شهر مارس هو شهر المرأة حيث يجتمع فيه اليوم العالمى للمرأة ويوم المرأة المصرية وأيضا الاحتفال بعيد الام ولان المراة تمثل اكثر من نصف المجتمع فهى تستحق من العالم أكثر من ذلك, ونحن على وشك الاحتفال بيوم المرأة المصرية، مازالت تعانى وتواجه الكثير من التحديات والصعوبات بصفة عامة والمرأة المعيلة بصفة خاصة, ووسط هذه الاحتفالات خرج علينا المجلس القومى للمرأة بتقرير وأرقام صادمة يؤكد ان هناك 12 مليون امرأة معيلة فى مصر، 30% منهن تنفق عليها النساء والاسوأ من ذلك ان نسبة 26% من هؤلاء النساء تحت خط الفقر! لازالت المرأة المعيلة تقف مكتوفة الايدى تنظر الى واقعها الأليم والمرير بمنتهى الحسرة, فهى تلك السيدة التى توفى زوجها أو الذي قرر الهروب من المسئولية لتقف هى وحدها فى وجه التيار تحارب وتكافح من أجل تربية صغارها وحمايتهم من وحشة الحياة والمصير المجهول دون أستسلام, وقد عرض المجلس القومى للمرأة بعض النماذج الحية والقصص الواقعية التى تعرض أصحابها من النساء لهذه التجارب المؤلمة! زوجى مدمن السيدة أعتماد كمال احدى ضحايا التجربة المؤلمة حيث وقفت جميع الظروف الحياتية ضدها وحدها خاصة أنها ربة بيت ولم تحظ بعمل طوال حياتها, زوجها هو العائل الوحيد لعائلته لكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن حيث أنقلبت الحياة رأسا على عقب بعد ادمان الزوج لبعض الانواع المخدرة التى تذهب العقل وأصبح أسيرا داخل هذه الدائرة السوداء حاولت الزوجة بشتى الطرق الممكنة أن تقنع زوجها بفكرة العلاج والتعافى من هذا الادمان من أجل تربية أبنائه الثلاثة لكن دون جدوى, حيث باءت جميع محاولاتها بالفشل الذريع وساءت الاحوال خاصة بعد ان وصلت حالة الزوج الصحية الى حالة مذرية فكان يضربها باستمرار لذلك قرررت أن تنفصل عنه وتقف وحدها فى وجه الامواج العالية تبحث عن لقمة عيش شريفة تستطيع من خلالها الانفاق على أسرتها الصغيرة, ساعدها بعض أقاربها فى انشاء مشروع صغير وتحملت المسئولية وكافحت من أجل شراء بضاعة داخل الكشك الصغير. يسرق راتبى! اما السيدة نهاد متولى عاشت ظروفا صعبة وقاسية في ظل زوج عاطل يسرق راتبها الخاص, مما تسبب فى الكثير من المشاكل والمشاجرات اليومية التى كانت تحدث بينهما بسبب هذا الامر وفشلت جميع محاولاتها فى اقناع زوجها بالعمل حتى ولو باليومية لكنه رفض وأصر على العناد ولم يكن امامها الا أن تعمل لتنفق على أولادها. وأستعرض التقرير أيضا بعض الحلول والبدائل للقضاء على هذه الظاهرة حيث قالت مايا مرسى، رئيس المركز القومى للمرأة، أن هناك تعاون بين المجلس وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة متناهية الصغر وأيضا البنك الزراعى المصرى من خلال تخصيص مبالغ مالية للعمل فى هذه المشروعات، كما أن تبنى الرئيس السيسى لهذا الملف، وثناءه دائما على المرأة بصفة عامة والمعيلة بصفة خاصة يعد خطوة حقيقية لحل مشاكل سيدات مصر, اللاتى يسددن أموال الاقتراض من خلال التزام مادى وأخلاقى, وتعتبر أيضا خطوة جيدة تصب فى صالح المرأة التى لها الحق فيها بأقل مشاركة مادية لتأمين اسرتها, وأكدت أيضا على الحملات التى يقوم بها المجلس للتصدى لهذة الظاهرة فى 27 فرعا بمختلف محافظات مصر والهدف من ذلك أن تصل الرسالة الى المرأة فى النجوع عن طريق الاتصال المباشر من خلال الندوات التثقيفية واللقاءات التوعوية, وحتى الان تم زيارة نحو 1860 قرية ونحو مليون و25 ألف سيدة..والمفاجأة التى لفت النظر اليها فى التقرير ان أكثر هؤلاء النساء بالفعل متزوجات وهن من يقومن بالانفاق على المنزل بسبب الزواج من زوج عاطل عن العمل او زوج مدمن كحوليات ومواد مخدرة أو زوجة مريض مصاب بالعجز, وفى المقابل تكون المرأة هى المسئولة عن أسرتها ماديا أو من تمثل أسرتها قانونا واجتماعيا فى المجتمع .