المصريون البناءون العظام يتحدون أنفسهم، والمستقبل المشرق أصبح قيد أنملة بين أصابعهم، والإرهاب الأسود سيظل يراوغ ويحاول اغتيال المستقبل والأمل. ولكن قدرة وعظمة المصري العتيد ستظل تبني وتشيد، وترفع الهامات إلي عنان السماء، وسيبقي المسجد والكنيسة رمز الأمة وعنوانها إلي المحبة والسلام والمجد، إنها مصر المحروسة تقدم للعالم عناوينها إلي الغد. وفي مدينتي المعشوقة بورسعيد عندما يعلو صوت الأذان من المساجد وتصدح أجراس الكنائس وصافرات السفن العابرة ذهابا وإيابا لقناة السويس أتأكد أننا في عيد ومناسبة جميلة، وهذه الطقوس تمتد من بورسعيد إلي الإسماعيلية وحتي بور توفيق الجميلة عاصمة السويس المناضلة، وانطلاق صوت المؤذن لصلاة العشاء من مسجد الفتاح العليم ويتلوه أجراس وترانيم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام من كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الجديدة لمصر عند الكيلو 60، وفي المنتصف بين القاهرةوالسويس كان إيذانا بميلاد زمن جديد يحسب في دفاتر البناء المصري العظيم، وإضافة لتاريخ المعمار المصري الجميل منذ زمن الفراعنة وتاريخ عماراتهم شاهد عليهم، وحتي سدنا العالي وأنفاقنا العملاقة علي ضفتي القناة وصولا إلي العاصمة الجديدة عبر شبكة الطرق الجبارة في زمن لم يكمل السنوات الخمس في عيون كل أعداء الوطن. إنها لحظات جميلة في عمر المحروسة عندما تتجه أعين المصريين إلي البناء وإلي بيوت الله الجديدة ومفخرة مصر بين العالم بينما أيادي الشر تسعي لتعكير صفو ومزاج أهل مصر، ولكن المحروسة دائما وأبداً ستظل وأبناؤها من المسلمين والمسيحيين درع الأمة وحائط الصد لكل أعمال الخراب والتدمير، وسيبقي شهداء الوطن عنوان التضحية والفداء لمصر الجديدة بإذن الله، وسيكمل المصريون مسيرة البناء والعطاء من أجل مستقبل أولادنا وأحفادنا، إنها المحروسة بإذن الله وسنبقي جميعاً نصلي الجمعة في الجامع وندعوه في مدارس الأحد ليتقبل منا ويحرسها من الشر والأشرار وتحيا مصر.