مع احتفال الأمة الإسلامية بذكري مولد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. فاننا نتذكر المعاني العظيمة التي حفلت بها رسالة الاسلام المليئة بالمثل العليا والتي بشر بها الرسول إيذانا ببزوغ فجر جديد يخرج البشرية من غياهب الظلم والجهل إلي رحابة النور ويحررهم من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد.. لقد جاء نبينا رحمة للعالمين بعد ان انتشر الفساد وطغي الظلم فانتهكت القيم والأخلاق وانتشرت الفتن وساد الخوف والإرهاب والربا والاستغلال.. فكان مولده بداية لعهد جديد وبشري اعادت للإنسانية كرامتها.. ان انتشار الاسلام في كافة اصقاع الأرض وتعداد المسلمين الذي تجاوز 2 مليار مسلم لم يكن لولا رحمة هذا الدين وسماحته ووسطيته وانحيازه للعقل والحوار »وجادلهم بالتي هي احسن».. وبعده المطلق عن التشدد والتعنت والغلو »قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء».. »لكم دينكم ولي دين».. يأتي مولد الرسول الكريم ليذكر الامة الإسلامية بضرورة العودة إلي كتاب الله.. والعمل علي وحدة الصف.. واجتثاث الارهاب.. والانقسام والتشرذم.. لتعود كما ارادها الله سبحانه وتعالي »خير أمة اخرجت للناس».. فتعيد هيبتها وتحمي أوطانها من اطماع الأعداء.. وتتصدي للمتربصين بالإسلام الذين شوهوا صورته وسمعته ونعتوه بأوصاف هو منها براء.. فالإسلام يدين العنف والتطرف ويدعو إلي الموعظة الحسنة والحوار بالكلمة الطيبة.. والي الجهاد والاستبسال لتحرير الارض من الارهاب الغاشم وهو ما تنتهجه مصر بقيادتها الحكيمة.. مدافعة عن ترابها وابنائها »بما يعرف بالعملية الشاملة في سيناء». مما اكسبها احترام العالم اجمع!..