جاء بومبيو إلي بوتين سعيا لإعادة ضبط العلاقات الأمريكية، لكن لم يتفق وزير الخارجية الأمريكي والرئيس الروسي إلا علي أن العديد من القضايا تقف في طريق ذلك. ورغم ان واشنطنوموسكو تلمحان إلي ذوبان الجليد في العلاقات بين الطرفين،الا ان الخلافات الاخيرة تؤكد تراجع العلاقات بين موسكووواشنطن إلي مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة. السجال الدبلوماسي الذي تم في المؤتمر الذي جمع مايك بومبيو ووزير الخارجية الامريكي ونظيره الروسي سيرجي لافروف حول الخلافات الموجودة بينهما حول سورياوفنزويلا واتفاقيات الاسلحة الاستراتيجية اكد ذلك فرغم ان بومبيو اشار إلي ان زيارته لاثبات حسن النية والسعي لعلاقات افضل الا انه حرص علي الإشارة إلي بقاء بعض »الاختلافات الجادة» في وجهات النظر تجاه بعض القضايا وهو مايؤكد ان هدف زيارة بومبيو الاخبرة لروسيا هو كبح ليونة موسكو تجاه إيران في إطار تدويل سياسة واشنطن المتشددة حيال إيران وميليشياتها في المنطقة مقابل وعود مستقبلية بتحسين العلاقات بينهما. وكما هو متوقع، كان أحد الموضوعات الرئيسية في المناقشات هو احتمال المواجهة العسكرية بين الولاياتالمتحدةوإيران في أعقاب انهيار الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبري لعام 2015. لخصها ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين علي الموقف الروسي قائلا: أن قرار واشنطن بالانسحاب من الإطار الجماعي كان »طائشًا». وقبل الاجتماع اتهم بيسكوف الولاياتالمتحدة بتطبيق »سياسة الضغط القصوي» ضد إيران، في إشارة إلي نظام عقوبات أمريكي قاس وانتشار عسكري في الشرق الأوسط. ورغم تطمينات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي أكد في روسيا بعد لقاء لافروف وبوتين أن بلاده لا تريد حربا مع طهران الا ان الكرملين اعلن عن قلقه لاستمرار »تصاعد التوتر» حول إيران. وتدعو روسيا علي غرار الأوروبيين والصين إلي الحفاظ علي الاتفاق التووي مع إيران ورغم ان الكرملين اعلن عن اسفه للقرارات التي تتخذها إيران -في اشارة إلي اعلان ايران استئناف برنامجها النووي - الا انه أشار إلي أنه »يدرك أن إيران لا تتخذ هذه القرارات طوعا، بل ردا علي الضغط الامريكي. وكان بومبيو اعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك الثلاثاء الماضي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في سوتشي بجنوب روسيا، قبل لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين »نحن لا نسعي مطلقا إلي حرب مع إيران في الوقت الذي ألقي لافروف باللوم علي الولاياتالمتحدة لإثارة الأزمة مع إيران من خلال الانسحاب من الصفقة النووية التي تم التفاوض عليها في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وبدأت إيران الانسحاب الجزئي من الصفقة النووية الأسبوع الماضي. وصف لافروف المحادثات بأنها محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقات الثنائية التي تعطلها تحقيقات المستشار الخاص والتوترات المتزايدة في فنزويلاوإيران، حيث تدعم موسكو القادة الذين تعارضهم واشنطن. ورغم الابتسامات التي سادت لقاء سوتشي الاان الخلافات كانت واضحة حول فنزويلا حيث تدعم روسيا نظام مادور الذي ترفضه واشنطن وفي اوكرانيا اوضحت الولاياتالمتحدة أنها لن »تدعم مطلقًا المحاولات الروسية لضم شبه جزيرة القرم». خلال اللقاء الذي جمع مايك بومبيو واللرئيس الروسي بوتين في سوتشي وهي أول محادثات رفيعة المستوي بين البلدين منذ إصدار تقرير مولر بشأن تحقيقه في التواطؤ الروسي مع حملة ترامب الرئاسية لعام 2016. أبلغ بوتين بومبيو،، بأنه يأمل في أن يؤدي الانتهاء من تحقيق روبرت مولر إلي إعادة إحياء العلاقات الأمريكية الروسية.وقال مسؤولون روس إن قمة محتملة بين ترامب وبوتين في اجتماع مجموعة العشرين الشهر المقبل في أوساكا قد نوقشت. وقالوا إن بوتين سيكون منفتحاً لعقد اجتماع، لكن الولاياتالمتحدة لم تقدم بعد طلبًا رسميًا. وقال أندريه سوشنتسوف، مدير برنامج نادي فالداي، وهو منتدي نقاش له صلات وثيقة بالحكومة، إن التركيز علي البروتوكول لم يكن من قبيل الصدفة. وأشار إلي أن موسكو أصبحت متعبة من الرسائل المتناقضة التي ترسلها واشنطن. وأضاف أن »عملية السياسة الخارجية غير منظمة تماما. بالنسبة لفنزويلا، يتولي جون بولتون القيادة. بالنسبة لسوريا، إنه البنتاجون. بومبيو مسؤول عن كوريا الشمالية. ترامب مهووس بإيران والصين. والكونجرس يشك في أي مبادرة أجنبية». وتابع »في ظل هذه الفوضي، من غير الواضح تمامًا ما الذي يمكن أن ينتج عن العلاقات».