عندما مررت بذلك الشارع الضيق، رأيت في السماء سحابة رمادية، تشمل الحي الوسخ، كانت الرؤية ضعيفة، نظراً لقلة عواميد الإنارة، المكان شبه معتم، لكنني تبينت بسهولة ذلك الجسد العاري، متكوما في أحد الأركان العالقة بين تقاطعين. جسد عاجي لامرأة وحيدة، تستند برأسها إلي حائط المنزل المتهدل، نظرت لي وابتسمت، وعندما ابتسمت انتفض قلبي وخفق بشدة، نوافذ الحي شبه مفتوحة، النسوة يتلصصن عليها، أيضاً الرجال، كلٌ يؤتي فعله بطريقته، وهي تتأمل السماء، وتغني: أمشط شعر الأمير الصغير نحلق حتي عنان القمر ونرقص بين السحاب المراهق كرقص الأحبة بين المطر سنلهو وندفع كل النوارس لتصبح أجملْ حياة البشر سألقي بسحري هنا أو هناك لينبت الزهر بين الحجر »أحد الملائكة حتماً هي»، أحدهم يهتف بذلك. ضجيج غلق متاريس الأبواب الخشبية يختلط بصوتها الملائكي، في هذه اللحظة النساء حتماً تخشين هرب الرجال ، »إنها فتنة، فلتخبئوا رجالكم»،عجوز تهتف بصوت عال. »ربما» يجيبها شيخ وحيد، يتأملها منذ البداية، ربما كان هناك منذ بداية كل شيء ليدرك الأمر، الرجال يعبرون إليها، رغم المتاريس الضخمة القوية، جميعهم ينتظر دوره، يحتضن جسدا طيبا، يتبارك بنهدين من الفردوس، هي ما تزال تتأمل السماء، قد تدرك السماء وحدتها وجمالها العاري، فالجمال نقمة الحياة القبيحة، الصغار يتجمعون هم أيضا من حولها، تفتح ذراعين يتسعان للحي، والعالم يلفظها. عندما حاولتُ أن أغطي عريها، رجمتنا النسوة من النوافذ ببقايا الطعام، بينما السماء تبرق وترعد، وترجم الجميع، وأنا أبحث عن مكان أحتمي به، بينما جسدها العاري يتبخر ويختفي.