أعلنت ماليزيا الحرب علي النفايات الغربية رافضة أن تتحول إلي سلة مهملات لنفايات العالم وذلك بعد أن تكدست أطنان من النفايات في أرجاء البلاد فقررت ماليزيا أن تعيد 450 طنًا من النفايات البلاستيكية الملوثة إلي بلدانهم. وكان قد تم العثور علي تسع حاويات شحن في ميناء كلانج غرب كوالا لامبور الأسبوع الماضي تحتوي علي نفايات بلاستيكية غير قابلة لإعادة التدوير مكونة من نفايات منزلية وإلكترونية. وأشارت يو بي ين وزيرة الطاقة والتكنولوجيا والعلوم وتغير المناخ والبيئة إلي أن النفايات البلاستيكية الملوثة تأتي من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا واليابان والصين والمملكة العربية السعودية وبنجلاديش وهولندا وسنغافورة. وقد أعادت ماليزيا الشهر الماضي خمس حاويات من النفايات البلاستيكية إلي إسبانيا وقد أطلقت ماليزيا في 24 أبريل فريقاً لمواجهة مشكلة استيراد النفايات البلاستيكية غير القانونية ومنذ ذلك الحين نفذت السلطات الماليزية 10 عمليات. وكانت الصين قد حظرت في العام الماضي استيراد النفايات البلاستيكية كجزء من حملتها لتنظيف بيئتها وقد تسببت هذه الخطوة في إرباك الدول المصدرة للنفايات وجعلها تبحث عن وجهة جديدة لحل مشكلة النفايات وأصبحت ماليزيا الوجهة الرئيسية البديلة لنفايات البلاستيك الملوث. وفي تقرير حديث لمنظمة جرين بيس »السلام الأخضر» البيئية وجد أنه خلال السبعة أشهر الأولي من عام 2018 زادت النفايات البلاستيكية المصدرة من الولاياتالمتحدة إلي ماليزيا بأكثر من الضعف مقارنة بالعام السابق. وفي مؤتمر صحفي صرحت وزيرة البيئة أن إحدي شركات إعادة التدوير في المملكة المتحدة قد صدرت أكثر من 50 ألف طن من نفايات البلاستيك في حوالي ألف حاوية علي مدار العامين الماضيين كما طالبت الدول المتقدمة بمراجعة الطريقة التي تتم عبرها إدارة ملفات البلاستيك، وبالتوقف عن شحن النفايات إلي الدول النامية. تضغط ماليزيا علي الانتهازيين الذين يحاولون الاستفادة من قرار الصين بحظر استيراد النفايات البلاستيكية. منذ يوليو 2018، أغلق المسئولون 148 مصنعًا علي الأقل لإعادة تدوير البلاستيك غير مرخصين لكنهم لم يضغطوا إلا علي عدد من المشتبه بهم وقد أدت زيادة واردات البلاستيك إلي ماليزيا إلي تشجيع شركات إعادة التدوير غير المرخصة علي التأسيس في جميع أنحاء الريف، للتعامل مع السعة الإضافية في هذه الصناعة. ووسط تزايد الشكاوي حول شركات إعادة التدوير غير القانونية، فرضت الحكومة الماليزية في أكتوبر 2018 حظراً مؤقتًا علي استيراد معظم الخردة البلاستيكية، مما أثر أيضًا علي شركات إعادة تدوير البلاستيك المرخصة في البلاد. صرح سي سي تشيه نائب رئيس جمعية مصنعي البلاستيك الماليزيين التي تضم 90 شركة لإعادة تدوير البلاستيك من بين أعضائها البالغ عددهم 750 أن ماليزيا تحتاج إلي المزيد من البلاستيك المصنَّف جيدًا لتغذية صناعتها كما أشار إلي معاناة شركات إعادة التدوير المحلية التي تتبع القواعد وتقوم بعملية إعادة التدوير المناسبة. وخلال العام الماضي اتخذت أيضاً دول أخري في جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وفيتنام والهند خطوات لتقييد استيراد النفايات البلاستيكية الأجنبية مما أدي إلي بقاء حاويات من البلاستيك في موانئ الولاياتالمتحدة في انتظار وجهة أخري. تزايدت الخلافات في الفلبين مع كندا مؤخرا بسبب واردات النفايات البلاستيكية حيث تأخرت كندا عن استرجاع نفاياتها في 15 مايو وهو الموعد النهائي لاستعادة أطنان القمامة مما أدي إلي خلاف دبلوماسي حيث هدد الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي بأنه مستعد لإعلان الحرب علي كندا بشأن هذه القضية وكانت الحكومة الكندية قد صرحت أنها ستغطي التكلفة الكاملة لإعادة النفايات وتعهدت بإعادتها قبل نهاية يونيو. وفي العام الماضي وافقت حكومات 187 دولة بما فيها ماليزيا علي إضافة البلاستيك إلي اتفاقية بازل »الاتفاقية البيئية الدولية» وهي معاهدة تنظم حركة المواد الخطرة من بلد إلي آخر لمكافحة الآثار الخطيرة للتلوث البلاستيكي في جميع أنحاء العالم.