مضي عيد الفطر بسلام علي الشعوب العربية سواء تلك التي احتفلت بقدومه الثلاثاء أو التي استقبلته الأربعاء، ولكن لا أظن أحدا أعجبه هذا الانقسام في البلد الواحد حول رؤية هلال العيد. إن ما حدث هذا العام كان أمرا غير مسبوق من الانقسام والمكايدة السياسية بين الفرقاء في البلد الواحد حول تحديد أول أيام عيد الفطر. ما معني أن يذهب الاختلاف السياسي بأبناء البلد الواحد إلي حد أن يواصل فريق صيام رمضان في حين يحتفل الآخر في اليوم نفسه بأول أيام العيد؟ حدث هذا في اليمن عندما أعلن معسكر الشرعية عن أن الثلاثاء هو أول أيام العيد، ولم تمض دقائق حتي أعلنت جماعة الحوثي المتمردة أن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر. نفس الأمر في السودان عندما أعلنت الدولة أن الأربعاء أول أيام العيد، لتسارع بعدها قوي المعارضة للاحتفال بأول أيام العيد الثلاثاء! السيناريو نفسه تكرر في سوريا، التي أعلنت فيها الحكومة العيد في يوم لتخالفها المعارضة الرأي وتعلن العيد يوما آخر. وهو ما حدث في العراق أيضا بين السنة والشيعة. أما ما شهدته ليبيا فحدث ولا حرج، حيث سارت حكومة الوفاق في طرابلس علي عكس ما أعلنته دار الإفتاء التابعة للحكومة المؤقتة شرق البلاد. وفي الرابعة فجرا، وبينما أتم الليبيون سحورهم لصيام الثلاثاء استيقظوا ليفاجأوا بمن يبلغهم بأن اليوم هو العيد!! لا أظن أن العرب بحاجة لمزيد من مظاهر التشتت والفرقة والانقسام، ولا أحسب أن يحتفل أهل عدن بالعيد بينما يقرر سكان صنعاء استكمال الصيام لهو أمر قابل للمساومة والأهواء والحسابات الضيقة.