وزير النقل ومحافظ بني سويف أثناء الجولة لم تقتصر جولات وزير النقل والمواصلات الفريق كامل الوزير علي القاهرةوالجيزة فقط، بل امتدت إلي أول خط الصعيد، حيث قام بزيارة الخميس الماضي إلي بني سويف، استمرت ثماني ساعات تفقد خلالها ورش »كوم أبوراضي» الخاصة بصيانة عربات القطارات، والتقي خلالها عمال الورش واستمع إلي مطالبهم وطالبهم ببذل مزيد من الجهد مشدداً علي أنه لن يسمح بتكرار حوادث القطارات.. »آخرساعة» كانت هناك. جولة الوزير بدأها في الساعة السابعة صباحاً بتفقد محطة سكك حديد الجيزة، لمتابعة انتظام العمل في المحطة والتأكد من تنفيذ التوجيهات التي سبق ووجه بها خلال جولة قام بها إلي المحطة قبلها بنحو أسبوع، التي شملت زيادة عدد المقاعد المخصصة للركاب وتعديل وضع عدد كبير من كابلات الكهرباء لتصبح أكثر أماناً ولا تعرّض حياة المواطنين للخطر، والاهتمام بالنظافة وفتح بعض دورات المياه المغلقة، كما تابع الوزير تنفيذ مبادرة التصدي للركوب بدون تذكرة وتطبيق الغرامات المختلفة ضمن منظومة الانضباط في منظومة السكك الحديدية. وخلال الجولة التقي الوزير بعدد من الركاب للاستماع إلي مقترحاتهم حول المنظومة، ووجه الشكر للركاب علي استجابتهم لمبادرة التصدي لظاهرة الركوب بدون تذكرة »التزويغ»، مشيراً إلي أنه ستتم زيادة عدد الشبابيك ووضع أكشاك في كافة المحطات للتسهيل علي الركاب، لافتاً إلي أنه أعطي تعليماته لمسئولي السكك الحديدية بزيادة عدد التذاكر بمقدار20% لحين توريد العربات الجديدة التي تعاقدت عليها الوزارة (1300 عربة جديدة). تذكرة وقوف وأوضح الفريق كامل أنه سيتم كتابة كلمة »واقفاً» علي تذاكر نسبة ال20% التي وجه الوزير بها لاستيعاب كثافة الركاب، مؤكداً انتظام مواعيد انطلاق القطارات وأن التأخير في بعض الأحيان يكون نتيجة أعمال تجديد السكة وتطوير نظم الإشارات علي الخطوط، مشدداً علي أنه لن يُسمح بوجود سوق سوداء للتذاكر وسيتم التصدي لها بكل حزم، مطالبا المواطنين بالتعاون مع شرطة النقل والمواصلات وهيئة السكك الحديدية في هذا الإطار. عقب ذلك، استقل الوزير القطار رقم 980 القاهرة/أسوان، ونزل في محطة »بني سويف»، واطمأن علي مستوي الخدمة المقدمة للجمهور والتقي بعض الركاب وتحدث معهم حول أهمية تطبيق الانضباط لتحسين الخدمة المقدمة، وأشار إلي خطط الوزارة لتطوير مرفق السكك الحديدية الذي يخدم ملايين الركاب يومياً. وفي المحطة كان المستشار هاني عبدالجابر محافظ بني سويف، في استقبال الوزير، حيث تفقدا المحطة وشبابيك التذاكر، ووجه الوزير بزيادة اللوحات الإرشادية الخاصة بتنظيم الدخول والخروج من وإلي المحطة، وأصر الوزير علي تشغيل إحدي طفايات الحريق في المحطة للتأكد من صلاحيتها، وتمت التجربة بنجاح، ثم تابع تطبيق مبادرة التصدي للركوب بدون تذكرة، والتقي بعض الكمسارية، وأكد لهم أهمية دورهم في إنجاح المبادرة، ووجه بأن تكون أكشاك بيع المنتجات الموجودة داخل المحطة لها شهادات صحية، وتغيير اللوحة الأساسية للمحطة بأخري مضيئة. بحلول الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، وصل الوزير يرافقه المحافظ، إلي ورش أبوراضي في المنطقة الصناعية لمركز الواسطي، التي تعد من أكبر وأقدم الورش المتخصصة في العمرة والصيانة وتطوير عربات الركاب في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث أنشئت عام 1987 علي مساحة 75 فداناً، ويبلغ عدد العاملين فيها نحو ألفي عامل وفني ومهندس. قطع الغيار واستمع الوزير إلي شرح من مدير الورش عن طبيعة العمل، الذي قال إن بعض قطع الغيار يتم شراؤها من الهيئة العربية للتصنيع، وعندما ناقشه الوزير وسأله عن سبب شرائها من الهيئة رغم توافرها في السوق المحلي، تردد مدير الورش في الإجابة، فنظر إليه وزير النقل وقال: »إتكلم ماتخافش طالما بتعمل الصح، ليه نشتري من جهة ونعمل معاها تعاقدات طالما المنتج متاح في السوق المصري، والجهة دي تاخد نسبة.. طب مانوفرها ونعمل لجنة تنزل تشتري الخامات المطلوبة»، كما سأله الوزير عن عدد العربات التي تخضع للصيانة في الورش، فقال المهندس: »125 عربة يتم إصلاحها شهرياً». »هانطهرها ونطورها» بهذا الهتاف استقبل العمَّال الوزير والتفوا حوله مرحبين به، فشكرهم وطالبهم بأن يذهب كلٌ منهم إلي مكان عمله للاستفادة من كل دقيقة، ووعدهم بسماع مطالبهم، وتفقد إحدي العربات وطلب أن يتم فحص كل عربة قبل دخولها الورشة لمعرفة قطع الغيار الموجودة بها والناقصة، وقال: »لازم أعرف الاحتياجات وتكلفتها علشان نوفرها، ومش هاناخد حاجة من عربية علشان أصلح بيها عربية تانية، مش عاوزين نعمَّر عربية فنبوظ التانية»، وعندما رأي عدداً من البراميل داخل العربات وعرف من العمال أنهم يستخدمونها للوقوف عليها وجه باستبدالها بسلالم. أحد العمال لوّح للوزير بيديه فاقترب منه الوزير ليستمع إليه، فقال العامل: »يا فندم عاوزينك تزود لنا الحوافز»، فرد عليه الوزير غاضباً: »اسمك إيه؟» فقال: »سويكن»، فقال له الوزير: »شغال إيه؟»، فأجاب: »عامل لحام»، فنظر الوزير إلي جوانب وسقف العربات وقال له: »مافيش فلوس زيادة، لأنك بتتكلم كتير ومش شايف شغلك، اللحامات مش معمولة كويس، إديني حقي كدولة علشان تاخد حقك». رفع الروح المعنوية وقف الوزير علي باب أحد القطارات ووجه كلامه للعمال: »كنت جاي أتكلم معاكم علشان أرفع روحكم المعنوية، أنا روحي المعنوية ارتفعت، لما قابلتكم وشفت حماسكم، أنتم وطنيين، وعندي ثقة فيكم وخصوصاً لما قلتم هانطهرها ونطورها، ودا مش هايتم إلا بكم.. أنا شايف ناس فاهمين في صنعتهم كويس، عاوزين نثبت إننا مش كسلاء ولا فاسدين، ومش هاسمح بتكرار حوداث القطارات، وهانحل مشاكلنا بنفسنا ونعظم جهدنا وإنتاجنا، عاوز أصلح عربات ضعف الحالي ونطلَّع 250 عربية شهرياً بدلا من 125، ولما نرتقي بالشغل الخير هايعم علينا». وأكد للعمَّال: »كل مطالبكم محل تقدير.. ودي حقوقكم، لكن عاوز أشوف هاتعملوا إيه، ومش عاوز مطالب فئوية»، ووعدهم بتكرار الزيارة كل شهر. مع اقتراب عقارب الساعة من الثالثة عصراً، كانت الجولة قد أوشكت علي الانتهاء لكن الوزير أبي أن يغادر قبل أن يوجه بعض النصائح للعمال والمهندسين، حيث طالبهم مُجدداً بضرورة تعظيم الإنتاجية، وأن تضاهي العربات المصرية نظيراتها الأوروبية، وتعهد بدعم الورش بخامات مصرية أصلية، للحصول علي أفضل نتائج، مشيراً إلي أنه حينما كان مديراً للهيئة الهندسية للقوات المسلحة كان لديه نظام سيعمل علي تطبيقه، يرتكز علي حصر قطع الغيار في جميع ورش سكك الحديد، مؤكداً: »قطع الغيار الموجودة عندي مش هاشتريها من جهة تانية، ولازم نستغل الإمكانيات اللي عندنا».