رواية واقعية، صدرت عن الدار المصرية اللبنانية، للروائي عصام يوسف، وتقع في 520 صفحة من القطع المتوسط، وهي الرواية الثانية للكاتب بعد روايته ( جرام) التي حققت نجاحًا باهرًا ووصل عدد طبعاتها إلى الواحد والثلاثين. وبحسب بيان الناشر: حققت الرواية رقمًا قياسيًّا من المبيعات في غضون أيام قليلة، فحصلت على المركز الأول في جميع مكتبات جمهورية مصر العربية، على مدار أسبوعين متتاليين، قام بتصوير الغلاف«خالد فضة»، وصمَّمَهُ أشرف شاكر. وقد وصل نجاح الرواية إلى الحد الذي صعدت فيه رواية المؤلف الأولى ( جرام) إلى المركز الرابع بالرغم من صدورها عام 2008 لأن كلَّ من قرأ «2 ضباط» عاد ليقرأ رواية عصام يوسف الأولى ليروي ظمأه إلى إبداع هذا الروائي القدير. وقد وصف الناشر هذا الروائي بأنه روائي مختلف، تتشابك خيوط روايته منذ اللحظة الأولى ليتعلق بها القارئ ولا يتركها إلَّا مع كلمة النهاية. تسير الرواية في نهر سلس الأمواج، إلَّا أن كل موجة تحمل داخلها بركانًا ثائرًا من الأحداث والواقعية التي تغلف هذه الرواية، خاصة حوارات شخوصها التي تدفعك إلى حافة الدهشة حين تجد أن مثل هذه الحوارات قد تحدثت أنت نفسك بها من قبل، على هذا النحو: «لم يعقب عماد على كلمات أخيه، لكنه سأله متحفزًا: - التفتيش ردوا عليك؟ - آه.. الموضوع اتحفظ.. تعليمات الوزير. ابتسم عماد ساخرًا: - ما انا قولتلك، وأحمد كمان قالك ان ما فيش حاجة ها تحصل. أجاب وليد دون أن ينظر إليه: - وأنا قولتلكم إن حقنا مش هسيبه». وهكذا تأتي الأحداث على لسان أصحابها بطريقة تلقائية تثير شكوكك في أنك مررت بمثل هذا الموقف من قبل. تجري أحداث الرواية في خطين متوازيين، بين نموذجين يمثلان حياة البشر جميعًا، أحدهما: خير مطلق، والآخر شر مطلق، «وليد» الضابط الملتزم المجتهد الذي يشكل شخصيته عاملان أساسيان: الحزم، والحب، فهو لا يقبل التهاون في عمله بأي حالٍ من الأحوال، جَادٌّ فيما يُوكَلُ إليه من مهام، لكنه في الوقت نفسه محبٌّ لكل ما حوله ومن حوله وأوَّلهم زوجته «مها» التي تكون هي نقطة الالتقاء بين «وليد»، و«شريف» ذلك النموذج الآخر الذي لا شيء في حياته إلا اللهو العابث، والسعي وراء ملذاته، حتى دخوله كلية الشرطة لم يكن حبًّا في النظام أو خدمة للوطن – مثل وليد – وإنما بريق يجذب عينيه إلى السلطة والقوة والأكتاف المرصعة بالنجوم والنسور. حادث بسيط ربما يتكرر كل يوم، يجمع مصادفةً بين «شريف»، والدكتورة «مها» زوجة «وليد» ما كان له أن يتطور لولا غرور «شريف» وجبروته الذي صوَّر له أنه فوق البشر، تقع ضحيته «مها» ويسقط نتيجته حملها الذي انتظرته مع «وليد» ست سنوات، ولأن «وليد» يحمل بين جنبيه إخلاصًا وحبًّا لعمله، فقد حاول أن يسترد حقه وحق زوجته بالقانون الذي أقسم أن يحافظ عليه، لكن الأوراق الرسمية والمحاضر التي حبكها «شريف» جيدًا، لا تعرف ظالمًا من مظلوم، فلا تأتي ل«وليد» بحقه المسلوب؛ مما يدفعه إلى أن يأخذ حقه بنفسه، لكن حتى في لحظة انتقامه يكون رحيمًا، فلا تتملكه العصبية العمياء، وإنما يحركه الحق العادل. هذا، وقد ختمت الرواية ب « كلمة» الجزء الذي يضم كتابات عن الرواية من كتاب مرموقين، وأصحاب فكرٍ مستنير، وعلى رأسهم القدير أحمد رجب، لأول مرة في رواية مصرية. وكذلك المخرجة سندرا نشأت، والروائي هشام الخشن، ود. رشا سمير، وحنان مفيد فوزي، والعقيد د. أيمن الضبع، وشريف العبد، وأحمد العسيلي. ويدعو كاتبها عصام يوسف أصدقاءه القراء قائلًا: «لا تقرأ السطور فقط، بل اقرأ ما بين السطور». يذكر أن والد الكاتب هو الأديب الكبير: عبد التواب يوسف، رائد كتابة كتب الأطفال في مصر والوطن العربي، وصاحب الألف عنوان. ووالدته – رحمها الله – الكاتبة الصحفية: نتيلة راشد «ماما لبنى» رئيسة تحرير مجلة سمير، على مدار أربعين عامًا.