إقبال جماهيري ضخم على معرض الملك توت عنخ آمون فى باريس يعكس شغف الفرنسيين بالتاريخ المصرى الفرعونى افتتح وزير الثفافة الفرنسي فرانك ريستر معرض توت عنخ آمون في باريس، وسط توقعات بأن يحطم عدد الزائرين الرقم القياسي الذي تحقق عام 1967 عندما زار الملك الذهبي العاصمة الفرنسي وجاء لمشاهدته أكثر من مليون زائر، خاصة وقد أعلنت الإدارة المنظمة للمعرض أن 150 ألف تذكرة قد بيعت بالفعل. المعرض الذي يقام علي علي مساحة 2000 متر مربع يعرض فيه 150 من الآثار النادرة منها 40 قطعة لم تخرج من مصر قبل ذلك، ويأتي ذلك في إطار جولة عالمية يزور خلالها توت عنخ آمون عشر مدن عالمية في إطار حملة الترويج للمتحف المصري الجديد الذي يفتتح العام المقبل. وقد شهد الافتتاح تواجد عدد من الشخصيات المصرية والفرنسية منها السفير المصري إيهاب بدوي والدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق وفينسنت روندو رئيس القسم المصري في متحف اللوفر. ما يعرض في باريس لا يساوي واحد علي ثلاثون من كنز توت عنخ آمون، حيث أن مكتشف الكنز هاورد كارتر عثر في قبر الملك الصغير في المجمل علي 5398 تحفة فنية، ورغم ذلك فالحماسة والشغف لرؤية هذا الكنز غير عادية. الفرنسيون لن يشاهدوا القناع الذهبي الذي يزن 110 كيلوجرامات والذي يفوق في شهرته عالمياً لوحة الموناليزا، لكن سيستمتعون عوضاً عن ذلك برؤية تحف فنية غاية في الروعة والجمال تعبر بدقة عن روعة الفن المصري القديم وعن مكانة استحقها بجدارة ذلك الملك الصغير الذي صار الفرعون الأكثر شهرة في العالم. توت عنخ آمون سيستقر في باريس خمسة أشهر قبل أن يشد رحاله في سبتمبر المقبل إلي لندن، وبعدها إلي سيدني، ثم يستمر في جولة عالمية حتي عام 2022 ليعود في النهاية إلي أحضان الوطن في بيته الجديد في المتحف المصري الكبير. أما عن المعرض نفسه، فهو مبهر وعظيم، فعندما تتخطي بوابة الدخول بعد شراء التذكرة التي تبلغ قيمتها 24 يورو (حوالي 500 جنيه مصري) يقف الزائرون أولاً أمام شاشة عرض ضخمة تحكي قصة اكتشاف الكنز العظيم وتاريخ هذا الملك الذي كاد أن يختفي في كتب التاريخ، لولا هذا اليوم الفارق في 4 نوفمبر 1922 الذي أعاد إحياء الملك الصغير من جديد. بعد انتهاء هذا العرض المصور، تفتح بوابة الكنز، ويمر منها الزائرون ليبدأوا رحلتهم مع تمثال الآله آمون راعي الملك الصغير، ويتنقلون بعدها بين مقتنيات الملك في رحلته إلي الخلود. د. زاهي حواس أبدي سعادته البالغة بطريقة تنظيم المعرض »حقيقة الفرنسيون يتمتعون بقدرات عالية في تنظيم المعارض من هذا النوع، فمقتنيات الكنز ليست معروضة بشكل عشوائي، ولكن كل قطعة تأخذ حقها في العرض وفي الشرح» وعن توقعه له1ا المعرض قال حواس »في 1967 جاء أكثر من مليون زائر، واليوم وقبل أن يبدأ الافتتاح الرسمي بيع 150 ألف تذكرة للمعرض. بالطبع أتوقع نجاح مذهل يفوق ما حدث في المعرض الأول وأعتقد أن الرقم القياسي سيتم تحقيقه وربما يزيد عدد الزائرين عن المليون ونصف» واتفق دومينيك فارو المستشار العلمي للمعرض مع د. زاهي في الإشادة بكيفية تنظيم الحدث وقال »المعرض عبارة عن رواية مصغرة للطقوس الجنائزية الفرعونية وعن الأدوات التي يحملها الفرعون معه في قبره ليستعد للانتقال لحياة الخلود، فهو يحمل معه أدوات طعامه وشرابه وأسلحته وملابسه وكل شئ يحتاجه استعداداً للبعث والحياة الأبدية» وقال فارو إنه يتفهم القرار المصري بعدم سفر القناع الذهبي الشهير لتوت عنخ آمون، أولاً لأن قيمة القناع كبيرة للغاية، ومن يريد رؤيته عليه أن يحجز تذكرة الطائرة ويذهب ليشاهده في مصر في المتحف المصري، وثانيا لأنه بصراحة إذا جاء القناع فالزائرين لن ينتبهوا إلي باقي القطع التي يتضمنها الكنز والتي لا تقل في قيمتها وفي روعتها شئ عن القناع العظيم»