الجلسة الأولى من أعمال الندوة نظمت لجنة الآثار بالمجلس الأعلي للثقافة وبرئاسة د. عبد الحليم نور الدين ندوة بعنوان االحرف والصناعات اليدوية في مصر القديمة جاءت في مبحثين.. الأول تحدث فيه د. أشرف زكريا عن الحرف والصناعات فيما قبل التاريخ وتحدث د. عبد الحليم نور الدين عن الحرف والصناعات المرتبطة بالمرأة في مصر القديمة، وألفت الضوء د. سحر القصراوي عن أهم الحرف والصناعات في مصر القديمة، وقدم د. صبحي عاشور دراسة عن المهن والحرف في مصر البطلميه والرومانية ابين العالمية اليونانية والخصوصية المصرية وأدارت المبحث الثاني د.آمال العمري وتحدث فيه د. عزت حبيب عن »صناعة النسيج والصباغة القبطية«، وأضاف د.سامح عدلي عن الحرف والصناعات المرتبطة بالعمارة القبطية، وقدم د. حسين عليوة دراسة عن توقيعات الصناع علي أعمالهم الفنية التي يعود مصدرها لتاريخ الآثار الإسلامية، وتحدث د. علي الطايش عن صناعة النسيج في العصر العثماني. وقد تناول د. عبد الحليم نور الدين الحديث عن دور المرأة في الصناعات الحرفية في مصر القديمة، التي هي مجموعة من الأنشطة من شأنها إنتاج أو تحويل أو ترميم منتج حرفي دون أن تحكمها مقاييس أو أنظمة معينة ويغلب عليها العمل اليدوي والذوق الفني والإبداعي، وكيف ظهر دور المرأة جلياً علي هذا الصعيد سواء كان علي صعيد الأعمال المنزلية، أو علي المستوي المهني بشكل عام أو خاص، كما تقلدت المرأة وظائف كثيرة، فقد كانت بعض الفتيات يستطعن أن يسلكن مجال تعلم الطب والجراحة، كالسيدة »بسشت« من الأسرة الرابعة فقد حملت لقب رئيسة الطبيبات، والتي كانت طبيبة نساء وتوليد في بعض الأحيان، وكذلك التدريس والتعليم فقد كان هناك من يقمن برعاية بنات الملوك والأمراء الصغار أيضاً، فقد كانوا علي إلمام بالتعليم اللازم الذي يسمح لهم بمتابعة دراسات أسيادهن النبلاء الصغار، ومنهم »سش سشت« معلمة ومهذبة الأميرة أدوت. كما تشير النقوش الفرعونية القديمة الي مشاركة المرأة في صنع الإقتصاد المصري، وإنها نالت من الحقوق ما يماثل حقوق الرجال في الكثير من الأحيان، حتي استحقت لقب »سيدة أعمال« لأنها شاركت وبشكل قوي وفعال في تصدير قطع النسيج والنبيذ والسمك المجفف،كما انها شاركت في ورش صناعة الآلات الموسيقية وغيرها.. وهذه وظائف ذات قيمة إنتاجية بالغة التأثير في الاقتصاد المصري القديم. وأشار نور الدين للسيدة »ني نفر« وهي صاحبة أراضي شاسعة، وأملاك وعقارات مهمة في عهد الدولة الحديثة، وكانت هذه السيدة توكل لوكلائها التجاريين بمهمة ترويج المنتجات التي ترغب في بيعها وتصدرها للقطر السوري، وكانت تقوم بدفع الضرائب المطلوبة منها وتتمتع بالحقوق الإقتصادية التي تكفلها الدولة مثلها مثل الرجل كالإعفاءات الضريبية في بعض الأحيان، وتوفير العمالة، كما كان سيدات المجتمع الراقي يستطعن إدارة مصانع النسيج الكبري، والبعض الآخر منهن كن علي مقدرة تؤهلهن كمديرات لقاعة الشعور المستعارة، أما النساء اللاتي كن يتلقين التعليم الذي يؤهلهن لشغل وظيفة كاتب، فقد أستطعن الإلتحاق بالإدارة، كالمديرة ، ورئيسة الخزانة، ومراقبة المخازن الملكية، ومفاشة غرفة الطعام، والمشرفة علي الملابس، ومديرة قطاع الأقمشة، ومديرة الكهنة الجنائزيين. إلي إن المناصب العليا أو الهامة كانت قاصرة علي سليلات البيت الملكي وكريمات العائلات النبيلة العريقة (تلك المناصب التي يهتم بها جميع الدارسين)، كان هناك العديد من مجالات العمل الأخري المفتوحة أمام المرأة في مصر القديمة، بما في ذلك المرأة التي لا تنتمي إلي الطبقة الحاكمة أو الطبقة الراقية.. مثل الخادمات والعاملات والبائعات في السوق. وقد ذكر نور الدين أهم المواقع التي احتوت علي نقوش مهن نسائية في مصر القديمة مثل: الجيزة، وسقارة، وميدوم، ودشاشة، وزاوية الأموات، وبني حسن، والبرشا، وتل العمارنة، ومير، ودير الجبراوي، والحواويش،والهجارسة،والهمامية،والأقصر بما فيها.