، جَادٌّ فيما يُوكَلُ إليه من مهام، لكنه في الوقت نفسه محبٌّ لكل ما حوله ومن حوله وأوَّلهم زوجته امهاب التي تكون هي نقطة الالتقاء بين اوليد»، واشريفب ذلك النموذج الآخر الذي لا شيء في حياته إلا اللهو العابث، والسعي وراء ملذاته، حتي دخوله كلية الشرطة لم يكن حبًّا في النظام أو خدمة للوطن ذ مثل وليد وإنما بريق يجذب عينيه إلي السلطة والقوة والأكتاف المرصعة بالنجوم والنسور. حادث بسيط ربما يتكرر كل يوم، يجمع مصادفةً بين اشريف»، والدكتورة امهاب زوجة اوليدب ما كان له أن يتطور لولا غرور اشريفب وجبروته الذي صوَّر له أنه فوق البشر، تقع ضحيته امهاب ويسقط نتيجته حملها الذي انتظرته مع اوليدب ست سنوات، ولأن اوليدب يحمل بين جنبيه إخلاصًا وحبًّا لعمله، فقد حاول أن يسترد حقه وحق زوجته بالقانون الذي أقسم أن يحافظ عليه، لكن الأوراق الرسمية والمحاضر التي حبكها اشريفب جيدًا، لا تعرف ظالمًا من مظلوم، فلا تأتي لاوليدب بحقه المسلوب؛ مما يدفعه إلي أن يأخذ حقه بنفسه، لكن حتي في لحظة انتقامه يكون رحيمًا، فلا تتملكه العصبية العمياء، وإنما يحركه الحق العادل.