■ إحدي ليالى الحنة بمحافظة شمال سيناء تتميز محافظة شمال سيناء بعادات وتقاليد وتراث يختلف عن باقي محافظات مصر، وذلك للظروف الجغرافية والتاريخية، فمنهم سكان المدن »الحضر«، ومنهم سكان البادية «البدو» وتختلف أيضا عادات وتقاليد سكان الحضر وسكان البادية في ليلة العرس وتجهيزاتها، الجديد أن أبناء مدينة العريش اعترضوا علي ليلة الحنة التي يقيمها العريس قبل موعد زفافه بليلة ،باعتبارها ظاهرة اجتماعية دخيلة علي التراث السيناوي، والتي ابتدعها الأغنياء ممن يمتلكون المال الوفير ، وساعدهم في ذلك متعهدو الأفراح، وبادرت عائلات من قبيلة الفواخرية منها القصلي والغزال والسميري بإلغاء حنة العريس التي تتراوح تكاليفها بين 30 و50 ألف جنيه ، ويتجمع فيها الرجال وتقدم المشروبات والفاكهة والمسليات إلي جانب الشيشة وأحيانا تدخل الممنوعات خلسة بدون علم الأسرة، وهنا تحدت المشاكل بين المعازيم. ويقول مصطفي البطل من عائلة الفصلي ان المبادرة هدفها تخفيف الأعباء علي أسرة العريس باعتبار تلك الليلة نوعا من التبذير،وليست من عادات وتقاليد الفرح في سيناء بل هي دخيلة علي المجتمع السيناوي،و كان لابد من اللجوء للمبادرة لتقليل التكاليف وإتاحة الفرصة أمام الشباب لإتمام زفافه. وأشار عادل رشيد احد أبناء عائلة الغزال بمدينة العريش إلي ان حنة العريس خرجت عن مضمونها التراثي وأصبحت ظاهرة مرهقة للأسرة العرايشية،و تترك تأثيرا نفسيا علي الشباب صاحب الإمكانيات المحدودة حينما يرغب العريس في عمل ليلة الحنة وقد يؤدي ذلك لتأجيل الزواج لان الشاب يلجأ إلي الاقتراض لإتمام ليلته بخلاف الإرهاق البدني للعريس والأسرة بعد سهرة الفرح، وأكد انه تم إقناع عدد من الشباب باستبدال ليلة الحنة الخاصة بالعريس بحفل سمسمية بسيطة في البيت، ومنهم من عارض ومنهم من أكد رغبته في عمل ليلة الحنة الخاصة بالعريس بنظام السمسمية. وأشار الشاب عمر جمعة إلي انه اقتنع بإلغاء حنة العريس وتوفير المصاريف إلي بند اخر علي ان يقيم ليلة يجمع فيها أصدقاءه للاستمتاع بالسمسية او الأغاني السيناوية والدبكة بل موعد حفل الزفاف وتمني ان يقتدي به باقي الشباب حتي يخفف علي الاسر تكاليف الزواج، واكد ان العائلات صاحبة المبادرة قررت انه في مخالفة أحد لتلك المبادرة، سيتم مقاطعة الفرح من جانب افراد عائلته ، وهو اشد عقاب للعريس ان يخلو حفل زفافه من أقاربه لتأييده ومساندته في حفل زفافه، وبالتالي لن يجمع فيها سوي عائد بسيط لا يكاد يغطي المصروفات التي تم إنفاقها في ليلة الحنة. وكانت حنة العريس قبل 20 عاما كما يقول المهندس احمد ابراهيم سميري من عائلة سميري فواخرية،تسمي حمام العريس وهي من تراثنا القديم، حيث كان العريس يستحم قبل الفرح بيوم عند احد اقاربه سواء عما او خالا او اخا، وذلك بعد تناول طعام الغداء، ثم يتم زف العريس في المساء من منزل أقاربه بزفة يشارك فيها شباب العائلة والأصدقاء وخلفهم السيدات مرورا بشوارع مقاربة لمنزل العريس، واشار إلي ان العريس كان يتوسط اثنين من ابناء العم او الاقارب ويتم مشاركة الشباب في الزفة ويغني الشباب بعبارات تراثية جميلة، ولكن تطورت الامور إلي الاسوأ وتم الغاء تراثنا واستبداله بما يسمي حنة العريس اسوة بالعروسة رغم ان هناك حفل زفاف رئيسيا هو ما يجمع كافة العائلات من الأسرتين وكذلك الاقارب بجلنب الفن الشعبي وظهور الأغاني الشعبية منها المقبول ومنها الشعوذة. ويقول الشاب أحمد عمر، إن ليلة الحنة تختلف تماما في المراكز والقري عن المدينة، ففي القري تنحر الذبائح، ويتم إشهار كتب الكتاب في مسجد القرية، ومنه يخرج كل الأهالي لتناول وليمة الفرح، وبعد الانتهاء من تقديم الوجبات والتأكد من إطعام كل الحضور، تبدأ ليلة الحنة من بعد صلاة العشاء، عن طريق المزمار والطبل البلدي الذي يبدأ بتحية الحضور، ثم يبدأ المعازيم بتقديم «النقوط»، والذي يعد فرصة لتجميع المجاملات لأهالي العروسين. أما عن البوفيه، فيتم فيه تقديم الضيافة للمدعوين من الأكلات والمشروبات وتختلف أنواع الأكلات من عائلة لأخري منهم ما يستعد لإعداد الطعام قبلها بليلة ويكون الأكل من صنع أيديهم، ومنهم من يشتري الأكل جاهزا من المطاعم ومنهم من يكتفي بتقديم بعض الأكلات الخفيفة مثل المعجنات الجاهزة مثل البيتزا والباتيه. ويؤكد محمود محمد، أن عائلته لا تشعر بالفرح إلا بعد إقامة ليلة الحنة مع عزف السمسمية والرقص علي نغماتها كطابع سيناوي معروف من قديم الزمان .