■ بوتين وإردوغان في آخر قمة بينهما يتعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعديد من الضغوط الداخلية والخارجية خاصة بعد الهزيمة المدوية التي تعرض لها حزبه في الانتخابات المحلية وخسارته لرئاسة أهم المدن التركية. فقد شهدت تركيا في نهاية الشهر الماضي، انتخابات محلية، أفرزت تقدم المعارضة في اربع مدن رئيسية هي أنقرةواسطنبول وازمير وانطاليا، مما انهي هيمنة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان علي مدي 25 عاما وجعلته يزور موسكو وهو في أضعف حالاته. فقد طالب حزب العدالة والتنمية الاسبوع الماضي، بإعادة فرز الأصوات في عموم مدينة اسطنبول، بحجة وقوع »مخالفات منظمة في عملية فرز الأصوات« وكانت اللجنة العليا للانتخابات رفضت طلبا للحزب، يدعو إلي إعادة عمليات فرز الأصوات في 31 دائرة من أصل 39 دائرة، بينما لم تتم الموافقة سوي علي إعادة فرز أصوات في 51 صندوقا. وانتقد أوغلو خطط حزب العدالة والتنمية للسعي إلي تكرار السباق، وحث الحكومة علي قبول أن «خسارة الانتخابات هي جزء من الديمقراطية بقدر ما هي جزء من النصر». وبصورة عامة، فقد فاز تحالف حزب العدالة والتنمية بأكثر من 51 % من أصوات الناخبين في الانتخابات التي ينظر إليها علي أنها تصويت علي حكم إردوغان الذي يواجه حالة من الغضب المتصاعدة داخل الحزب الحاكم ويري محللون ان تراجع الوضع الاقتصادي، والانخفاض المستمر لسعر الليرة، والتوقعات بحدوث ركود اقتصادي بتركيا أواخِر العام الحالي وأوائل العام القادم، وزيادة معدلات التضخم (20٪ )والبطالة، كلها عوامل لعِبت دورا كبيرا في انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي. اما خارجياً فيتعرض أردوغان لضغوط أمريكية شديدة تمثلت في تحذير رئيسي لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة بالكونغرس الأمريكي جيم ريش وجيم إنهوف تركيا من انها تخاطر بالتعرض لعقوبات صارمة إذا مضت قدمًا في خططها لشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400. واكدوا أن تركيا قد تتعرض لعقوبات بموجب القانون الأمريكي. والتي ستضر باقتصاد تركيا بشدة وستزعج الأسواق العالمية وستبعد الاستثمارات الأجنبية وتعرقل صناعة الطيران والدفاع في تركيا. وتقول واشنطن، إن شراء تركيا لمنظومة إس-400 يهدد سلامة مقاتلاتها من طراز إف-35 والتي تصنعها شركة لوكهيد مارتن وتستخدم تقنية تجعل أجهزة الرادار لا تكتشفها. وقد جاء التحذير الامريكي في نفس توقيت زيارة اردوغان لروسيا الاسبوع الماضي وهي ثالث زيارة له الي موسكو منذ بداية العام الحالي والتي ناقشت تعزيز التعاون العسكري والتقني بين موسكووأنقرة من خلال عدد من المشروعات منها لإنشاء أول محطة للطاقة النووية في تركيا ومشروع خط أنابيب الغاز التركي «نورد ستريم 2» والذي سينقل الغاز الروسي إلي تركيا عبر البحر الأسود والذي من المقرر أن يتم تشغيله في وقت لاحق من هذا العام واستمرار التعاون في الملف السوري. أما في المِلف السوري لم يوافق اردوغان بعد علي بدء العمليات العسكرية ضِدها، وكان اردوغان قد توصل مع بوتين في سبتمبر الماضي إلي اتفاق أتاح منع عملية عسكرية للجيش السوري في ادلب. من ناحية اخري فمازال الخلاف قائما بين الادارة الامريكية واردغان حول دعم الجيش الأمريكي المقاتلين الأكراد السوريين في شمال سوريا وكان مايك بومبيو وزير الخارجية حذر الأسبوع الماضي وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو من «عواقب وخيمة» إذا شنت تركيا هجومًا ضد القوات الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة في سوريا.