د. حسن عماد مكاوي أثارت سلسلة مقالات الروبوت الآلي، نعمة أم نقمة، العديد من ردود الأفعال الإيجابية من جانب الخبراء والمثقفين، ونظرا لضيق المساحة اخترت ثلاثة تعقيبات من بين عشرات الرسائل والاتصالات، حيث تحذر الإعلامية هبة حمزة من خطورة التقدم التكنولوجي المتسارع في مجال الروبوت المحاكي للبشر، وتتوقف عند تصريح الروبوت الشهير " صوفيا" في أحد المؤتمرات أنها تريد القضاء علي البشر،. هوتصريح لم يمله عليها أحد، وإنما نبع من داخل نظام عملها المعقد، وهوما ينطوي علي رسالة تحذير من خطورة تلك التقنيات. ومن جانبه، يري الخبير الاقتصادي المهندس مصطفي النجاري وفقا لدراسة جديدة للمنتدي الاقتصادي العالمي أن الماكينات سوف تستحوذ علي نصف الوظائف خلال أقل من ثماني سنوات، حيث ذكر التقرير أنه بحلول عام 2025ستقوم الماكينات بتنفيذ نحو52% من الأعمال التي يقوم بها البشر حاليا. وفي رسالة من خبير المعلومات الدولي الدكتور علي فهمي عميد كلية الحاسبات والمعلومات الأسبق بجامعة القاهرة، أفاد أن مسمي الروبوت يطلق علي الأجهزة الكهروميكانيكية القادرة علي تنفيذ سلسلة معقدة من الإجراءات تلقائيا، وهي قابلة لإعادة البرمجة، ولها القدرة علي الإحساس بالبيئة المحيطة، وتستخدم للقيام بالأعمال المتكررة كما في صناعة السيارات مثلا، أوالوظائف التي تشكل خطورة علي البشر. ويضيف الدكتور علي فهمي أن أول روبوت يعمل بالنظام الرقمي والبرمجة تم علي يد الأمريكي " جورج ديفول" عام 1954، وتم تطويره واستخدامه في خطوط تجميع السيارات بشركة جنرال موتورز عام 1961. أما الروبوت الذي يشبه الإنسان فقد تم إنتاجه من خلال شركة هوندا اليابانية للسيارات من عام 1986 حتي عام 2000، حيث ظهر الروبوت "أسيمو" الذي يستطيع السير علي قدميه، والجري، وصعود السلالم، وهويزن 54 كيلوجراما، ويبلغ طوله 130 سم. وتستخدم الروبوتات الآلية كأدوات بحث في العديد من المجالات العلمية بغرض دراسة بنية الجسم البشري، ومحاولة فهم أفضل لأطراف ومفاصل وعضلات الإنسان. وعلي الرغم من شهرة الروبوت أسيمو الذي لعب الكرة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ورقص مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأخذ صورة سيلفي مع رئيس وزراء استراليا، إلا أن أجيالا جديدة من الروبوتات أثبتت قدرتها علي التعلم الذاتي للسير في الطرق الوعرة، والقفز إلي الخلف مثل لاعب الجمباز. والمفاجأة أن الروبوت الأشهر صوفيا قد شارك في برمجتها فريق بحثي من شركة ذكاء اصطناعي بأديس أبابا عاصمة إثيوبيا، والذي جعلها تتحدث باللغة الأمهرية لغة إثيوبيا الرسمية. يطرح أستاذنا الدكتور علي فهمي ثلاث ملاحظات جديرة بالاعتبار تم تطبيقها بالفعل، أولها الاستفادة من الروبوت " أسيمو" في عمل عروض حية للجمهور حول قواعد المرور، وثانيها دعوة الروبوت " صوفيا" لزيارة إثيوبيا ضمن فعاليات معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأديس أبابا بحضور نحو200 ألف شاب إثيوبي من مختلف الفئات والأعمار للاطلاع عليه واستلهام تجارب المستقبل، وثالثها قرار شركة جوجل العالمية باختيار مدينة أكرا عاصمة غانا كمقر لمركزها البحثي الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي عن قارة إفريقيا في نهاية هذا العام. وبناء عليه، أناشد سلطات الدولة المختصة بالعمل علي تنفيد اقتراح الدكتور علي فهمي بشأن تنظيم الدولة لمؤتمر ومعرض علمي موسع لممثلي الشركات العالمية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، علي أن يتم تمويله من وزارة الاتصالات ورجال الأعمال الوطنيين، ويشارك فيه نخبة العلماء والباحثين من كليات الهندسة، والحاسبات والمعلومات بالجامعات المصرية، وخبراء الصناعة والتكنولوجيا،ويحضره أكبر عدد من الشباب المصري للاطلاع والتفاعل مع أحدث تقنيات العصر . هل من مستجيب ؟