مظاهرات الطلبة الأخوان فى الجامعة كشفت الصدامات التي فجرتها مظاهرات طلاب تنظيم جماعة الإخوان في عدة جامعات، عن قصور واضح في أداء الأمن المدني بالجامعة، وعجزه عن التحكم فيها، الأمر الذي أدي إلي تفاقم الوضع يوماً بعد يوم، حتي وصل إلي إراقة الدماء داخل الحرم الجامعي ببعض الجامعات الإقليمية، فيما حذرت الحركات الثورية بالجامعات طلاب تنظيم الإخوان من استمرار هذا العنف حتي لا يكون ذريعة لعودة أمن الدولة من جديد داخل الجامعات، وأن خطورة الموقف أن الطلاب يحملون الدولة كل ما يحدث وأنها المسئولة عن وقف هذا العنف. يذكر أن مجموعة العمل لاستقلال الجامعات (9 مارس) قد أقامت دعوي قضائية أمام الإدارية العليا، لطرد أمن الداخلية من الجامعات المصرية، وكسبت القضية في سبتمبر 2010 وتعليقاً علي الأحداث الراهنة يري الدكتور هاني الحسيني الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، وعضو 9 مارس أن العنف أصبح سائداً في المجتمع بأجمعه، وليس في الجامعة فقط، وأن وجود الأمن المدني حارساً للجامعة أفضل بكثير عن الشرطة، فيجب أن نكون واقعيين، فالعنف داخل الجامعة أقل من خارجها، وبالتالي فإن تجربة الأمن المدني أثبتت وجودها وهي الأفضل من الشرطة التي فشلت في السيطرة علي كل الأماكن التي تواجدت بها، وعندما يدعي شخص- اليوم- أن وجود الشرطة هو الحل لضبط الأمن داخل أسوار الجامعة، فهذا شخص إما جاهل أو مغرض، مشيراً إلي أن القانون يمنع تواجد الشرطة داخل الحرم الجامعي بحكم قضائي بات ونهائي. وأكد د. الحسيني أنه ضد أي مخالفة للقانون في التعامل مع الطلبة، خاصة أن نصوص الدستور والقانون تكفل استقلال الجامعات، وهي ليست جملاً إنشائية فارغة، وإنما هي إجراءات ونظم يجب اتباعها، منها عدم تواجد أي إدارة ليست تحت سيطرة إدارة الجامعة. ويري د. الحسيني أن تغطية أحداث العنف والاشتباكات التي شهدتها بعض الجامعات المصرية، ما هي إلا تهييج ومبالغة، الغرض منها فتح الطريق أمام عودة القبضة الأمنية علي الجامعات، وأن المشكلة فيمن يحاول إفشال تجربة الأمن المدني بالجامعة، وهذه حقيقة، واعترف د. الحسيني بوجود مشاكل داخل الأمن الجامعي، لكن توجد مشاكل أكبر خارج الجامعة، مع وجود تركيز ومبالغة في الحديث عن المشاكل الأمنية داخل الجامعة لأغراض خبيثة، ولا يعني ذلك أن الأمن الجامعي علي ما يرام، لكن إصلاحه ليس بالصعب، وذلك عن طريق زيادة الأعداد والتدريب الجيد مع مرور الوقت. وفي هذاالسياق اتفق د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة مع الدكتور الحسيني في أن أمن الداخلية ليس حلاً ولا يمكن قبوله، ويري د. نصار أن الحل يكون باستيعاب الطلاب والتحاور معهم، حتي وإن أساءوا البداية.. مشيراً إلي أن المنظومة الأمنية تتحسن في أدائها، وتتفهم وضع الطلاب موضحاً أن المظاهرات التي شهدتها الجامعة المصرية نوعان، منها مظاهرات لأمر سياسي، وهذا الأمر لا تملك الجامعة حله، والمطلوب مني كرئيس للجامعة أن أكفل للطالب حرية التعبير عن رأيه، وفي ذات الوقت عليه احترام قيم الجامعة لا يسب ولا يهين جدران الجامعة، والنوع الآخر يكون لمطلب جامعي خاص بالعملية التعليمية، وهنا له الحق في معالجة المشكلة التي تظاهر من أجلها، نحن- الآن- نلتزم بالقانون، وقيم الجامعة، وبالتالي لابد أن يلتزم الطالب الجامعي أيضاً.