بالرغم من كثرة الآمال التي نتطلع إليها في العام الجديد،..، إلا إننا ندرك أن سقف التوقعات والطموحات لدي جميع المواطنين أصبح أكثر ارتفاعاً. في كل عام.. ومع نهاية كل سنة وبداية سنة جديدة عادة ما ينتابنا نحن البشر فيض من المشاعر المتناقضة والأحاسيس المختلطة والأماني المتنوعة والآمال المتعددة،..، نحاول بها ومعها ان نعزي أنفسنا علي ما أصابنا من سوءات أو مكاره في عامنا المنصرم، ونحاول معها وبها في ذات الوقت أن نمني النفس بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله. وفي هذا العام الذي بدأنا الخطو فيه بالفعل وقطعنا فيه عدة خطوات قليلة لم تزد عن بضعة أيام فقط، حاولنا ومازلنا نحاول التمسك بتلابيب الأمل والتعلق بأبواب الرجاء بأن يكون القادم اخف وطأة وأكثر بشرا من أخيه الذي فارقنا وفارقناه بالفعل منذ ثمانية أيام لا أكثر. آمال وتمنيات ودون مبالغة.. لا أحد يملك -ونحن مازلنا مع بدايات العام الجديد، بعد أن ودعنا عام 2018 بالفعل، بكل ما احتواه من وقائع وأحداث اختلطت فيها المشاعر والأحاسيس والانفعالات- إلا أن نقول مع القائلين.. اننا ودعنا العام الماضي بكل خيره وشره، وحلوه ومره، وأسلمناه إلي ذمة التاريخ بكل ما فيه من أحداث ووقائع ليحكم هو عليها ويدخلها في المكان الذي يختاره لها. كما أننا رحبنا بالعام الجديد في ذات لحظة وداعنا لأخيه الذي رحل، وفعلنا ما يفعله الناس جميعا في ترحيبهم بالجديد، وتمنينا مثلما يتمنون بأن يكون أكثر اشراقا وأقل سوءا بالنسبة لنا ولكل الناس في مصر وجميع البلاد والشعوب في الدنيا كلها. وإذا ما تأملنا في هذا الذي نفعله ويفعله غيرنا في كل عام، نجد أن الأمل في بدايات جديدة تكون أكثر سعادة وأقل حزنا، هو الدافع وراء تلك العادة، ولعله أيضا أمل الخلاص من أعباء قائمة، ومشاكل حالة فرضت نفسها وألقت بثقلها علي كاهل البشر طوال عام كامل، هو السر وراء الترحيب بطي صفحة كانت قائمة وفتح صفحة جديدة، مازلنا في بدايتها. ورغم ترحيبنا مع المرحبين بوداع العام الماضي، وبالرغم من الأمل الذي نتطلع إليه في العام الجديد، بأن يكون أخف وطأة وأقل ثقلا في أحداثه ووقائعه عن سابقه،..، إلا أن لدينا العديد من الأمنيات للعام الجديد، تتوافق في مجملها مع ما يعتمل في عقول وقلوب عامة الناس وخاصتهم من المصريين، وتعبر في حقيقتها عن تطلعاتهم وطموحاتهم في العام الجديد، الذي بدأنا في العيش فيه الآن بالفعل. ومن الطبيعي أن يكون في مقدمة ذلك ما يتمناه الكل، بأن يكون وطننا أكثر أمنا واستقرارا، وأن يكون الأهل والأصدقاء أفضل حالا وأهدأ بالا، وأكثر اقترابا من تحقيق طموحاتهم وبلوغ أهدافهم. انجازات ومشروعات وإذا كانت تلك هي عموم الأمنيات لكل الناس في وطننا، فإننا لابد أن نضيف إليها في صراحة ووضوح، أن كل المواطنين يتمنون دون مبالغة أن يكون العام الجديد، هو عام المزيد من الانجازات والمشروعات القومية الضخمة في كل مجال من مجالات التنمية، وان تقوم الحكومة بالتنفيذ الدقيق للتكليفات التي كلفهم بها الرئيس، والتي تشمل رفع معدلات التنمية، وخلق المجال المواتي لتشجيع الاستثمار، وفتح الباب واسعا أمام التطوير والتحديث في كافة المجالات، وزيادة فرص العمل والحد من نسبة البطالة، وزيادة الاستثمار في المجال الصناعي، والتركيز علي إعلاء قيمة وجودة المنتج المصري، بحيث تصبح مصر دولة مصدرة وليست مستوردة. وأن يتم السيطرة علي الأسعار بزيادة الانتاج وتفعيل الرقابة والحد من استغلال التجار الجشعين لضعف الرقابة علي الأسواق،..، هذا فضلا عن وقف التعديات علي الأراضي الزراعية ومحاربة الفساد والمفسدين في كل مكان وكل موقع،..، وأن نستطيع بالفعل تحقيق نقلة واضحة في جودة وإصلاح التعليم، وتوسيع دائرة العدالة الاجتماعية، ومد مظلة التأمين الصحي لجميع المصريين، والقضاء التام علي فيروس »سي»، والنجاح التام لحملة الكشف عن الأمراض غير السارية. كما نتمني التنفيذ الدقيق والشامل للمبادرة الإنسانية التي أطلقها الرئيس مع بدايات هذا العام، والتي يدعو فيها كل المؤسسات والهيئات الرسمية والشعبية، في الحكومة والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية، للسعي الجاد لتوفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجا. وان تكون هذه المؤسسات والهيئات الرسمية والشعبية علي قدر ثقة الرئيس فيها، وأن تقوم بالفعل بوضع الخطط والبرامج الكفيلة بدعم ومساندة أهلنا من الفئات الأكثر ضعفا، والأكثر حاجة إلي الرعاية والاهتمام، وأن تقدم هذه المؤسسات وتلك الهيئات ما تحتاجه هذه الفئات من الخدمات الصحية والتعليمية وأيضا في مجالات السكن والكساءوالغذاء، بما يكفل لهم سبل الحياة الكريمة علي قدر الامكان. وأمنيتنا الكبيرة أن يتحقق في هذا العام التكافل والتعاون الشامل بين أبناء مصر جميعهم، حتي تستطيع النهوض بالدولة والشعب معا، والانتصار في معركتنا للتنمية والبناء ومواجهتنا الحاسمة لفلول الظلام وقوي الشر والإرهاب. الطموحات والتوقعات وفي هذا الشأن أقول لكم بشفافية وصراحة تامة، بأن عموم المواطنين وأنا معهم ندرك أن هذه التكليفات وتلك الأماني تحتاج إلي أكثر من عام واحد للوفاء بها، ولكن الناس تدرك في ذات الوقت أن الحكومة تحت قيادة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي لن تخيب رجاء الرئيس السيسي فيهم وسيسعون بكل الجدية لتنفيذ تكليفات الرئيس علي أحسن وجه وبأقصي دقة وفي أقل وقت ممكن. وفي هذا علينا أن ندرك أن سقف التوقعات والطموحات أصبح مرتفعا عند جميع المواطنين في مصرنا، وهذا حقهم،..، وهذا أيضا طبيعي بعد أن رأوا وعايشوا حجم الانجاز الكبير، الذي تم ويتم خلال الأعوام الأربعة الماضية وفي كل يوم وكل لحظة. موجات البرد أصبح لافتا للانتباه بقوة وأيضا مثيرا للقلق وعدم الراحة لعموم الناس وخاصتهم، تلك الموجات المتتابعة والمتكررة من البرد الشديد والقارص التي هلت علينا مع بدايات يناير الحالي وفور حلول العام الجديد،..، وما أصابتنا به من تجمد في الأطراف والتهاب في الشعب الهوائية واحتقان في الأنف وضيق في الصدر وذكام في الأنف وألم في العظام ووهن في الجسم. وفي الواقع فإن هذه الموجات المتوالية من البرودة غير المألوفة، وغير المحتملة أيضا، تمثل لنا ضيفا ثقيلا ومفاجأة غير سارة ومتغيرات غير مرحب بها من الكثيرين أن لم يكن من الكل. والمؤكد ان هذه الموجات القارصة من البرد أصبحت بالفعل مثار تساؤل منا ومن غيرنا عما إذا كانت واقعا سيفرض نفسه علينا في هذا العام والأعوام القادمة، »إذا كان في العمر بقية»، بوصفها مؤشرا دالا ومؤكدا علي تغير المناخ في مصرنا المحروسة، الذي أصبح بالفعل مائلا للتطرف بدلا من الاعتدال الذي كان سمة أساسية له منذ سنوات وسنوات،..، أم انه مجرد متغير طارئ وسيعود كما كان. واحسب أن هذا التساؤل أصبح جديرا بأن يوضع موضع الاعتبار، وأن يخضع للبحث الجاد والعلمي من كافة المختصين في مصر، وأن تعكف مراكز البحث المتخصصة في دراسات وبحوث الطقس والمناخ عندنا، علي فحص ودراسة هذه الظواهر اللافتة للانتباه والمستوجبة للاهتمام والدراسة، في ظل المتغيرات المناخية التي طرأت علي الكرة الأرضية بصفة عامة خلال الآونة الأخيرة،..، وعلي منطقتنا بصفة خاصة في الشرق الأوسط وجنوب البحر المتوسط، وعلي مصر ومنطقة وادي النيل بالذات. واعتقد ان تلك الدراسة أصبحت ضرورة لابد منها وواجبا ملزما لجميع مراكز البحث عندنا، سواء في الجامعات أو هيئة الأرصاد الجوية، أو وزارتي الري والزراعة وغيرهما، نظرا لارتباط هذه المتغيرات المناخية بكمية الأمطار، والتأثير المؤكد لموجات البرد القارص أو الحر الشديد علي كافة النباتات والانتاج الزراعي بصفة عامة. رؤية العلماء وفي هذا الخصوص يجب الالتفات بجدية تامة إلي الدراسات الكثيرة والمتعددة التي خرجت إلي النور خلال السنوات الماضية للعلماء والخبراء العالميين والمراكز البحثية في البيئة وشئون المناخ والمتغيرات الجوية، والتي يتحدثون فيها باسهاب وتفصيل عما يجري في العالم من متغيرات مناخية. ولعلنا لاحظنا ان موجات البرد القارص التي نتعرض لها هذه الأيام، قد أتت في أعقاب موجات من الحر اللافح تعرضنا لها في الصيف الماضي، بما يشير إلي متغير حقيقي لابد من التنبه إليه. ولكن.. بالرغم مما نعانيه نحن في ظل الموجة قارصة البرودة، علينا أن نحمد الله كثيرا، لأننا افضل حالا من بلاد كثيرة حولنا، سواء في شمال ووسط وجنوب اوربا ، تواجه الآن عواصف ثلجية شديدة الوطأة ورياحا عاتية قاسية البرودة، امتد تأثيرها العاصف والثلجي الي لبنان وسوريا والاردن وفلسطين ،...، ووصل البعض منها إلينا.