وُلد حسين فوزي بالإسكندرية في 29 يناير 1900م. يُعد عالم بيولوجيا بحاراً وكاتباً ومفكراً من رواد النهضه والتنوير في مصر في القرن العشرين. حصل علي بكالوريوس الطب تخصص جراحة العيون، سافر إلي فرنسا لدراسة علم الحيوان والجيولوجيا وتخصص في بيولوجيا الأحياء المائيه، فحصل علي ليسانس العلوم من جامعه السوربون، ودبلوم الدراسات العليا للأحياء المائيه من «جامعه تولوز. بعد عودته إلي مصر عُين مديراً لإدارة بحوث مصايد الأسماك بالإسكندرية (1931 1941). اختير ليكون البيولوجي المصري ضمن الرحلة العلمية في بعثة جون مري في السفينه «مباحث» التي طافت المحيط الهندي. عندما أنشئت جامعة الإسكندرية تم تعييه أول عميد لكليه العلوم جامعه الأسكندرية عام 1942م، وأستاذاً في علم الحيوان في الجامعة، ثم مديرا للجامعه 1945م. في الفترة (1948 - 1952) أهتم بإنشاء قسم لعلوم البحار في الكليه. عُين مديرا لجامعه الفنون (اكاديميه الفنون) عامي 1965، 1968. انتخب رئيسا للمجمع العلمي المصري عام 1968م. بدا الكتابه للصحافه ودراسة عالم البحار منذ 1923م . له عشرات المؤلفات في الرحلات والإبداع منها: سندباد عصري (1938)، سندباد مصري (الطبعة الثانية 1969)، سندباد إلي الغرب، بيتهوفن (الطبعة الأولي 1969)، سندباد عصري يعود للهند (1978)، تأملات في عصر الرينسانس (1984)، سندباد في رحله الحياة، وغيرها. في كتاب سندباد مصري سجل في إهداء نسخة منه للدكتور منير شكري (1908 1990) الطبيب السكندري البارع ورئيس جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية بالإسكندرية التي تأسست عام 1945، فضل رسائل الجمعية في الدراسات القبطية التي صدرت في عامي 1950، 1954علي كتاب سندباد مصري. والكتاب عبارة عن جولات في رحاب التاريخ. أما كتاب سندباد إلي الغرب فقد سجل أهدائه إلي صديقه الكبير الدكتور طه حسين. في كتاب تأملات في عصر الرينسانس سجل ما الذي كان يهتم به من وراء مؤلفاته هذه، فيقول: ( .. يقظة الشعوب هي التي تعنيني، أيا كان مصدرها. يعنيني ما نقلته الحروب الصليبية من الحضارة الإسلامية إلي الغرب. وما أفاده الشرق الأوسط منها. ما كسبه العرب من الروم (بيزنطة)، ومن الفُرس، ومن الهند. وما نقلته الفتوح الإسلامية إلي صقلية، وشبه جزيرة إيبريا إلي أوروبا. وفضل الثورة الفرنسية علي الدنيا ..). كتاب بيتهوفن استغرق إعداده اثني عشر عاماً (1957 1969). سئل بيتهوفن مرة أمام المحكمة عن حكاية نُبله، فأجاب إن مصدر النُبل هو هذا وأشار إلي قلبه، ثم هذا وأشار إلي رأسه، وكأنما يقول: إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه. كان لديه اهتمامات تاريخيه وأدبيه وموسيقيه وساهم في انشاء البرنامج الثاني في »الراديو المصري« الإذاعه المصريه في مايو 1957 لخلق وعي موسيقي في مصر. حصل علي جائزه الدوله التقديريه 1965م. تقديراً من الجامعة الأمريكية بالقاهرة لدوره الثقافي والتنويري عينته مستشاراً للجامعة في النصف الثاني من ثمانييات القرن الماضي، في ذلك الوقت كنت قد عملت بالتدريس بالجامعة لبعض الوقت، فكنت أشاهد د. حسين فوزي في وقت الراحة يتجول في هدوء بين حدائق الجامعة الواقعة بين مبني العلوم ومبني الإدارة في تأمل للطبيعة الجميلة. كان قصير القامة، ذوا صوت خافت وذاكرة يقظة، شخصيته تلزم الآخر علي أحترامه. وبعد أكتمال رحلة الحياة توفي في 20 أغسطس 1988م. بمناسبة أهمية تاريخ الوفاة، سجل في كتاب بيتهوفن: (تاريخ الوفاة يمثل إكتمال الشخصية، وتمام العمل فنياً أو أدبياً أو علمياً أو اجتماعياً أو سياسياً). برحيله الهادئ قد أكمل كل شئ.