تعليقًا على هجمات لبنان.. بوريل: لا أحد قادر على إيقاف نتنياهو وأمريكا فشلت    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    نحو 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    التحويلات المرورية الجديدة بعد غلق الطريق الدائري من المنيب تجاه وصلة المريوطية    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بانوراما 45 عاماً من العلاقات الرسمية بين مصر وأمريكا
السادات وضع الأساس.. والرئيس السيسي عزز التعاون الاستراتيجي بين البلدين
نشر في أخبار الأدب يوم 06 - 04 - 2019

تعيدنا أجواء القمة المصرية الامريكية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب الي بدايات العلاقات المصرية الامريكية التي استمرت طوال 45 عاما فقد اختلفت اسماء الرؤساء الامريكيين وقد وصل عددهم الي ثمانية نيكسون وفورد وكارتر وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن واوباما وأخيرا ترامب وتنوعت توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي وظلت العلاقات بين مصر وأمريكا علي حالها حرصا من الطرفين علي أهمية تلك العلاقة بين البلدين لاستقرار المنطقة وأمنها ولعل نقط البدء كانت في الأيام الاولي من تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات في نهاية عام 1970 حتي قبل اعلان استئناف العلاقات الرسمية بين البلدين في مارس 1974 حيث حرص السادات علي فتح قناة اتصالات سرية كان المسئول عنها حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومي في ذلك الوقت مع نظيره الامريكي هنري كسينجر وبعد انتصار مصر في حرب اكتوبر المجيدة لعبت واشنطن دورها البارز في محاولة التوسط بين العرب وفِي المقدمة منهم مصر وإسرائيل وبدأت دبلوماسية هنري كسينجر الذي عين وزيراً للخارجية حتي تم تحقيق اهم إنجاز نتيجة العلاقة الوثيقة بين البلدين في مباحثات كامب ديفيد في عام 1987 وتوقيع اتفاقية السلام في العام التالي وكان هذا تجسيدا للتصريح الأشهر للرئيس السادات »بان 99 بالمائة من أوراق القضية في يد واشنطن .
والقراءة المتأنية في ال 45 عاما من العلاقات نستطيع من خلالها ان نرصد مدي حرص قادة البلدين علي استمرار التشاور والزيارات وبدأت بالزيارة الشهيرة للرئيس رديتشار نيكسون الي القاهرة في يونيه 1974 بينما كانت الزيارة الوحيدة لبوش الأب في نوفمبر 1990 والتي مثلت علامة من علامات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في آطار التحالف الدولي لتحرير الكويت حيث لعبت مصر دورا محوريا في هذا التحالف الذي حقق الهدف منه بعد ان استطاع استعادة الكويت عبر عمليات عاصفة الصحراء وتعددت بعدها زيارات الرؤساء الامريكيين فجيمي كارتر زارها ثلاث مرات وضرب بيل كلينتون الرقم القياسي حيث زار مصر اربع مرات وكذلك بوش الأب الذي زار القاهرة ثلاث مرات
واختار باراك اوباما القاهرة كمنصة يخاطب بها العالم العربي والإسلامي في زيارته الشهيرة في يونيو 2009 اما ترامب فقد أعلن عن أمله وحرصه علي زيارة مصر لم يقتصر الامر علي تبادل الزيارات علي مستوي رؤساء البلدين بل قد لايمر شهر إلا وهناك في عاصمتي البلدين وفود علي المستوي الوزراري وكبار المسئولين ووفود من اعضاء الكونجرس وممثلي الجمعيات السياسية الامريكية ورؤساء شركات وأعمال تجسيدا للفكرة التي ترسخت باهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتأثيرها الإيجابي علي أمن واستقرار المنطقة وانه اذا كانت امريكا الراعي الدولي لعملية السلام فان مصر الراعي الإقليمي لها .
مسيرة العلاقات بين البلدين شهدت حالات مد وجزر مع توافق علي أسس العلاقات والمبادئ العامة التي تحكمها وتباين في وجهات النظر حول بعض القضايا وخاصة في سنوات حكم الرئيس السابق حسني مبارك الاخيرة ولكن في ظل حرص شديد علي استمرارها خاصة وان التطورات في المنطقة كانت دافعا لذلك ولعل فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تكون الوحيدة التي تميزت بالاستقرار في ظل الكيمياء التي جمعت بينه وبين ترامب منذ لقائهما الاول في سبتمبر 2016 اثناء الحملة الانتخابية لترامب وإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي انه راهن علي نجاحه حالة التقدير والاحترام المتبادل تجمع بين الرئيسين ودعم واضح وتأتي القمة السادسة لتمثل مرحلة جديدة في العلاقات بأبعادها المختلفة الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.
ونحاول من خلال هذا الملف التوقف عند محطات مهمة في مسيرة علاقات تبدو نموذجية بين قوة إقليمية مؤثرة في محيطها العربي والافريقي والإسلامي وبين القوة العالمية التي لها الدور الابرز في قيادة العالم.
تباين في المواقف حول العديد من القضايا العربية.. رغم الحوار المشترك
تميزت العلاقات المصرية الأمريكية في الآونة الأخيرة بالتقارب والتشاور المستمر في مختلف قضايا الشرق الأوسط، فمنذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه تميزت علاقته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاحترام المتبادل والتشاور المستمر في مجمل القضايا الإقليمية وتطورات الأوضاع في المنطقة، حتي توطدت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وأصبحت استراتيجية وقائمة علي الاحترام المتبادل والصداقة، واصبحت الولايات المتحدة الآن تنظر إلي مصر علي أنها »‬عمود الخيمة العربية»‬ وصاحبة الدور المحوري والرئيسي في المنطقة.. علي عكس ما كان يحدث في العهود السابقة.
ولكن.. رغم العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية الحالية، إلا أن هناك بعض الاختلافات في المواقف بين الطرفين فيما يتعلق بالأوضاع في الدول العربية، وعلي رأسها اختلاف الموقف المصري والأمريكي حول القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس، وكذلك الاختلاف حول الوضع القانوني لهضبة الجولان السورية، بالإضافة إلي الاختلاف بينهما حول الوضع في ليبيا واليمن وسوريا.. وبالرغم من هذا الاختلاف إلا أن الولايات المتحدة وقياداتها تنظر الآن إلي مصر علي أنها الدولة الكبري في المنطقة، ودائماً ما يتم التشاور والحديث مع قيادة مصر ومسئوليها حول القضايا المصيرية في المنطقة.
ويأتي علي رأس الاختلافات الوضع القانوني لمدينة القدس، ففي ديسمبر عام 2017 أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.. مع العلم أن مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تقوم علي مبدأ عدم الاعتراف بضم القدس لإسرائيل، وبناء علي هذا الموقف كان يصدر دورياً كل ستة أشهر قرار رئاسي بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلي القدس، منذ صدور قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس في عام 1995.
وجاء الرد المصري علي خطوة الرئيس الأمريكي تلك، قويا وعلي قدر المسئولية الكبيرة التي توليها مصر للقضية الفلسطينية والقدس.. حيث أكد الرئيس السيسي لنظيره الأمريكي علي موقف مصر الثابت بشأن الحفاظ علي الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وشدد علي ضرورة العمل علي عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.. كما أبلغ الرئيس السيسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس »‬أبو مازن»، رفض مصر لقرار ترامب وأي آثار مترتبة عليه، ومخالفة القرار للشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، وتجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية.وفي المحافل الدولية، تحركت مصر في مجلس الأمن الدولي باعتبارها العضو العربي في المجلس وقتها، وتقدمت بمشروع قرار لنصرة القدس، انطلاقا من موقفها الثابت والمعلن والرافض لأي تغيير في وضع القدس.
برز مؤخراً اختلاف بين الموقف المصري والأمريكي أيضاً حول هضبة الجولان السورية، فقد وقع الرئيس الأمريكي الشهر الماضي، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، علي قرار اعتراف رسمي بسيادة إسرائيل علي هضبة الجولان السورية، التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وقال ترامب قبل التوقيع، »‬إنه جري التخطيط لهذا الأمر منذ فترة»، وتعكس هذه الوثيقة الدعم المطلق من ترامب لإسرائيل، خاصة التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالنسبة إلي إسرائيل والاستقرار الإقليمي».
وكان الموقف المصري من ذلك الأمر، قوياً كعادته، حيث أكدت مصر أن موقفها ثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، وعلي رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّة وإدارتها علي الجولان السوري المحتل، وعلي اعتباره ملغي وليس له أي شرعية دولية، وشددت وزارة الخارجية المصرية علي ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء علي الأرض بالقوة.. كما قال سامح شكري وزير الخارجية إن مصر أكدت للإدارة الأمريكية أن قرارها بشأن الجولان »‬باطل»، وأنه أرض عربية محتلة من قبل إسرائيل،
نادر غازي
القاهرة وواشنطن.. شراكة تاريخية وعلاقات اقتصادية مثمرة
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر شريك اقتصادي لمصر منذ أواخر حقبة السبعينيات وتحتل مصر المرتبة ال52 في قائمة أهم شركاء الولايات المتحدة التجاريين. ويبحث الجانب المصري دائما خلال اللقاءات زيادة الاستثمارات الأمريكية والترويج لخريطة مصر الاستثمارية.
مصر والولايات المتحدة حلفاء وأصدقاء منذ زمن طويل وشهدت العلاقه بين البلدين فترات صعبة إلا أنه في النهاية كانت المصلحة المشتركة تتفوق علي تلك الخلافات، فلا تزال الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لمصر، ووصل حجم التجارة إلي 6.9 مليار دولار خلال العام الماضي بزيادة قدرها 34% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017. منها واردات بقيمة 2 مليار و125.3 مليون دولار. وصادرات مصرية بقيمة مليار و466.2 مليون دولار خلال الستة اشهر الاولي من العام فقط كما ان الولايات المتحدة تعد من أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال السبعة أشهر الأولي من العام الماضي بواقع صادرات بلغت قيمتها 832 مليون دولار.
وتعتبر مصر رابع اكبر دولة في المنطقة بالنسبة للصادرات الامريكية لمنطقة الشرق الاوسط. كما تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول المستثمرة في مصر، حيث بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر 6ر19 مليار دولار في عام 2013 وهو يمثل ثلث الاستثمارات الأمريكية المباشرة في أفريقيا وتعتبر امريكا ايضا أكبر مستثمر في النفط في مصر حيث يصل حجم استثمارات شركة أباتشي وهي أكبر مستثمر امريكي في البلاد باستثمارات تصل إلي 12 مليار دولار أمريكي وتعهدت بضخ نحو 4ر1 مليار دولار اخري لاستثمارها خلال هذا العام.
ووصل إجمالي تدفقات الاستثمارات الأمريكية في مصر إلي نحو 21.6 مليار دولار.
ودخل إلي مصر نحو مليار دولار تدفقات جديدة خلال عام 2017-2018 كاستثمارات جديدة وتوسيع نشاط لبعض الشركات الأمريكية.
وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة 5 مليارات و618 مليون دولار خلال 2017 بزيادة 13% عن عام 2016 والذي بلغ فيه حجم التجارة 4 مليارات و974 مليون دولار. وتتضمن أهم بنود الواردات المصرية من الولايات المتحدة في الطائرات المدنية وأجزائها، والفول الصويا، والفحم الحجري، والبيوتان.
وقد تراجع ترتيب الولايات المتحدة إلي المركز الثالث ضمن أبرز الشركاء التجاريين مع مصر خلال أول 9 أشهر من السنة المالية 2017-2018، حيث وصلت حصتها إلي 5.5% من حجم التبادل التجاري لمصر مع العالم خلال الفترة مقابل 5.9% خلال نفس الفترة من العام السابق عليه والتي احتلت فيها المركز الثاني، بحسب بيانات البنك المركزي.
ووصلت قيمة التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة خلال أول 9 أشهر من العام المالي الماضي إلي 3 مليارات و591.5 مليون دولار بزيادة 52 مليون دولار عن نفس الفترة من العام السابق عليه، منها واردات بقيمة 2 مليار و125.3 مليون دولار، وصادرات مصرية بقيمة مليار و466.2 مليون دولار.
وفي 5/7/2018 قامت د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي بزيارة لامريكا للمشاركة في أعمال المنتدي رفيع المستوي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، كما قامت بزيارة واشنطن وعقدت عدة لقاءات مع مسئولين بالبنك الدولي وعدد من كبريات الشركات الأمريكية. وفي 12/7/2018 بحث هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام مع وفد من غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أوجه التعاون المشترك بين الجانبين وإمكانية الترويج للفرص الاستثمارية بالشركات التابعة للوزارة.
وقد ارتفعت الاستثمارات الأمريكية في مصر من 19.3 مليار دولار عام 2013 لتصل إلي 21.3 مليار دولار في نهاية عام 2014، مما يجعل مصر أكبر مستقبل للاستثمارات الامريكية في أفريقيا.
وتتمثل أهم الصادرات المصرية للولايات المتحدة في الملابس الجاهزة والمنسوجات، والأسمدة، والحديد والصلب، والورق، والخضر والفاكهة، واللدائن.
كما تتضمن أهم بنود الواردات المصرية من الولايات المتحدة في الطائرات المدنية وأجزائها، والفول الصويا، والفحم الحجري، والبيوتان.
مروي حسن حسين
دبلوماسيون: اتفاق حول أهمية الزيارة لتعزيز الاستثمارات الأمريكية وتأكيد الثوابت العربية
أجمع الخبراء الدبلوماسيون علي أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الامريكية، وأضافوا ان الزيارة ستركز علي تأكيد الموقف المصري والعربي من قضية الجولان وفلسطين خاصة ان توقيت الزيارة جاء بعد أيام من انتهاء القمة العربية بتونس.
وأكد السفير السيد شلبي المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية أهمية زيارة الرئيس السيسي لواشنطن، وأضاف أنها الزيارة الثالثة له منذ عام 2017 واللقاء الخامس بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار اجتماعتهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال شلبي »‬الرئيس الأمريكي ترامب كان يقدم إشارات إيجابية وودية تجاه مصر حتي خلال حملته الانتخابية واستمر هذا الاتجاه بعد توليه الحكم حتي انه قال في أول لقاء بينه وبين الرئيس السيسي »‬مصر سوف تتلقي دعما غير مسبوق من الولايات المتحدة الأمريكية»، لكن للاسف الشديد نتيجة وجود قوي سياسية متشددة داخل الكونجرس تم خفض المساعدات العسكرية ولكن عاد ليؤكد أن مصر سوف تعوض بطرق أخري.
وأوضح شلبي »‬أتوقع ان تشمل الزيارة مناقشات أولا علي المستوي الثنائي فالرئيس السيسي يعمل علي تشجيع الاستثمارات الأمريكية وفي اخر زيارة له لواشنطن اجتمع مع رؤساء 40 شركة أمريكية وكان هذا شيئا إيجابيا.
واتفق معه في الرأي السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، وقال ان توقيت الزيارة يأتي بعد القمة العربية وما صدر عنها من قرارات محل اهتمام من الجانبين خاصة فيما يتعلق بالجولان والقضية الفلسطينية في ضوء القرارات الأمريكية الأحادية المخالفة للقوانين الدولية، وأضاف حليمة ان هذه القرارت تتعارض مع حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
وأشار حليمة إلي ان القمة أيضا ركزت علي موضوع حيوي وهو الامن القومي العربي ووجود توافق في الرأي مع الموقف المصري من مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والدور الإيراني بالتدخل في شئون الدول العربية.
وأضاف حليمة ان الزيارة ستركز علي المستوي الثنائي في إطار ان العلاقة بين البلدين تدخل في إطار شراكة استراتيجية ولم تصل بعد إلي مستوي التحالف الاستراتيجي كما نري مع إسرائيل وهو ما يوضح التناقض،كما ستناقش العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين خاصة ان هناك موقفا امريكيا بتراجع المساعدات العسكرية عن الشكل المنشود في الوقت الذي تلعب فيه مصر دورا محوريا في مكافحة الإرهاب.
واشار حليمة إلي ان رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي أيضا ورؤية مصر التي تركز علي قضايا التنمية المستدامة والبنية التحتية والهجرة غير الشرعية والإرهاب ستكون موضع مناقشة خلال الزيارة وكيف يتم التعاون المصري الامريكي في هذا الصدد،كما سيتم التركيز أيضا علي قضية تأمين منطقة البحر الأحمر في ظل وجود قيادة مركزية أمريكية في القارة الأفريقية.
ومن جانبه يري السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق ان الزيارة ستكون ساخنة حيث ان العلاقات المصرية الامريكية تشهد توترا مرتبط اولا بما يعرف بصفقة القرن والثاني بأنه منذ زيارة الرئيس السيسي الماضية لواشنطن واجتماعه مع رجال الاعمال لم يتحقق شيء اقتصاديا بالشكل المأمول،كما سيتم التركيز خلال المناقشات بين الزعيمين أيضا علي مسألة المساعدات العسكرية الأمريكية والتي كانت جزءا من معاهدة السلام، وأضاف »‬لا يوجد مساواة بين مصر وإسرائيل».
أسماء حجاج
قمة السيسي وترامب تأتي بالتزامن مع أحداث كبري تشهدها المنطقة
العلاقات مع أمريكا لا تمنع من أن يكون لمصر موقف ثابت
قمة جديدة ولقاء تاريخي يجمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بعد غد الثلاثاء والتي تأتي في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع بين الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، ومواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها وايضا بحث التعاون العسكري والاقتصادي ومكافحة الإرهاب بين البلدين.
زيارة الرئيس السيسي لواشنطن تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأتي بالتزامن مع أحداث كبري تشهدها المنطقة العربية، خاصة بعد القرار الأخير للرئيس الأمريكي الذي يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلية علي الجولان السورية المحتلة..ولهذا يتوقع المحللون أن يتطرق اللقاء الثنائي بين الرئيسين بالبيت الأبيض إلي جانب العلاقات الاستراتيجية ومكافحة الارهاب إلي العديد من الملفات والقضايا، وبالأخص ملف تسوية الصراع العربي والإسرائيلي، وقضية الجولان، خاصة أن اللقاء سيكون عقب أيام من انتهاء القمة العربية 30 بتونس، والتي وضعت قضية الجولان علي رأس أولويات اهتمامها.خاصة أن اللقاء الثنائي يأتي بالتزامن مع مرور بضعة أيام علي الذكري الأربعين لمعاهدة السلام، فضلا عن تزامنه مع إجراء الانتخابات الإسرائيلية في اسرائيل.
ومن المتوقع أن يتطرق اللقاء ايضا إلي كثير من القضايا الإقليمية كالملف السوري والليبي.
وعلي مستوي العلاقات بين البلدين فمن المتوقع ان يتطرق اللقاء إلي مناقشة آليات الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن حول العديد من الملفات الثنائية والقضايا الإقليمية، الأمر الذي يبرهن بشكل واضح لا جدال فيه علي قوة موقف القاهرة من الأحداث الخارجية، ومدي تأثيرها الكبير في الداخل والخارج، فالقاهرة تشارك في صنع القرار العالمي في إطار التفاهمات بين القاهرة وواشنطن حيث تمثل مصر شريكا مهما للولايات المتحدة في المنطقة كما ان هناك شراكة ايجابية علي الصعيدين التجاري والامني وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الاهاب.حيث تعول الادارة الامريكية كثيرا علي مصر في ملف مكافحة الارهاب بالمنطقة.
الرئيس المصري يعد أول رئيس عربي يلتقي الرئيس الأمريكي عقب القمة العربية بتونس والتي اكدت علي أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وعلي مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلي الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين وعلي أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي واكدت بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،و رفض كل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تهدف إلي تغيير الحقائق علي الأرض وتقويض حل الدولتين وان الإعلان الامريكي الذي صدر بالاعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان، يعتبر إعلانا باطلا شكلا وموضوعا،
وقد اهتمت وسائل عالمية وصحف أجنبية عدة بدعوة ترامب الأمريكي الأخيرة التي وجهها للرئيس السيسي لزيارة واشنطن مؤكدة علي التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، ومسألة بحث مكافحة الإرهاب كأبرز الملفات المطروحة بين الرئيسين خلال اللقاء المرتقب..فقد أشارت صحيفة »‬واشنطن تايمز» إلي إعلان البيت الأبيض عن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي ترامب، والمرتقب في 9 أبريل وهو اللقاء الذي يتناول التعاون الاقتصادي والعسكري والدور المصري كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، في ظل منطقة مضطربة في العالم. وأشار التقرير إلي تصريحات سارة ساندرز، متحدثة البيت الأبيض، والتي أكدت أن ترامب والزعيم المصري سيبحثان النزاعات الجارية في الشرق الأوسط، وسبل مكافحة الإرهاب.
قمة الرئيس السيسي مع نظيره ترامب تؤكد أهمية الشراكة الإستراتيجية المصرية الأمريكية، وأهمية الدور المصري المحوري في دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط والذي يتخذ اشكالا سياسية ودبلوماسية كثيرة منها لقاءات الحوار الإستراتيجي، وصيغة المشاورات 2 + 2 بين وزيري الدفاع والخارجية في البلدين، ودعم وتنمية العلاقات التجارية بين الجانبين، تحقيقا لرؤية الرئيسين.
العلاقات الإستراتيجية مع أمريكا لا تمنع من أن يكون لمصر موقف ثابت وواضح تجاه الأحداث في المنطقة، حتي إن اختلف هذا الموقف مع الموقف الأمريكي، خاصة الموقف من القضية الفلسطينية الذي تشدد مصر عليه دائما، وتلتزم به، ويقوم علي ضرورة التوصل إلي حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الدولية
كما ان لمصر موقفا واضحا ومستقلا في العديد من قضايا دول المنطقة منها ضرورة الحفاظ علي الدولة السورية من السقوط والانهيار، وترك الشعب السوري يقرر مصيره بعيدا عن التدخلات الأجنبية في شئونه ولديها ايضا موقف واضح من ليبيا، وهو ضرورة توحيد الجيش الليبي، وضرورة رفع الحظر عنه، والالتزام بما تم الاتفاق عليه أمميا، ودعم الجهود الدولية من أجل عودة ليبيا الموحدة وتطهيرها من بؤر التطرف والإرهاب،
وكانت أول قمة جمعت الرئيسين في 3 أبريل 2017، في واشنطن، وذلك بعد تولي الرئيس الأمريكي »‬ترامب» الرئاسة ب3 أشهر فقط، وتناول اللقاء عددا من الملفات من بينها مكافحة الإرهاب والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وقضايا السلام والاستقرار في الشرق الأوسط واستئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل وبحث سبل لحل الأزمة السورية والأزمة الليبية.
يمكن القول ان العلاقات المصرية الأمريكية تراوحت بين الدفء والجفاء الشديدين علي مدي فترات تاريخية، وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة إحدي أدوات الضغط لمصلحة مصر في إنهاء العدوان الثلاثي عليها من جانب »‬إنجلترا، وفرنسا، وإسرائيل» عام 1956، تغيرت الأمور بعد ذلك ومرت أحداث كثيرة وتبدلت الأحوال، وبسبب انحياز أمريكا الأعمي إلي إسرائيل قامت مصر بقطع العلاقات مع أمريكا عام 1967، واستمر الموقف المأزوم في العلاقات المصرية الأمريكية حتي تولي الرئيس الراحل أنور السادات مسئولية الحكم، لتشهد تلك العلاقات قوة لم تشهدها قبل، وتطورت العلاقات لتصبح أمريكا المصدر الرئيسي للأسلحة إلي مصر، وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر في ظل رعايتها مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية، واستمر التقارب المصري الأمريكي فترة طويلة ليبدأ بعدها التوتر والجفاء يدب مرة أخري مع قدوم بوش الابن إلي السلطة في أمريكا، وتزايدت موجة الجفاء خلال ولاية أوباما الثانية رغم أنه بدأ ولايته الأولي بتقارب مع القاهرة، وزارها في شهر يونيو عام 2009 ووجه منها رسالته للعالمين العربي والإسلامي، مناديا بوحدة الحضارات
مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية الحكم في مصر بدأت الأمور تعود إلي مسارها الطبيعي،وتوافق ذلك مع تولي الرئيس ترامب السلطة بالبيت الابيض وتوجيه الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة الولايات المتحدة اكثر من مرة حيث استطاعت القاءات تحقيق رؤي متقاربة وحرص علي الارتقاء بالتعاون الثنائي إلي آفاق أرحب كسرت الزيارات المتبادلة الجمود وعززت العلاقات الثنائية والاستراتيجية بين البلدين.
آمال المغربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.