وكأن الشرق الأوسط قد تخلص من أزماته ومشكلاته حتي تطفو إلي السطح وتتصدر المشهد أزمة جديدة تتمثل في مواجهة أمريكية إيرانية وشيكة ومرتقبة. الخطير فيما يحدث بين واشنطن وطهران أن الساحة هي منطقة الخليج العربي، وأي شظايا للمواجهة سوف تطال الجميع ليس في الخليج فحسب، ولكن في كل مكان »عشعشت» فيه إيران ووصلت إليه عناصر حرسها الثوري. فاجأت واشنطن الجميع بقرارها إرسال عتاد عسكري ضارب في القوة إلي المنطقة بحاملة طائرات هي الأبرز في ترسانتها العسكرية وعشرات الفرقاطات والطرادات والسفن، اضافة إلي قوات عسكرية تردد أنها لن تقل عن 120 ألف جندي، وهو ما بادر الرئيس ترامب إلي استبعاده دون نفيه نفيا قاطعا! عقب ذلك خرجت الأنباء بتعرض عدة سفن تجارية قبالة سواحل الإمارات لأعمال تخريبية لم يعرف بعد من يقف وراءها، ثم جاء الهجوم علي مواقع نفطية سعودية في قلب العاصمة الرياض، ولا يعرف حتي اللحظة أين ستكون الضربة المقبلة، ومن هو الطرف الذي يقف خلفها. الخطير في التصعيد الأخير أنه يأتي في توقيت تكاد تكون فيه كل الملفات العربية والأزمات الراهنة مفتوحة ومعلقة، وفي وقت تستعد في واشنطن لتقديم رؤيتها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. إن أخطر ما في توقيت التصعيد الحالي بين واشنطنوإيران أنه يزيد من المخاوف لاحتمال حدوث مقايضة ما بين الملفات وبعضها، بمعني أن يضطر العرب للخضوع لشروط معينة في أي من الملفات وليكن الملف الفلسطيني مقابل المواجهة مع إيران وهو أمر لو حدث فسوف تكون نهايته في غير صالح العرب.