المطربة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي ليست مجرد مطربة بل نغم خالد في تاريخ الغناء العربي تمتلك قوة ممزوجة باحساس راق في الاداءلا تغني عبر حنجرتها بل تشعر وأنت تسمعها أن قلبها هوالذي يغني فملكت القلوب وسيطرت علي الآذان؛ عشقها الجمهور من المحيط للخليج؛ مهمومة بقضايا أمتها العربية؛ تتفاعل مع احداثها وتحزن لحزنها وتغني فرحا بانتصاراتها ونجاحاتها.. عندما ذهبت للقائها علي ضفاف النيل، وداخل مقر إقامتها بأحد الفنادق الشهيرة بادرتني قائلة: »نهر النيل يُغني لي، وتغمرني السعادة في رحلتي من بيروت إلي مصر، وأسعد عندما يقول لي أي شخص صباح الخير أومساء الخير».. هكذا بدأت السيدة ماجدة الرومي حديثها عن مصر وفرحتها بالتواجد في القاهرة لإحياء حفل غنائي بفندق الماسة كابيتال بالعاصمة الإدارية الجديدة عقب إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة »نور حياة» التي ينفذها صندوق »تحيا مصر».. »أخبار اليوم» التقت بسيدة الغناء في حوار من القلب للقلب تحدثت فيه عن كواليس حفلها أمام الرئيس السيسي وتفاصيل الحوار الذي دار بينهما وما الهدية الخاصة التي أهدتها لسيادته، إلي جانب حديثها عن الشأن اللبناني والعربي، وحفلها الأخير بالسعودية والذي وصفته بالأصعب خلال مشوارها الفني، بالإضافة إلي العديد من الأسرار والمفاجآت الخاصة التي كشفتها لنا حصريًا ولأول مرة من خلال هذا الحوار: لأنه أنقذنا من مصائر مجهولة أدعو للسيسي في كل صلاة وجه الرئيس يوحي بالصدق وهذه هديتي له داعش هددتني بالقتل مرتين الربيع العربي خراب ودمار أنا مصرية من شبرا.. وأعود لطفولتي مع أحفادي • في البداية حدثينا عن شعورك بالغناء أمام الرئيس السيسي؟ - قابلت الرئيس عبدالفتاح السيسي مرتين، وأحترمه كثيرًا لأنني عشت كل الحروب اللبنانية وأعرف خلفيات المؤامرات علي بلادنا العربية واستقلالها، ومصر من الدول التي تعرضت لخطر كبير ومخططات إرهابية إقليمية ودولية، وعندما تعرضت مصر لخطر كأن شريان قلبي تعرض للإصابة، لأن مصر هي عاصمة الفرح والعرس العربي بأجمعه؛ والرئيس »السيسي» جاء بإرادة المصريين بعد نزول الملايين في الشوارع وشعرت بأنني أريد مشاركة المصريون في هذا الحلم، بعد أن عانيت من ويلات الحرب اللبنانية، المصريين أعطوا للجميع درساً للحرية وبأنهم حراس مصر والأمة العربية ومن الظروف الصعبة التي مررنا بها والناس اللي فقدناهم. • وماذا عن كواليس اللقاء وسر مقابلتك له؟ - قلبي وصلاتي دائمًا كانا مع »السيسي» والله يأخذ بيده ويساعده فيما وضع فيه من مسئولية ليست فقط في حماية المصريين وأنما في حماية كل العرب، ويعوضنا خيرًا عن السنوات المظلمة في حياتنا التي خسرناها بسبب الحرب؛ هناك مؤامرات كبيرة علي مصر، والإعلام له دور توعوي في التحذير من خطورة الحروب الأهلية في المنطقة العربية، والله يحمي السيسي ويوسع مشاريعه ويحبب فيه كل الناس وياخد بيده لفتح المجال للجميع، فالإرهاب لا دين له ولا يفرق بين كبير وصغير؛ هدفهم الوحيد هوتشتيت العرب ونهب ممتلكاتهم وثروات بلادهم. وماذا أهديتي الرئيس خلال لقائك به؟ أهديته شجرة أرز من لبنان وقلت له أتمني أن تزرعها في حديقة القصر الرئاسي لكي تتذكر دائمًا أننا معك في كل مكان، وأني أهديتك أغلي شيء من لبنان، ونقلت له كل الخبرات التي عشتها من حرب لبنان وقولت له أنا تحت تصرفكم وأوامركم وبحب مصر مثل وطني لبنان. وما رأيك فيما يقال عليه »ثورات الربيع العربي»؟ - لا يوجد شيء اسمه »ربيع عربي» ولا »خريف عربي»، هوأشبه ما يوصف بالشتا القارص، وإذا وصف بالربيع العربي فأين إذًا الورد الذي ظهر نتيجة هذا الربيع غير الخراب والدمار الذي أحاط بأوطاننا. هذا ليس له علاقة بالربيع العربي، هذه مؤامرات ضد أوطاننا في اليمن وسورياوفلسطين وليبيا ومصر وتونس والعراق، صلاتي مع مصر ومع كل الدول وأفدي أوطاني العربية بروحي، ولوقالوا لي أن موتي سيخلص لبنان أوأي دولة من ويلات الحروب سأفعل ذلك، لأن سلام كل دولة عربية من سلامي الشخصي، ومتألمة من الذي حدث في أوطاننا والثروات التي ذهبت والأشخاص الذين فقدناهم في الحروب. وكيف ترين الأوضاع في مصر؟ - وضع مصر مختلف عن باقي الدول العربية، فهي جبهة الدفاع الأولي للوطن العربي، مصر لوحدث لها أي شيء لن نجد أي عربي علي وجه الأرض، وضميري وربنا يعلمان هذا. وهل للفن دور في محاربة الأفكار الظلامية؟ - بالفعل الفن يخدم الجميع باعتباره رسالة سلام وتوعية، وأنظر له حاليًا من منطلق شخص عاش حرب لبنان ولأني أحكي بصدق الذي حدث وهومؤلم حقيقي، وأفدي وطني وكل دولة عربية بفني، وما يحدث من سيناريوهات لهدم أوطاننا حاليًا هي جميعها سيناريوهات محروقة نعلمها جميعًا ونعلم خفاياها لأننا استوعبنا الدروس السابقة. لقد اتهموا العراق بأنها تمتلك الأسلحة الكيماوية والنووية وضحكوا علينا ودمروا العراق كذبًا، ولكن تعلمنا حاليًا من الدروس السابقة التي كانت تريد قتلنا. كيف رأيت تدشين أكبر كنيسة في الشرق الأوسط وأمامها تم تشييد أضخم مسجد؟ - لا استغرب هذا لأن هذا هوحال مصر، ومصر هي عنوان التسامح والتعايش السلمي بين المسلم والمسيحي، هذه ليست موضة جديدة نحن أطيب من كدة وبيوتنا كلها مسلمين ومسيحيين وليس جديداً علينا هذا الأمر. هل قمتِ بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة؟ - لم يحالفني الحظ حتي الآن في زيارتها، ولكن علي دراية تامة بضخامة وأهمية المشروع، وهناك مشاريع أخري غير العاصمة الإدارية الجديدة رأيتها، والله يبعد عن المصريين كل شر. وما التحضيرات التي لا يعرفها الجمهور عن حفلك في مصر أمام الرئيس »السيسي»؟ - حفلي هذا كان مختلفاً عن حفلاتي الأخري، لأن مصر هي جبهة الدفاع الأولي عن العالم العربي، و»السيسي» رئيس إنسان صادق ورأيته مرتين، وهذا الوجه يوحي لي الطيبة المصرية والصدق والصلاة، والله أعطاه القبول، ومصر عظمة التاريخ وعظمة شعب حققت المستحيل، ومصر هي عبور عام 1973، وانا واقفة علي المسرح أتحدث للرئيس كان كل هذا يدور في ذهني؛ بالفعل صليت كثيرًا لمصر، لأنني خسرت الكثير بالظلمة التي عايشتها في حروب لبنان، واليوم اشهد النور وأنا مع السيسي والتفاف الشعب حوله ومع توجهاته. وما الرسالة التي تريدين توصيلها للرئيس السيسي؟ - أحب الرئيس »السيسي» بشدة لأنه كان علي دراية تامة بالمؤامرات السياسية التي تحاك ضد مصر والمصريين بل والعالم العربي، ولا أستطيع أن أقول هذا الكلام أمامه حتي لا يتهمني أحد بمجاملته، ولكن في غيابه أستطيع أن أقول أن هناك مؤامرات وأن »السيسي» احتضن المصريين وحذرهم من الخطر الأكبر وهوخطر الفتنة الطائفية التي أكتوت لبنان بنيرانها ومازالت حتي الآن. وهل يوجد وجه مقارنة بين مشاركتك اليوم في هذا الحفل وإحيائك حفلا غنائيا بالسعودية منذ أسابيع لأول مرة أيضًا وصفته بأنه الأصعب؟ - بالفعل هوأصعب حفل في حياتي، والناس كانت مستغربة مما حدث، وحقا استقبلونا بتقدير واحترام كبير وأحاطونا بالحب وكانت هناك عاطفة رهيبة بشكر ربنا علي هذه المحبة، ويارب يحمي السعودية ويعطيها ويحقق أهدافها شعبًا وحكومة. سر ارتدائك فستاناً في حفل السعودية أرتديته من قبل في مهرجان الأرز.. وما الرسالة التي كنتِ تريدين توصيلها؟ - أنا لست عارضة أزياء، ولا يهمني أرتديته مرتين أو5 مرات، وليس هناك رسالة في الموضوع، والحكاية باختصار أن في حفل السعودية لم يبلغوني أن هناك تصويراً ولم أكن علي دراية بأن الحفل كبير بهذه الضخامة، ولم أكن اعرف أننا سنظهر علي الهواء. وما سر غنائك أغنية »مفترق الطرق» التي قدمتها من قبل في فيلمك »عودة الابن الضال» في حفلك بمصر؟ - الفيلم تحكي قصته فترة زمنية تاريخية هامة من حكم مصر، وهذه القصة عشتها في لبنان لعائلة تموت، بأن يقتل الأخ أخوه رغم أننا كنا يدًا واحدة ونذهب للمدارس في أتوبيس المدرسة الذي يضم جميع الأطياف وعندما أغني هذه الأغنية أتذكر ما حدث وأننا أصبحنا مثل »الإخوة الأعداء»، ولفترة طويلة لا استطيع غناءها علي المسرح، لأنها تهز مشاعري وتذكرني بمأسويات حرب لبنان وموت الأشخاص وقتلهم ومحاربة الأخوة لبعضهم لصالح مصالح أكبر لدول أخري. مؤخرًا قمتِ بمساندة راغب علامة بعد تهديده بالقتل علي الهواء من أحد النواب.. فلماذا كانت مساندتك له؟ - راغب فنان كبير ويتألم مثل كل لبناني والوضع بلبنان اليم وأشبه بالبركان والكل متوتر وهناك أصوات تقول أننا نساند رئيس الجمهورية اللبنانية ونحن كأفراد عسكر له، وظروفنا مستحيلة وصعبة لدرجة أننا نريد أن نقول للرئيس نحن تحت أمرك ونحن جنودك، ولكن طريقة النائب طريقة غير لائقة في التعبير، كان لابد أن يقول لراغب نريد أن نتضامن جميعًا حتي ننجو من البئر العميقة التي سقطنا فيها. ولماذا تحرصين دائما لمنع خلط الفن بالسياسة في حفلاتك؟ - ما يهمني هو وطني، ورأيي كمواطنة عربية لبنانية بأن ما يصيب مصر يصيب وطني الأكبر، ومن يموت في سوريا وغيرها من الدول يهز قلبي ويحزنني. ألم يزعجك تهديدك بالقتل أكثر من مرة علي أيدي بعض الجماعات الإرهابية ومنهم »داعش»؟ - »داعش» هددتني مرتين بالقتل، وبقلق لكن الموت قريب لينا كلبنانيين في أي وقت، وما رأته عيني في الحرب لا أتمني أن أشاهده مرة أخري، وأصبح الموت أمرا عاديا. وما الجوانب التي قمت بها لحماية نفسك من هذا الخطر؟ - أبلغت رئيس الجمهورية اللبنانية بالتهديدات التي تصلني، وهويعلم جيدًا بخطورتها، وكلف الجهات الأمنية بحمايتي ووضعوا لي حراسة خاصة أمام منزلي، ولكن ماذا تهم الحراسة أمام مشيئة الله؟ . حدثينا عن الجانب الآخر من حياة ماجدة الرومي الفني واهتمامها بفن كتابة الشعر؟ - الكثير لا يعلم أنني أكتب الشعر بجانب الغناء، وآخر قصيدة كتبتها كانت من 9 أعوام، وتقول أبياتها (ما جيت أصادق الدموع ولا دين الظلام.. جيت أهدي الدنيا شموع.. وأحب أروح بسلام) هذه الأبيات هي اختصار لتفكيري الشخصي في الدنيا، نفسي الظلمة تمر علي روحي لحظة، والإعلام مقصر في حق الناس، والبرامج السياسية الموجودة علي الساحة حاليًا لا تهتم بالناس ومشاكلهم، يحجبون عن الشعوب خطورة ما يحدث في الشرق الأوسط المفتت المقسم. تشاركين في مبادرات إنسانية لخدمة المجتمعات العربية.. فما الذي تتمنين تحقيقه من خلال تلك المبادرات؟ - أحلم بعودة المشردين في فلسطينوسورياًولبنان إلي أوطانهم وبلادهم وأن يعيشوا في ظروف جيدة، ويؤلمني أن العالم أصبح مقصر إنسانيا في حق الإنسان، وتجد الشر أكثر من الخير، وأصواتنا ومشاركاتنا للفت نظر للعالم لهؤلاء المشردين، ويصيبني أسي عندما أري أطفال بيروت في »مقالب الزبالة» . حدثينا عن ذكريات الفنان الراحل أحمد زكي معك وكيف بدأت صداقتكما معًا؟ - أحمد زكي ليس هوالشخص الذي يمكن أن ننساه أبدًا لأنه عبقرية فنية عالمية رغم أنه لم يتواجد خارج حدود مصر، هومن أهم الأشخاص الذين تركوا علامة في عالم التمثيل، وعرفته في الفترة الأخيرة في مرضه وقمت بزيارته مع شقيقي، وقبل عامين من مرضه عرض عليا المشاركة في فيلمه وقالي أنا بعمل فيلم كل يوم لكن أنتي بتعملي فيلم واحد في حياتك ولازم تكوني مبسوطة من السيناريو، المهم زرناه وكنت أسأل عنه طول الوقت. وماذا قال لكِ خلال تواجده في مستشفي »دار الفؤاد» قبل رحيله؟ - مبتسمة، قال لي »أنت ملكة». وما الصوت الذي تحبين الاستماع له ومتابعة أغانية سواء في مصر أو لبنان؟ - نفس الأصوات التي يعشقها المصريون مثل »العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ في أغان معينة، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وليلي مراد وهوالصوت القريب لقلبي وأعتبره توأم روحي، أما في الجيل الحالي أحب اسمع الأصوات الحلوة الموجودة في مصر ولبنان. شهدت السعودية مؤخرًا مجسماً للسيدة أم كلثوم علي المسرح بتقنية الهولوجرام.. كيف تقيمين هذا؟ - الجمهور دائما ما يحن للذكريات الجميلة والأغاني التراثية الرائعة، وأم كلثوم هرم من أهرامات الفن العربي، وأنا في الحقيقة لم أشاهد ما حدث ولكنهم أخبروني بما شاهدوه، والسعودية لديهم استعدادات رائعة لاستعادة أغاني الزمن الجميل، ويسيرون بخطوات جبارة للحفاظ علي الفنون والثقافة، وشيء كبير ومبهورة بعملهم حقًا كيف تعيش السيدة ماجدة الرومي يومها في المنزل؟ - استيقظ في تمام الساعة 5.30 صباحاً، عكس ما يعيش نجوم الفن الذين يستيقظون عقب الظهر، ثم أصلي صلاتي لمدة ساعة ونص بمفردي مع الله، ثم أمارس بعض الرياضة مع اليوجا، وأصفي ذهني واحضر صوتي وأحرر نفسي لبعد الظهر لاستكمال حياتي الشخصية. وعندما أتواجد في مصر أصبح لي عالم صغير فيها بالذهاب إلي كنيسة معروفة للكاثوليك في الزمالك، وأعمل فوكاليز لحالي، وإلهام شاهين ويسرا وكارول سماحة هن أصدقائي المقربين في مصر وبتغدي معهن دائمًا ؛ ونفس الشيء في لبنان أمارس الرياضة واليوجا وتمارين الفوكاليز، ولا أحب السهر لأنني أعيش بمفردي وليس لي علاقات وجوالسهر مش من اهتماماتي، أنا أعيش حالة تصوف كبيرة في شخصيتي وبحب أطلع شمال لبنان تحت جبال الأرز هذا الجو هو ما يستهويني، واقرأ لمحللين سياسيين في فرنسا وأتابع فكر عدد محدود من الشخصيات السياسية المرموقة وبفهم منهم كل شيء عن السياسة. ومن 5 أعوام تحديدًا أصبحت ملمة بشكل كبير لما يدور في عالم السياسة، ومن أهم الأشخاص الذين أتابعهم في الفكر هوالشيخ حسين عمران، وميشيل كولون وآلان صورال في فرنسا، واقرأ لهم، بالإضافة إلي قراءة الشعر. حدثينا عن أحفادك، وكيف تتعاملين معهم في المنزل؟ - ضاحكة بسعادة غامرة،، لدي حفيدين الأول 5 سنوات والآخر 3 سنوات؛ هما ثمرة حياتي ونلعب معًا طوال اليوم، وحاليًا نجهز لقضاء إجازة في فرنسا، وهما بالنسبة لي أحلي شيء في الدنيا، ومعهما أشعر بأنني لدي 5 سنوات وأتذكر الماضي الجميل الذي عشته في طفولتي معهما. أخيرًا،، رسالتك لجمهورك المصري من خلال »أخبار اليوم»؟ - المصريون ليسوا علي دراية كافية بأني مصرية أبًا عن جد؛ فأمي كانت دائمًا تحكي لي ذكريات عائلتها في مصر وأننا من منطقة شبرا وروض الفرج، وأن جدتي لأمي وتدعي »وردة يوسف حبيب» تزوجت مصريا، ووالدتها هي »صوفي شفتشي» من عائلة شديدة الالتصاق بالتقاليد المصرية تعمل بمجال الذهب، وأنا بالتعاون مع ابن خالتي الذي يعيش حاليًا في كندا اسمه »نبيل فرنسيس شفتشي» قررنا نستكشف بيوتنا في مصر مرة أخري بمنطقة شبرا وروض الفرج. وماذا عن تفاصيل أصولك المصرية وكيف ذهبت أسرتك إلي لبنان؟ - الحكاية بدأت عندما كان جدي يعمل خياط رجالي وفي عام 1920 كان هناك إضراب لليهود في فلسطين فاخذوا خياطين معهم إلي هناك وذهب معهم جدي، وبعد فترة عاد جدي وجدتي وأخوالي الاثنين علي مصر واشتغلوا في قناة السويس وعاشوا في بورسعيد وبورفؤاد في الحي الإفرنجي هناك، وكانت أمي تحكي لي أنها كانت تذهب لهم ب »العبّارة»، بعدها بفترة والدي تزوج أمي في كنيسة الكاثوليك في بورسعيد، وأخذها والدي إلي لبنان للمشاركة في تأسيس الإذاعة اللبنانية عام 1950، وكانت أمي تبكي طوال سفرها إلي لبنان للدرجة التي جعلت قبطان السفينة يتحدث معها ليعرف سبب بكائها فقالت له أنها كانت تفضل العيش في مصر وأنها سافرت مع زوجها إلي لبنان مرغمة بعض الشيء، وهوالأمر الذي جعل القبطان يضحك معها ويقول لها »طلقيه وارجعي لمصر». وماذا يشغل بالك حاليًا لتوثيق أصولك المصرية هذه؟ - حاليًا أسعي جديًا للبحث عن تاريخي في مصر؛ فأنا أبًا عن جد مصرية، وقريبًا سنبحث عن تاريخ عائلتنا بباسبور خالتي التي كانت تعمل بالصليب الأحمر لكشف أصول عائلتنا في مصر.