اختتمت جلسات الدورة الثامنة من ندوة تحالف عاصفة الفكر بعنوان "مستقبل التعليم والبحث العلمي في العالم العربي"، وتقدم المشاركون بجزيل الشكر والامتنان إلى مركز عيسى الثقافيبمملكة البحرين على حسن تنظيمه للندوة وجلساتها، بالتعاون مع تحالف مراكز البحوث العربية، كما هنأوا مملكة البحرين علىمرور مائة عام على التعليم النظامي، والذي يعد أحد التجاربالرائدة في منطقة الخليج العربي. وثمن فواز أحمد سليمان، الامين العام لتحالف مراكز البحوث العربيه"عاصفة الفكر "، ما قدمه المشاركون والدور المميز الذي أظهرته محافظة جنوبسيناء بجمهورية مصر العربية الشقيقة على احتضان جلسات الندوةبمدينة شرم الشيخ، والجهد الكبير الذي بذله منظمو الندوة بمركزعيسى الثقافي، وعلى حسن الإشراف والتنظيم الذي تميز بمناخعلمي وعملي وودي في غاية الأخوة والمحبة. وأوضح سليمان خلال كلمته الختامية للندوة أهمية دور المشاركون على إثراء النقاش بتقديم أطروحات ورؤىغير تقليدية لواقع التعليم في الوطن العربي من خلال طرح تحليلموضوعي قائم على دراسات واحصاءات مقارنة مع مختلف دولالعالم المتقدم، وذلك للوصول إلى تقديم حلول قابلة للتطبيق تسهمفي إخراج التعليم في الوطن العربي من أزمته من خلال التعاطيمع مكونات العملية التعليمية المختلفة، والحرص على تطويرها وصولا إلى الغاية المنشودة في جعل التعليم العالي والبحثالعلمي قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، مشيرا الي أن التعليم والبحث العلمي من القضايا الديناميكية التيتتأثر بتغير مقومات المجتمع، مما يستدعي مواصلة مناقشةقضايا مستقبل التعليم في العالم العربي، وتقييم الممارساتالعربية دوريا بهدف تلمس احتياجات تطوير التعليم والبحثالعلمي وسبل الارتقاء بها. وعرض مستشار العلاقات الدولية بمركز عيسي الثقافي، نتائج المناقشات المستفيضة عن مجموعة من النتائج والتوصيات وهي: أولا: أهمية وضع مرئيات وتوصيات الندوة أمام الجهات المعنيةبالتعليم من أجل العمل على الاستفادة منها حتى لا تبقى حبيسةالأدراج، مؤكدين أن المرحلة الراهنة لم تعد تحتمل التباطؤ فيإحداث تغيير جذري في منظومة التعليم في العالم العربي، وتطوير التعليم النظامي وإشراك القطاع الخاص بفعالية في هذاالإطار مع الاهتمام بمنظوم التعليم العالي وتوجيه طاقاتها ناحيةالبحث العلمي المتصل مع احتياجات المجتمعات العربية، مع تأكيدأن الاستثمار الحقيقي في العالم العربي لابد أن يوجه إلىالاستثمار في الموارد البشرية للأجيال للوطن العربي. ثانيا: ضرورة جعل خطة تطوير التعليم في أي دولة عربية لاتتغير بتغير الوزراء وذلك وفق رؤية استراتيجية متكاملة وراسخة، مع التشديد على أن مسؤولية التعليم لا تقع على عاتق الحكوماتوحدها، وضرورة المشاركة الفعالة للقطاع الخاص ومؤسساتالمجتمع المدني. ثالثا: الدفع نحو مواكبة المؤسسات التعليمية في مختلف المراحلمع متطلبات العصر الرقمي والتقني من أجل تفعيل أفضل سبلالتواصل بين مكونات العملية التعليمية، مع الحرص على تغييرمنظومة التعليم القائمة على الحفظ والتلقين إلى الانتقال السريعنحو تنمية التفكير الإبداعي القائم على الاستنباط والتحليلوالابتكار وتشجيع مبادرات بناء المدارس الذكية. رابعا: حث وزارات التربية والتعليم في العالم العربي علىالاعتماد على نظم تربوية لا مركزية في إدارة القطاعات التعليميةالمختلفة من خلال تأكيد أهمية الإدارة التشاركية والإدارةالاستراتيجية تحقيقا للجودة الشاملة في الأنظمة التعليمية. خامسا: ضرورة الاهتمام بتعليم القيم التربوية التي تعمل علىإعداد المواطن المتزن، وذلك من خلال تشجيع نظم التعليم التيتتولى مخاطبة الوجدان وتساعد في التعرف على قدرات ومهاراتكل فرد بما يسهم في تعزيز مشاركته الإيجابية في بناء المجتمع وتنمية قيم الاعتماد على النفس ، الاحترام، التواصل الفاعل، الحرية، العدالة. سادسا: العمل على تحديث المناهج ووضع برامج علمية جامعيةقادرة على خلق مواطن عربي قادر على المنافسة في الاقتصادالعالمي من خلال ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العملالعالمي. سابعا: تطوير التعليم المدرسي وإقرار نظام "رخصة المعلم" والتييتم من خلالها إجراء فحص وتقييم دوري للمعلمين نفسيا ومعرفياومهنيا والتأكد من قدراتهم المعرفية والتكنولوجية، باعتبار أنالمعلم هو أحد أهم مكونات العملية التعليمية. ثامنا: ضرورة مضاعفة انفاق الحكومات على البحث العلمي معجعل الجامعات مراكزا للبحث العلمي وليست مراكزا للتدريسفقط، مع حث القطاع الخاص في العالم العربي على الاضطلاعبدوره ومسؤولياته تجاه مجتمعه من خلال المساهمة الفعالة فيالتعليم النظامي والتعليم العالي عبر توفير المنح البحثية وفرصالتدريب للطلاب والخريجين. تاسعا: تعزيز دور الكفاءات العلمية والمراكز البحثية من خلالالاستفادة من رؤيتهم في اتخاذ القرارات التنموية المختلفة وذلكمع ضرورة تفعيل المخرجات البحثية وربطها بخطط التنميةالمستدامة، وكذا العمل على اجتذاب الكفاءات الوطنية المهاجرة فيهذا الاطار والعمل على الاستفادة منها من خلال برامج البعثاتالفعالة بهدف إعداد أجيال وطنية ذات كفاءة عالية. عاشرا: دعوة المدرسين وأساتذة الجامعات والأكاديميين إلىالتكيف مع العصر الرقمي ومتطلباته وآلياته بغية تحقيقالتواصل الأمثل مع الجيل الجديد من الطلاب والدارسين بمايضمن التأثير الايجابي الفعال بين الجانبين. إحدى عشر: تحفيز خبراء علوم التربية والاجتماع وتقنيةالمعلومات على دراسة الآثار السلبية لتقنيات المعلومات على القيمالمجتمعية واقتراح سبل معالجة هذه الآثار للمحافظة علىالمجتمعات. اثني عشر: تضمين مفاهيم المواطنة الرقمية والمواطنة العالميةالمشتركة في مناهج وبرامج إعداد المعلمين ومناهج التعليم العاموالجامعي، مع الدعوة إلى إنشاء صيغة مشتركة تحت لواء جامعةالدول العربية أو تحالف عاصفة الفكر لايجاد جوانب وحلولعملية للتعاطي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة. ثلاثة عشر: المطالبة بوضع وتطوير قوانين أخلاقية (CODES OFETHICS) فيما يتعلق بمنتجات التقنية تصميما وانتاجاوتسويقا واستخداما بما يتسق ومنظومة القيم المجتمعية للعالم العربي. وأعرب جميع المشاركين عن سعادتهم البالغة لحضور الندوة التي وصفوت من قبلهم بالمتميزة والهامة ، كما ثمنوا الدور الهام والنتائج التي أسفرت عنها تلك الجلسات ومتمنين ان تصل تلك النتا ئج لاصحاب القرار والمسؤولين عن مستقبل التعليم والبحث العلمي بالمجتمعات العربية للمساهمة بشكل إيجابي في تطوير المنظومة التعليمية لتكون مواكبة لتطورات العصر الحديث . ووصف أغلب المشاركين مستشار العلاقات الدولية بمركز عيسي الثقافي فواز سليمان برجل الظل الذي نجح في ادارة ومتابعة وتنظيم الحدث بمدينة شرم الشيخ وكتيبة عمله المتميزة من دولة البحرين الشقيقة.