نظم بيت الشعر، بيت الست وسيلة أمسية شعرية لإحياء ذكري الشاعر محمد الجيار، تحدث فيها الشعراء أحمد عبد المعطي حجازي ومحمد إبراهيم أبو سنه وأحمد سويلم وأحمد عنتر مصطفي، وفولاذ الأنور، وأدارتها الإعلامية حكمت الشربيني.. التي بدأت الأمسية بأبيات شعرية لمحمد الجيار قالت فيها.. إن شئت أن أحيا.. وأعطي الناس إحساسي وفني.. لا تتركيني.. إنني من غير حبك.. لا أغني.. إن تحرميني الحب.. يا حبي.. حرمت الناس لحني.. غنيت آمال الجميع.. ولي حق التمني.. لو جاء صبح بلا عينيك قلت: إليك عني.. أو زارني ليل بلا أنفاس عطرك قلتُ: دعني قدم الشاعر فولاذ عبد الله الأنور دراسة عن الشاعر محمد الجيار في كتاب حمل عنوان (الإبداع الشعري المعاصر من أشعار محمد الجيار) الذي وصفه فولاذ بأنه شاعر التجارب الإنسانية، الذي أضاف بأشعاره الي ديوان الشعر العربي المعاصر ملمحاً فريداً ومتميزا مشيراً إلي أنه عرف الجيار من خلال الإذاعات المصرية بصوته الرخيم وحسن أدائه الذي يتخلل شعره، حول الأسرة البيضاء، صباح الخير، عُرف الجيار بأنه شاعر رومانسي حالم. تحدث الشاعر أحمد عنتر مصطفي عن صداقته بالشاعر محمد الجيار ووصفه بأنه كان يجمع بين الكبرياء والطفولة، اختتم عنتر كلمته بمرثية في الشاعر الرومانتيكي الكبير بعنوان (الملاح واللؤلؤ).. وألقي الشاعر أحمد سويلم قصيدتين من أشعار محمد الجيار وهما: (داري في الشاطئ الآخر، يوميات الفنان والناس) .. وأشار الشاعر محمد إبراهيم أبو سنه للشعراء الذين غابوا .. وانه مازال يتذكر محمد الجيار بوجهه الوسيم وبيته الكريم ووفائه للأصدقاء، وتذكر مقولة العقاد بأن الشاعر الحقيقي هو الذي يجسده شعره، وإذا قرأنا شعر محمد الجيار نلمس تلك الظلال، لنري مرايا الطبيعة والألوان. وأخيراً جاءت كلمة رئيس بيت الشعر أحمد عبد المعطي حجازي ليحتفل بقيم جوهرية في تلك الأمسية، أولها الوفاء وقيمة الوفاء التي تتمثل في محمد الجيار والشاعر الذي أتاح فرصة الاحتفاء به، وهو الشاعر فولاذ عبد الله الأنور من خلال دراسته، وأضاف حجازي أن بيت الشعر سيواصل الوفاء بالجيار، ورموز آخرين مثل فوزي العنتيل، وصالح جودة وكمال نشأت والكثيرين، لأننا في حاجة إليهم ونحن لا نقدم لهم أكثر مما قدموه لنا، لأننا بحاجة للشعر، وانتم تعلمون أن الشعر ليس شاعراً واحداً.. بل الشعر بكل ما قدمه الشعراء له، فالشعر ليس عمل الشاعر الذي ينظم الشعر بل هي الروح التي يجسدها الشاعر، فهو صوت البشرية وحامل هذا التراث. تجربته ذات طابع إنساني لكن علي الجانب الآخر لماذا ظلم النقد محمد الجيار، لكن محمد الجيار كان يتشكل ويتلون ويتلمس طريقه للشعر . كان صوتاً حقيقياً مثل غيره من المجددين، ولعل هذه المجموعة المختارة التي جمعها فولاذ في كتابه فاتحة اهتمام جديد بمحمد الجيار، تشجع لإعادة طبع دواوينه كاملة وتشجع النقاد علي أن يتوفروا لهذا الشعر لدراسته وإعادة تقديمه لجمهور الشعر..