أفضل وأدق طبعة لديوان شعري من تحقيق د.الحوفي موقف فيروز وإبنها فاق كل مانعرفه في معجم العناد والتعالي رياض السُّنباطي المُلحِّنُ الذي قالَ:لا في مقاله الشيّق عن الراحلِ العظيم الأستاذ مصطفي أمين ، أورد الكاتب محمد رجب ما قاله مصطفي أمين عن مارد النغم الموسيقار الكبير رياض السنباطي ، وقد أضاف معلومة جديدة إلي رصيدي في عملي في حقل أمّ كلثوم وشعرائها وملحنيها الذي بدأته قبل خمسة وعشرين عامًا بالصحافةِ ثم الإذاعة والتليفزيون ، ولي عنهم كتاباتٌ ودراساتٌ مطوّلة وأكثر من ألفي ساعة بمكتبتي الإذاعة والتليفزيون ، كما أصدرتُ كتابًا كاملا عن أحد شعرائها وهو الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد في ذكراه الثانية قبل أربعة عشر عامًا ، وكان من المأمول أن أتمكن من إصدار كتابي الضخم ثلاثة آلاف وخمسمائة صفحة وعنوانه : ز أمّ كُلثوم عصرٌ من الشعراء ... إبحارٌ في جماليّاتِ النصّ في معرض الكتاب المقبل لولا أن ألمّ بي مرضُ الكبد منذ خمسة أشهر وأحتاج إلي فترة طويلة من الراحة وعدم الإجهاد في سبيل مواصلة العلاج ، وبذلك أخرجُ تماما من دائرة التفكير والتركيز وما يستوجبه التوثيق اللازم في عملٍ ضخمٍ كهذا ، والذي بدأته منذ خمسة عشر عامًا . المعلومة التي أضافها لنا الأستاذ مصطفي أمين هي كونه ضمن فريق اختيار أبيات قصيدة »سلوا قلبي« المغنّاة ، وهذا لم يرد علي لسان أحد من قبل ، وكلنا نعرف مدي العلاقة بين كوكب الشرق وفارس الصحافة العظيم ، ويكفي أن نشير إلي أنّ كثيرين قالوا إنها كانت تقصده ، أو تتحدّثُ بلسانه في مواجهة عبد الناصر ، عندما صدحت في قصيدة »الأطلال « ( غنتها للمرة الأولي في أبريل 1966 ) بالبيت الذي يقول : أعْطِني حرّيتي أطْلِقْ يديَّا إنني أعطيتُ ما استبقيتُ شيَّا وهو تأويلٌ مرفوضٌ من وجهة نظري ، فعبد الناصر كان كلّ شيء في حياة أمّ كُلثوم ، وما كان ضميرها يسمح لها بأن تصرخ في وجهه هذه الصرخة ولو من أجل أبيها . أمّا الملاحظة ، المؤلمة ، فتدور حول ألحان السنباطي العظيم للسيّدة فيروز التي تصر بعناد غيرِ مُبرّر علي عدم الإفراج عنها ( إلي لحظة كتابة هذا التعقيب ) ، وجاء بالمقال أنهما لحنان وجاء بختام الفقرة : »... والغريب أن فيروز احتفظت باللحنين ولم تسجلهماس لأبادر فأقول : بل ثلاثة ألحان ،، وسجّلتها في بيروت في حضوره قبيل رحيله في سبتمبر ألف وتسعمائة وواحد وثمانين ، والألحان الثلاثة لديَّ علي العود ، كما أنني طرفٌ في القضية بصفتي مسئولا فنيًّا عن أعمال الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد ، ومنذ رحيله تمرّ أعماله من خلالي ( عدا الشقّ المالي فلا دخل لي فيه ) ، وهو صاحب قصيدة من الألحان الثلاثة السنباطي وهي قصيدة ز آهِ لو تدري بحالي ز أما القصيدتان الأخريان فللشاعر اللبناني الفذّ جوزف حرب ( جوزف وليس جوزيف ) ، وهو من أقرب الشعراء إلي قلبي ولا يزور القاهرة إلا ورافقته حتي آخر لحظة ، وهو الذي أخبرني ( في تسجيل طويل معه إذ وعدته بعمل كتاب نقديٍّ حول تجربته الشعرية الفريدة ) وأكد لي أنه حضر تسجيل قصيدتيه » أمشي إليكَ ، و »بيني وبينَك خمرةٌ وأغانِ ، وزاد علي ذلك أن فيروز من شدة حرصها سجلت الأعمال في ستديوين مختلفين لتختار الأفضل من حيث » الكواليتي « كما يقولون ، وقال إنه لم يحضر تسجيل قصيدة الأستاذ عبد الوهاب محمد ، وبناءً علي هذا التأكيد منه أوقفنا مشروع غنائها بصوتٍ مصريّ ، إذ كنتُ قد سلّمت السيدة إيناس جوهر عندما كانت رئيسا للإذاعة المصرية نسخة من القصيدة علي العود بصوت السنباطي مصحوبة بنسخة خطيّة ( بخطّي ) واضحة ومُدققة لغويًّا ، واقترحت ثلاثة أسماء لمطربات يجدن غناء الفصحي ، لكنها اقترحت صوتا من الأصوات التي تتبنّاها الإذاعة ، إلا أنّني كلّمت السيدة خديجة النصيري ( أو ماما خديجة كما تحب أن أناديها ) أرملة الشاعر الكبير ، وأخبرتها بما قاله لي الشاعر الكبير جوزف حرب ، فقالت : » لا يمكن أن نجرح فيروز من أجل لحن مهما يكن الثمن « ولم تظهر القصيدة إلي النور إلي الآن ، لا بصوتٍ مصريٍّ ولا غيرِ مصريّ ، وكان أحمد السنباطي يرحمه الله قد عاني الأمرّين مع فيروز وابنها زياد علي مدار خمسٍ وعشرين سنة ولم يعيراه اهتماما ، فتبنّي مطربة لبنانية اسمها سمر كمّوج وكاد يعطيها الألحان الثلاثة ، إلا أنني عندما شاهدتها معه في لقاء مباشر علي قناة » الجزيرة « وجدتها لا تجيد غناء الفصحي ، وصوتها أضعف من أن يحمل ثلاثة ألحان ثقيلة لرياض السنباطي ، خصوصا » أمشي إليك « التي تحتاج إلي عبقرية لا تقل عن أمّ كلثوم ، كما أرسل لي شاعر وقاص من عائلة السنباطي قصيدة رائعة علي وزن »بيني وبينك « ورويِّها قافيتها لنأتي بمن تغنيها علي اللحن ، لكنني استحييتُ أن نفعلَ ذلك مهما يكن الثمن ، وبالرغم من ذلك زُجّ بي في مشكلة فيروز مع أولاد منصور الرحباني ، وأضيفت إلي رأيي كلماتٌ حارقة ، ضايقتني ، غير أنني لم أتبرّأ منها ، فموقف فيروز وولدها فاق كلّ ما أعرفه في مُعجمِ العنادِ والتسلّطِ والتعالي، وكنت أحملُ بارقةً من أمل إذ أخبرتني إحدي صديقات فيروز المقرّبات ونحن نشارك معًا في إحدي لجان التحكيم بمهرجان الإعلام العربي بالقاهرة ( ديسمبر 2010 ) أنها تستعد لإصدار هذه الألحان في ألبوم قريبًا ، ويبدو أنّ قريبًا » هذه تعادلُ الدّهرَ « في عُرفِ فيروز وولدها زياد .حول »ديوان شوقي« وهنا الملاحظة الأخري المتعلّقة بأحزان الدكتور مصطفي الرفاعي وصديقة الدكتور مصطفي رجب ، وكلّ مريدي شاعرنا العظيم أحمد شوقي ، وأنا إن لم أكن أولهم ، فلن أنزل عن الرقم 5 ، أمّا »ديوان شوقي « الذي أعنيه والذي أقتنيه وأعمل من خلاله ، وأهدي نسخًا منه إلي أعز الأصدقاء بمصر وخارجها فهو من توثيق وتبويب وشرح وتعقيب الأستاذ الدكتور أحمد محمد الحوفي ، وهو من إصدار »نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع بالفجالة « وصدرت طبعته الأولي في العام ألف وتسعمائة وثمانين (والدكتور مصطفي رجب لم يشر في مقاله إلي تاريخ إصدار شوقيات الدكتور مصطفي الرفاعي ) . »ديوان شوقي « نهضة مصر ، جاء ب » دبّة النملة « في شعر شوقي ، وقد راجعت فيه كل مصادر القلق لدي الدكتورين مصطفي ، الرفاعي ورجب ، فوجدت الدكتور الحوفي يأتي بأبيات تزيد علي العدد المذكور في مقال الدكتور رجب ، وفوق ذلك قصائد أخري مطوّلة وعلي رأسها ثلاثية شوقي في هجاء الزعيم أحمد عرابي، ولولا قسوة ما أنا فيه لأَفضتُ وجئت بالأمثلة ، لكن أستاذنا الدكتور مصطفي رجب يثق في قلمي ثقته في نفسه، وأعده بنسخة من الديوان ( في جزءين ، الأول في ستمائة وخمسين صفحة، والآخر في سبعمائة وثلاثين ، والعمل لا يُقاس بعدد الصفحات ولكن بما تحمله )، كما أنّ الدكتور الحوفي لم يترك مقالا لقائل من حيث التبويب والشرح والتعقيب، وقبل ذلك تلك المقدمة التي افترشت خمسًا وثلاثين صفحة، فيها كلّ ما يطمح إليه الباحث والدارس، وكل ما يحلم به مَن ينتمي إلي شوقي، أقول هذا لطمأنة أحبابي الغيورين علي تراثنا وزعيمنا الخالد أحمد شوقي، كما أُضيفُ إليكم ضوءًا آخر .. الأعمال الكاملة لشوقي ستصدر قريبا من خلال السلسلة الرشيقة » أدباء القرن العشرين «( هيئة الكتاب) التي كان لي شرف المشاركة فيها بالعمل في »الأعمال الكاملة « للشاعر الكبير إبراهيم ناجي ، واتخذتُ فيها من الدكتور الحوفي مثلا أعلي ، فصوّبت كلّ أخطاء الطبعات السابقة ، وقمتُ بوضع علامات الشكلِ حرفًا حرفًا ، وأضفت فضيحةً جديدة في سلسلة فضائح »لأعمال الكاملة « لناجي إذ وفّقني الله إلي اكتشاف خطأ فاضح وقع فيه كلّ نقاد ناجي ودارسيه في ديوانه الشرعي الأخير» الطائر الجريح « وهو قصيدة » في ظلال الصمت « التي احتفوا بها أيّما احتفاء ،ويشاء القدر أن أجدها مجموعة من غبار أبيات مطوّلته الرائعة» الخريف « التي صدرت في ديوانه الثاني »ليالي القاهرة « ولأنّ الله أمرَ بالستر فقد تستّرت الهيئة علي الفضيحة ولم تهتم باكتشافي هذا ، فبلعتُ غيظي وغضضتُ بصري حتي عن مجرّد السؤال عن مكافأتي عن الدواوين الثلاثة التي كتبتها حرفًا حرفًا بالشكل والتدقيق والشرح بالإضافة إلي مقدمة كلّ ديوان فيما يشبه الدراسة المبسّطة التي تناسب القارئ العام لا المتخصص ( والدواوين الثلاثة نفدِت بسرعة البرق ، وسأعيدُ طباعتها علي نفقتي الخاصة في مجلّد واحد ). ولأنَّ الألمَ بالألمِ يُذكَر .. فقد وعدتُ الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة الآن والبريء من كل ما سبق فالأعمال صدرت في عامي 2008 ، 2009 ) بأن أعطيه حق إصدار الطبعة الأولي من كتابي عن أسطورة أمّ كلثوم وشعرائها وملحّنيها ، لكنني مقبلٌ علي مقاضاة »دار الأوبرا « لانتهاكها حقوق الملكية الفكرية وإصدارها حفل إنشاد ديني من أشعاري ( من حفلات مهرجان الموسيقي العربية 2005 ) علي اسطوانة مُدمجة دون استئذاني أو إعطائي مليما واحدا ، لا عن الحفل يومها ، ولا عن الاسطوانة التي تباع الآن بدار الأوبرا وتوابعها ، وفوق ذلك أخطأوا في كتابة اسمي علي الغلاف إذ أضافوا معي صديقي سامي الحفناوي ( الملحن ) وجعلوه شريكا في تأليف الأشعار ، وقد كتبت مذكرة للسيدة رئيسة الأوبرا وسلمتها بيدي في اليوم الأخير من مايو الماضي ، لكنني دخلت في دوامة الانهيار الصحي الناتج عن تليّف الكبد التي أنهكتني تماما ، والأوراق الآن تحت يد أستاذ كبير بكلية الحقوق متخصص في قضايا حقوق الملكية بانتظار إفاقتي وقدرتي علي التحرّك ، و.... لن أتراجع ، لا من أجل التعويض ، ولكن لتنبيه هؤلاء كيف يتعاملون مع المبدعين الشرفاء الذين يعملون في صمت ، وما داموا يكرهون الأدب والتعاملَ بلياقةٍ واحترامٍ ويعتبرون ذلكَ ضَعفًا ، إذًا .. فليكن الضجيج !