د. محمد نوفل خلال حواره مع الأخبار تعتبر القوي الناعمة أهم الوسائل التي تربط بين الحضارات وبعضها، وتعد أداة أقوي من السلاح في ترسيخ المفاهيم المغلوطة التي يسعي إليها الآخر سواء كان مستعمرا أو ترسيخ المبادئ التي تريد ترسيخها الدول الشقيقة، ومن بين أدوات القوي الناعمة في مصر كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة أو كما يُطلق عليه (بيت إفريقيا) والذي تولي عمادته مؤخرًا د. محمد نوفل أستاذ الدراسات اللغوية ولغتي الهوسا والسواحيلي. ما الذي تقدمه كلية الدراسات الإفريقية العليا بالنسبة للشأن الإفريقي؟ - كلية الدراسات العليا الإفريقية بمثابة جامعة حقيقية تضم 6 أقسام هي: الجغرافيا والتاريخ والسياسة والاقتصاد والموارد الطبيعية والأنثروبولوجيا وقسم اللغات الإفريقية الذي يضم بين طياته 7 لغات إفريقية كبري هي: اللغة السواحيلية التي يتحدث بها نحو 150 مليون نسمة في مختلف دول شرق إفريقيا مثل تنزانيا وكينيا وأوغندا، ولغة الهوسا التي يتحدث بها نحو 160 مليون نسمة في دول غرب إفريقيا وخاصة في نيجيريا وغانا والنيجر وجنوب السودان، واللغة الأمهرية يُتحدث بها في إثيوبيا، واللغة الصومالية، ولغة اللوجاندا ويُتحدث بها جزء من أوغندا، واللغة الفولانية ولغه الماندينكو ويتحدث بها دول غرب إفريقيا.. وتعتبر أكثر 3 لغات انتشارًا في إفريقيا هي العربية في الشمال والهوسا في الغرب والسواحيلية في الشرق.. بالإضافة إلي الأفريكانز التي يُتحدث بها في جنوب إفريقيا. مبادرة تحويل المعهد إلي كلية ما الذي تهدف إليه هذه الموافقة ؟ - هذه مبادرة بدأنا فيها منذ أن توليت منصب العميد، وهذا من حقنا لأن مسمي معهد لا يليق بكوننا مؤسسة تقوم بعمل دراسات وأبحاث من شأنها التواصل مع إفريقيا وقد تمكننا من الحصول علي موافقة مجلس الجامعة علي تغيير مسمي المعهد ليصبح (كلية الدراسات الإفريقية العليا) الأمر الذي من شأنه إعلاء وتعظيم الاستفادة منه.. وفي هذا الصدد حصل المعهد مؤخرًا قبل تحويله الي كلية علي شهادة الآيزو في نظم الجودة الإدارية، وهو ما يعني أننا نسير بخطي جيدة إلي الأمام. كيف تري العلاقات الإفريقية المصرية مؤخرًا ؟ - أري أن الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأ بشكل فوري منذ توليه المسئولية في العمل علي إعادة العلاقات المصرية الإفريقية مرة أخري بعد أن طالها الإهمال لردح من الزمن منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فحيثما تولي وجهك شطر أي من الدول الإفريقية تجد داخل كل مدينة شارعا أو ميدانا يحمل اسم ناصر، وللأسف لم يتسن لنا الاستفاده من هذه العلاقات القوية وحب زعماء إفريقيا لنا. مصر يتعلم بها طلاب أفارقة منذ عهد عبدالناصر فهل كان لهؤلاء الطلاب دور في تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية؟ - هؤلاء الطلاب الأفارقة يعدون سفراء حقيقيين لمصر في دولهم، وبالفعل يتبني المعهد خطة متزنة بدأنا في تنفيذها تشمل نماذج لمحاكاة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وملتقيات الشباب الإفريقي، وبرامج للتدريب والتأهيل كما أنشأنا مكتبا لرعاية شئون الطلاب الأفارقة، وكذا إبرام بروتوكولات شراكة ومذكرات تفاهم مع الجامعات الإفريقية لتبادل الأساتذة والطلاب، كل هذا بهدف دمج الشباب الإفريقي بنظرائهم المصريين وخلق نوع من التواصل والتقارب فيما بينهم. هل هناك تواجد لدول أخري في إفريقيا ؟ - بالطبع هناك تواجد للعديد من الدول داخل قارة إفريقيا فهناك دول آسيوية مثل الصين وإيران وتركيا، كما أن هناك تواجداً لدول أوروبية مثل ألمانيا التي تمتلك مقراً لها في نيجيريا في مدينة ماي ديجوري، لتعلم لغة الهوسا وذلك لمعايشة أهل اللغة وتعظيم الاحتكاك اللغوي والثقافي الأوروبي الإفريقي، وهو المدخل الحقيقي للسيطرة علي أي بلد عن طريق تعلم اللغة حتي يتمكنوا من الاستفادة الحقيقية من هذه الدول. وماذا عن إعلان الرئيس السيسي أسوان عاصمة الشباب الإفريقي لعام 2019؟ هذا تأكيد جديد علي الدور الذي ينتهجه الرئيس تجاه افريقيا ولم شمل شبابها مع أشقائهم المصريين لتعود مصر مرة اخري لحضن افريقيا كما تعود اهلها وهذه خطوات جريئة يتخذها الرئيس السيسي يبهرنا بمدي اهتمامه بهذا الشأن كما يتخذ الرئيس خطوات عملية بعيدا عن الكلمات الرنانة.