الخارجية الأمريكية: الهجمات الإيرانية تستحق الرد.. وجاهزون للدفاع عن إسرائيل    أحمد السجيني: تعديلات في قانون البناء لحل مشكلة الإحلال والتجديد    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة يطالب بنقل قوات "اليونيفيل" بجنوب لبنان لمسافة 5 كيلومترات    كولر يوافق على رحيل حمزة علاء للإعارة ولكن بشرط    الصحة اللبنانية: أكثر من 2100 قتيل و11 ألف جريح منذ بدء الحرب    قوات الاحتلال تطلق قنابل مضيئة في حي الرمال وتشن غارة في محيط مفترق الغفري بمدينة غزة    تشكيل مباراة البرازيل وتشيلي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم    حرامي قلبه جامد، ضبط عامل حاول سرقة سيارة ربع نقل متوقفة أمام كافتيريا بصحراوي سوهاج    نهى عابدين: أنا تركيبة صعبة ومش سهل أي حد يتعامل معايا وثقتي في الآخرين صفر (فيديو)    الكشف على 1436 مواطنًا في قافلة طبية مجانية بدمياط    عاجل - الاحتلال يقتحم مدينتي يطا وقلقيلية في الضفة الغربية    عدوان جديد في قلب بيروت و22 شهيدا وحزب الله يتصدى ل8 عمليات تسلل للاحتلال    بعد تغييرها.. تعرف على سبب تعديل مواعيد مترو الأنفاق 2024    أوقاف شمال سيناء تنظم ندوات ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    مفاجأة في الدفاع.. نجم الأهلي السابق يتوقع تشكيل منتخب مصر أمام موريتانيا    «فين أكبر قلعة رياضية في مصر!».. تعليق ساخر من إبراهيم سعيد بعد خسارة الزمالك الودية    «راجع نفسك».. رسائل نارية من رضا عبد العال ل حسام حسن    صاعقة في ويمبلي.. اليونان تهزم إنجلترا في الوقت القاتل    هشام حنفي: مباراة موريتانيا في متناول منتخب مصر وتصريحات حسام حسن تثير الجدل    محمد صلاح: يجب التركيز على مواجهة موريتانيا.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    الأوقاف تعقد «لقاء الجمعة للأطفال» في 27 مسجدًا    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات بمدينة بدر    هؤلاء معرضون للحبس والعزل.. تحذير عاجل من نقيب المأذونين    مصرع شخص وإصابة آخر صدمتهما سيارة ملاكي بالشيخ زايد    وفاة سيدة حزنًا على ابنها بعد 24 ساعة من دفنه في الإسماعيلية    القبض على مُعلمة متهمة بابتزاز الطلاب بحلوان    الجرام يتخطى 4000 جنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    هاشتاج دار الأوبرا المصرية يتصدر منصة X قبل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية    بعد تصدرها الترند.. حكاية تعارف وخطوبة مريم الخشت وأحمد أباظة| صور    خذ قسطا من الراحة.. برج الجدي حظك اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    إيمان العاصي تكشف رد فعل ماجد الكدواني بعد مشاهدة حلقات «برغم القانون» (فيديو)    دار الإفتاء تحذر من التحايل لاستعمال سيارات ذوي الإعاقة    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 10 أدعية تجلب الخير والرزق وتزيل الهموم    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    «يخرج الحى من الميت».. إنقاذ طفل من رحم والدته بعد وفاتها في أسيوط    لو بتعاني منه في بيتك.. 5 طرق للتخلص من بق الفراش    إصابة 5 أشخاص فى انقلاب سيارة ميكروباص بكفر الشيخ    هالاند الهداف التاريخي لمنتخب النرويج فى الفوز على سلوفينيا بدورى الأمم    اختلاط انساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    تركي آل الشيخ يكشف عن حدث كبير خاص بعمرو دياب في موسم الرياض    روفكون الفائز بنوبل فى الطب لتليفزيون اليوم السابع: اكتشافى سيفيد ملايين البشر    عمرو سلامة: "مشكلتنا في تمثيل الأكشن أن معظم الناس مش بتعرف تتضرب"    عضو بالتصديري للحاصلات الزراعية يطالب بخطوات جريئة لمساندة القطاع الصناعي    سياسيون: زيارة الرئيس السيسي لإريتريا خطوة محورية لتعزيز الأمن والاستقرار    قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: دروسٌ في الإيمان والثبات على الحق    وزير الصحة: إيزيس التخصصي يوفر 28 سريرًا و26 ماكينة غسيل كلوي لدعم صحة المرأة في جنوب الصعيد    التنمية المحلية: رصف وتطوير طرق شمال سيناء بتكلفة 1.2 مليار جنيه    أصعب نهار على «ميدو».. «النقض» ترفض دعواه وتلزمه بدفع 8.5 مليون جنيه لقناة النهار    اليوم.. قطع المياه لمدة 7 ساعات عن بعض قرى أطفيح بالجيزة    وكيل خطة النواب يكشف لمصراوي معنى "اقتصاد الحرب" وتأثيره على الدعم    محمود فوزى بندوة التنسيقية: الرئيس السيسى موقفه واضح إزاء القضية الفلسطينية    متحدث التعليم: تطوير نظام التقييم ليصبح أكثر شمولية وتركيزًا على المهارات والقدرات    أخبار × 24 ساعة.. بدء التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير الأربعاء المقبل    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    البركة في يوم الجمعة: مكانة الدعاء وأثره في حياة المسلم    الجامعات المصرية تحقق إنجازًا جديدًا في النسخة العامة لتصنيف التايمز «HE» العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس يصارح الشعب نواجه عدواً من داخلنا والمعركة مع الإرهاب مستمرة وحققنا نجاحاً كبيراً
نشر في أخبار الأدب يوم 11 - 10 - 2018


الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء القاء كلمته
تشكيل وعي حقيقي بحجم تحديات الدولة.. قضية أساسية
162 مليار جنيه فاتورة دعم الوقود بعد ارتفاع أسعار البترول
قولوا »برافو»‬ لجيش مصر
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر لم تفقد الإرادة بعد هزيمة 1967 وتم العمل بكل قوة علي إعادة بناء القوات المسلحة.
وأشار الرئيس إلي أن معركة أكتوبر 1973 لم تكن في صالحنا بكل المقاييس إلا أنها كانت معجزة بكل المعايير والحسابات وأن خسائر إسرائيل في هذه المعركة أجبرتها علي قبول السلام.
وقال إن معركة أكتوبر كانت فخراً للجيش المصري القادر علي تكرار الانتصار.
وأضاف الرئيس أن معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد مطالبا المصريين بالفهم والوعي والصبر.
‎وقال الرئيس السيسي -في كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية ال 29 للقوات المسلحة بعنوان »‬أكتوبر.. تواصل الأجيال»، أمس- »‬الحقيقة لم يكن لي كلمة مرتبة اليوم بهذه المناسبة.. وأحدثكم كإنسان وليس كرئيس مصر عن مرحلتين، المرحلة الآن ونعيشها جميعًا، ومرحلة كنا نتحدث عنها».
‎وأضاف الرئيس :»‬أنا من الجيل الذي عاش المرحلتين، وأتذكرهما بدقة شديدة، ولذلك لم أكتب أي شيء، أنا سأتحدث كإنسان عاش المرحلتين»، متابعا قوله »‬يوجد كلام كثير في الفيلمين المعروضين خلال الندوة من القادة الذين تحدثوا، لكن في كلام عندما يقال نحتاج إلي أن نعيشه ونتذوقه».
‎وتابع الرئيس »‬أنا عشت هزيمة 67.. لم أكن كبيرًا وقتها، ولكن أتذكر كل التفاصيل، وأتذكر كل مقال كتب في هذا الوقت، وأتذكر مرارة الهزيمة التي عاشتها مصر وقتها، ونحن نعيش الآن معركة ضد الإرهاب، لكن الفرق بين المعركتين كبير..المعركة الأولي كانت معالمها واضحة، نعرف الخصم والعدو، وكنا نعلم إمكانياتنا بعد الهزيمة، ولم نفقد الإرادة».
الصورة واضحة
‎وأضاف الرئيس: »‬أن الصورة كانت واضحة وتم إعادة بناء الجيش بشكل أو بآخر في إطار الإمكانيات والظروف..والمعادلة الدولية في هذا الوقت لم تكن مثل الآن، بمعني أن الحصول علي سلاح في هذا الوقت كان مختلفًا عن الوقت الحالي».
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إنه في عام 1967، كان هناك معسكران لا نستطيع شراء السلاح الا منهما، وحسب ظروفنا الاقتصادية وحسب توازنات كانت موجودة في هذا الوقت، تم بناء القوات المسلحة».
‎وأضاف السيسي، خلال الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة: »‬رغم أن الدولة كانت كلها متماسكة وواضحة وكانت تتحرك مع بعضها في هذا الوقت، لكن الرأي العام كان ضاغطا جدا علي القيادة السياسية للتحرك من أجل الحرب».
‎وتابع: »‬في هذا الوقت، لم نكن قد استكملنا استعداداتنا للحرب، وكثير من القادة يتذكرون عامي 1970 و1971».
‎وأكد السيسي: »‬كان الرئيس محمد أنور السادات صاحب قرار مهم يقدره المصريون حتي هذا الوقت، وسوف نذكره وسيذكره التاريخ دائما أنه أخذ هذا القرار رغم أن المقارنة لم تكن في صالح الجيش المصري في هذا الوقت، وكان فرق القوة كبيرا لصالح الخصم، بدءا من الحديث علي قناة السويس كمانع مائي والساتر الترابي لخط بارليف الموجود فيها».
‎وأشار إلي أنه »‬كانت هناك مقالة للكاتب الراحل محمد حسنين هيكل تتحدث عن تحديات العبور، وتتضمن تفاصيل عن قدرة وإمكانيات هذا الساتر وخط بارليف في منع القوات المصرية من العبور، وقال الروس إن هذا الأمر يحتاج إلي قنبلة ذرية لاقتحامه والتعامل معه، ونحن لا نملك القنبلة الذرية، وإن 30 أو 40 ألفًا وقد يصل إلي 50 ألفًا من القوات التي ستعبر القناة ستستشهد نتيجة العبور في ظل هذه الظروف».
أكبر تحد
‎وقال الرئيس السيسي إن: »‬القيادة السياسية في ذلك الوقت كانت مضغوطة جدًا في تقديري نظرًا لعدم اكتمال الصورة في نفوس الناس، وأنا أتصور أن هذا أكبر تحد سيقابل أي قائد في أي وقت، وهو أن الصورة تكون غير مكتملة في عقول كل الناس».
‎وتابع الرئيس السيسي في كلمته: »‬إذا كنت تريد أن تحشد الناس معك فلابد أن يعرف الناس التفاصيل والواقع الحقيقي، فكان طلبة الجامعات في ذلك الوقت يقومون بالمظاهرات لأنهم يريدون أن يحاربوا، فأنا إذا أردت أن أحارب واتخذت قرار الحرب في ذلك الوقت وفشلنا مرة أخري، من كان سيدفع الثمن، الذي قام بالمظاهرة أم الذي اتخذ القرار؟، من كان سيدفع الثمن.. جيش مصر، وشعب مصر، أم الناس التي قامت بالضغط علي القيادة لاتخاذ قرار غير مناسب في وقت غير مناسب، أنا أقول هذا الكلام لأن كثيرا من الأجيال الجديدة لا تعرف ولم تعش ولم تذق واقع الهزيمة التي عاشته مصر عام 1967 وما بعدها، الشعب المصري بأكمله دفع الثمن كما قلنا قبل ذلك كثيرًا، وكانت الناس مضغوطة ومحرومة وتعاني ولا يوجد أمل».
‎وأضاف السيسي »‬كان الشباب يدخلون الجيش وكان في ذلك الوقت تحت السلاح ما لا يقل عن مليون فرد، ولم يكن لديهم أمل أبدًا أنهم من الممكن أن يخرجوا من الجيش إلا بعد انتهاء المعركة، لم يكن لديهم أمل أبدًا في الغد، وهل بعد هذه الحرب وخسائرها المحتملة سنكون قادرين علي أن يكون هناك بناء داخل الدولة يحقق آمال الملايين الذين نتحدث عنهم».
استيعاب الناس
‎وتابع السيسي »‬الذي أريد أن أقوله فيما يخص مرحلة عام 67 والهدف من الذي أقوله كله شيء واحد فقط وهو استيعاب الناس للواقع الحقيقي الذي تقابله الدولة لكي يستطيعوا إنجاح القرار المطلوب».
‎وأضاف الرئيس السيسي »‬دعوني أتحدث عن قرار اللواء المرحوم باقي زكي يوسف في فكرته (الخاصة باستخدام مضخات المياه لفتح ثغرات في خط بارليف) كان من الممكن اعتبار ذلك أمرًا غير منطقي بل ومدعاة لسخرية البعض لإنجاز مهمة تدمير خط بارليف..لكن ما حدث أن الجيش تعامل بجدية مع الفكرة وأخضعها للتجربة بشكل سري والتي أثبتت نجاحها وهو ما يؤكد ضرورة أن نتعامل مع أي فكرة علي أنها تظل بحاجة للتجربة وإخضاعها للواقع الذي يظهر ما إذا كانت صحيحة وواقعية من عدمه».
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إن مهمة القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973 كانت الوصول إلي مسافة تبعد حوالي 20 كيلو مترًا شرق القناة، وتساءل الكثيرون وقتها لماذا لم تكتمل المهمة حتي نصل إلي الحدود، لكننا كدولة ومؤسسات معنية بالأمر لم نكن نستطيع فعل أكثر من ذلك، وكأننا نستحي أن نقول ذلك، وتلك إشكالية كبيرة في بناء فكرنا ووعينا».
‎وأضاف السيسي: »‬من الممكن أن يتساءل البعض عن كوني رئيس جمهورية مصر العربية وأقول هذا الكلام والعالم كله يسمع هذا الحديث، نعم أقوله، حتي أعطي الجيش ما يستحقه من قيمة وتقدير، حيث خاض الحرب بكل بسالة، بل إن بعض رجاله بدأوا باقتحام المواقع حتي قبل وصول الأوامر إليه من فرط حماسهم، فقد كان الجيش علي علم بحجم قدرات الدولة، ولكنه خاض المعركة بكل رجولة وعرَّض نفسه للتضحية والاستشهاد من أجل كرامة الوطن».
الظروف الدولية
‎وتابع: »‬هذا الكلام يجب أن يُدرس ويتعلمه الجميع حتي يعلموا معني الدولة والوطن، وكيف تنهض الدول، وما هي حساباتها، وأنا أتحدث اليوم بعد 50 عاما، ولم يستطع أي شخص أن يفصح عن هذا الكلام بشكل علني وعلمي للجميع في مصر، إن أقصي ما كنا نستطيع فعله آنذاك هو عبور ال20 كيلو مترًا فقط، لأن قدراتنا لم تكن تسمح إلا بذلك، وهنا تكمن مسئولية اتخاذ القرار في ضوء الظروف الدولية وقتها وفي ضوء الفارق الكبير في أسلحة وقدرات الطرف الآخر».
‎وأردف الرئيس السيسي قائلًا: »‬أنا أتحدث مع أفراد الجيش الذين يسمعوني، والرأي العام الذي يعي ما أقول، لم نستطع وقتها أن نفعل ما هو أكثر من ذلك، لأن مقارنة القوات وقتها كانت تفرض ذلك، وقدرات الخصم كانت ضخمة جدا، وبالتالي كانت قدراتنا علي الحصول علي الأسلحة محدودة جدا، في ظل الظروف الصعبة وقتها، وأود أن أقول لا تضع ظروف الواقع الذي نعيشه الآن في مصر والظروف الدولية علي أنها كانت موجودة منذ 50 عامًا أو أكثر، بل كان الوضع مختلفًا تمامًا، ولذلك فإن الجيش في مصر وقرار الحرب والنتائج التي تحققت عليه هي معجزة بكل المعايير والحسابات».
‎وأضاف: »‬رغم كل التحديات التي تحدثت عنها، ورغم شبح الهزيمة والتجربة المريرة في عام 1967، لكن الجيش المصري استطاع أن يأخذ القرار ويشترك في الحرب ويقاتل ويصمد ويحقق أكبر هزيمة للخصم، ولا يمكن أبدا أن يعطيكم أي شخص وقتها الأرض إلا بعد أن يذوق ثمن الحرب الحقيقية، وفي هذا الوقت كانت الخسائر كبيرة، وكانت تلك أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل للموافقة علي السلام، فقد كانت الخسائر البشرية الكبيرة التي كانت بالآلاف بين قتيل ومصاب بمثابة أمر لم تكن الأسر الإسرائيلية علي استعداد لتكراره، حيث وصلوا إلي قناعة بأنه إذا كان الجيش المصري قد فعلها مرة، فهو قادر علي فعلها كل مرة».
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن ما حققه المصريون في أكتوبر 73 وما تكبدته إسرائيل وقتها من خسائر عسكرية وبشرية كبيرة جعل الجانب الإسرائيلي قراره الاستراتيجي هو عمل سلام مع مصر، تستعيد الأخيرة بمقتضاه أرضها حتي لا تعاني إسرائيل مرة ثانية مثل هذه الخسائر.
‎وهنا تساءل الرئيس »‬هل هذه الخسائر الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل في المواجهة المصرية تكررت منذ 73 حتي الآن؟.
التضحية بالدم
‎وقال إن مصر وجيشها قد دفعوا ثمنا كبيرا للوصول إلي هذه النتيجة بالإرادة والتخطيط والمخاطرة والتضحية بالدم.
‎وأضاف الرئيس السيسي، أنه يحرص علي الإشارة إلي هذه الخلفية ليؤكد علي أن المعركة لم تنته بعد، فالمعركة مازالت موجودة حاليا، وإن كانت بمفردات مختلفة، لأنه في الحالة الأولي كان العدو والخصم واضحا أما الآن فقد أصبح العدو غير واضح بل أصبح موجودا معنا وبيننا، فقد استطاعوا من خلال الفكر المغلوط أن ينشئوا عدوا بداخلنا يسعي لهدمنا.
‎وقال الرئيس، إن التحدي الذي علينا الانتباه إليه الآن هو ضرورة بناء وعينا الصحيح وهنا فإني أخاطب الجميع بكل مستوياتهم وثقافاتهم أن عليكم إدراك الصورة الكلية للواقع الذي نعيشه ولا ننتبه لأي كلام غير ذلك مهما بدي الكلام مرتبا ومعسولا.
‎وأضاف »‬نحن نسمع كلاما كثيرا جدا ولكن عندما يأتي وقت التنفيذ نجد أن المواضيع تصبح بعيدة جدا علي هذا الكلام، وأنا كثيرا ما سمعت كلاما مرتبا عن واقعنا ومستقبلنا تبين أنه لا يرتكز علي الوقائع والحقائق والعلم».
تشخيص خاطئ
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي »‬أقول دائمًا إن ما حدث في عام 2011 هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ، فقد قدموا للناس صورة مفادها أن الأمور تتغير بمجرد تغيير أشخاص، وكأن هناك عصا سحرية ستحل جميع المسائل وبالطبع هذا غير صحيح.. وأنا أتحدث معكم الآن بكل صدق».
‎واستطرد الرئيس في كلمته: »‬منذ 55 سنة أتابع مصر بدقة بكل تفاصيلها وظروفها بما في ذلك أسباب تعثرها حتي تكون لدي الإرادة لاتخاذ القرار حتي لا نصل إلي طريق مسدود».
‎وأكد الرئيس أن :»‬المعركة لم تنته مع اختلاف الظروف والتفاصيل حيث إن معركة الأمس كان لها شكل محدد وكان العدو فيها واضحًا ومحددًا، والآن المعركة ليست هكذا، فقد اختلفت أدواتها كثيرًا وأصبح العدو بداخلنا وتغير الثمن الذي ندفعه».
‎وتابع: »‬ونحن الآن دخلنا إلي السنة السادسة في معركة مكافحة الإرهاب..وصحيح قد حققنا نجاحًا كبيرًا وتقدمًا كبيرًا في هذه المعركة، لكنها لاتزال مستمرة».
‎وتساءل: »‬هل الصورة الكلية للواقع الموجود في مصر تتطور فعليًا بما يواكب التطورات علي أرض الواقع الذي أتحدث عنه، أم أننا انشغلنا عن ذلك، وغابت جرعات الوعي اللازم عند الكثيرين من القادة والمثقفين لحشد الفهم الصحيح للواقع الحقيقي الذي نعيشه حتي يدرك الجميع أن معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد».
‎وقال: »‬أنا لا أقول هذا الكلام لاستدعي تخوفكم، ولكني أتحدث كإنسان مثلكم أراد أن يتحدث عن الواقع والحقائق كما هي، وكنت سأقول هذا الكلام حتي وإن لم أكن في مكاني الحالي..ما أريده هو أن أؤكد علي ضرورة أن تكون الصورة الكلية والوعي الحقيقي مصاغة داخل عقول ونفوس المصريين الأسوياء الذين يشكلون الكتلة الصلبة لشعب لمصر هؤلاء هم من أتوجه لهم بالخطاب».
‎ونبَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي ما تمثله مشكلة الزيادة الكبيرة في معدل النمو السكاني من تحدٍ لجهود الدولة لتحقيق التقدم المنشود وهو التحدي الذي لا بد من التعامل معه بالجدية اللازمة، قائلًا: »‬إن تعداد سكان مصر في الخمسينيات من القرن الماضي كان حوالي 20 مليون نسمة، وفي عام 1986 أي بعد 36 عاما أصبح المصريون 50 مليونًا، أما في الوقت الحالي نتحدث عن 100 مليون مواطن، فبعد أن كان العدد يتضاعف كل 35 عاما أصبح يتضاعف كل 30 عاما، وإذا استمر الوضع بهذه الطريقة، لن يكون هناك أمل في تحسن حقيقي لهذا الواقع»، لافتًا إلي أن »‬هناك 22 مليون شخص في مرحلة التعليم، فكيف يتلقون تعليما جيدا ويحصلون علي فرص عمل في ظل ضخ مليون فرد في سوق العمل كل عام».
وعي حقيقي
‎وأضاف الرئيس السيسي- في كلمة ألقاها خلال الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة: »‬لا بد من توضيح هذه الصورة للناس»، مشيرًا إلي أن له مقدمة يصر علي قولها في كل لقاء مع السادة الوزراء منذ توليه المسؤولية حتي الآن كي ينقلوها لكل العاملين في كافة القطاعات تحت إدارتهم، والهدف منها تشكيل وعي حقيقي بحجم التحدي الذي نعيشه علي أرض الواقع».
‎وتابع: »‬إن ما يتم تحقيقه في الدولة سوف يضيع في حال عدم وجود وعي لدي المصريين في الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات، وعلي الرأي العام في مصر أن يحافظ عليه».
‎واستطرد الرئيس السيسي قائلًا: »‬إن حرب أكتوبر المجيدة 1973 هي معركة عظيمة ورائعة، ورجالها موجودون معنا، ولهم مني كل التقدير والتحية والاحترام علي ما بذلوه».
‎وأضاف: »‬في ذلك الوقت، لم تكن أجهزة التليفزيون منتشرة، وأثناء السير في الشارع بمجرد أن نسمع الموسيقي الخاصة بالبيانات العسكرية التي تبثها أجهزة الراديو، تري أن كل المصريين يقفون لسماع بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بشأن الحرب في أثناء حرب الاستنزاف وحتي في أصعب أوقات الهزيمة، منتظرين شمعة أمل من خلال البطولات التي تم تقديمها في معارك رأس العش والجزيرة الخضراء وشدوان وإيلات وبناء حائط الصواريخ وغيرها».
‎وتابع الرئيس السيسي: »‬لقد عاش الشعب كل هذا الأمر، ورغم أن فرق القوة كان كبيرًا بين ما لدينا وما لدي الطرف الآخر في الإمكانيات العسكرية، وهذا لا يعيب جيش مصر، وهذا الأمر لا بد أن نقوله لكي نبني منطقا وموضوعية وعلما حقيقيا لدي المستمع، فلا بد أن نخاطب الناس دائما بالحقيقة وبالعلم وبالموضوعية، إلا أننا انتصرنا، وهذه كانت المعجزة والشرف والنصر، وهو ما كان تجسيدا لدقة ومسئولية القرار».
‎وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرة أخري في مداخلته أمام الندوة، علي ضرورة أن يتذكر المصريون جميعا أن المعركة لم تنته، وإن كانت الأدوات والوسائل قد تغيرت، وقال إنه يوجه هذا الكلام للجيش والشرطة وأجهزة الدولة، والجامعة و الشباب بمصر، أسألهم هل سنتخلي عن مصر أم سنقف معها؟ حتي وإن تحملنا الصعاب، معيدا إلي الذاكرة ما تحمله المصريون من صعوبات أكثر شدة منذ هزيمة 67 وحتي تحقيق النصر، علما بأن معظم من كانوا في هذا الجيل لم يأخذ شيئا لنفسه.
نبني ونعمر
‎وخاطب الرئيس السيسي، أبناء الشعب قائلا إنه »‬مثلما حافظ الجيل السابق علي مصرنا الغالية فعليكم أن تحافظوا عليها، وكل المطلوب هو الفهم الصحيح لحقيقة الأمور والتحلي بالصبر، وأن نستمر في أن نبني ونعمر مهما كانت الصعوبات، وعلينا أن نقرأ ونتعلم كثيرا عما تعنيه كلمة دولة بمطالبها وتحدياتها، ولا نختزل الأمر في مجرد مطالب شخصية حتي لا تتعرض البلد لأي انهيار بفعل شائعات كاذبة وتحليلات زائفة، وفوضي في التقديرات خاصة أن هناك من يتحدثون بكلام مرسل غير مستند علي أي واقع حقيقي، وعلينا ألا ننسي أننا في بلد يزيد عدد سكانه علي 100 مليون وموازنته المالية محدودة للوفاء باحتياجاتهم وتطلعاتهم.
‎وقال الرئيس إن هذه هي ظروفنا الاقتصادية وليس أمامنا إلا العمل الجاد والصبر، مشيرا إلي أنه علي سبيل المثال فقد استجدت أعباء إضافية علي الموازنة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار البترول الذي وصل إلي 85 دولارا للبرميل بعد أن كان نصف هذا الثمن في بداية العام.
‎وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن »‬المشاكل الموجودة علي الساحة الآن لن تُحل إلا بإرادة المصريين والعمل الجاد والصبر، لأنه بدون ذلك سنكون قد خدعناكم ونقول كلامًا غير حقيقي»، قائلًا: »‬من الممكن أن تسألوني: أنت وعدتنا بحلول 30 يونيو 2020 أنك سوف ترينا بفضل الله دولة أخري، وأنا أقول إن شاء الله سيحدث». ووجه الرئيس السيسي حديثه لوزير الكهرباء محمد شاكر، قائلًا: »‬من فضلك يا دكتور ممكن تُطلِع المصريين علي تكلفة الوقود للمحطات وما تتحمله الدولة من دعم إضافي نتيجة للارتفاع الكبير الذي طرأ علي أسعار البترول عالميًا في الآونة الأخيرة».
‎ورد وزير الكهرباء قائلًا: »‬نحتاج هذا العام 90 مليار جنيه لدعم الوقود، في حين تصل تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية حاليًا (كيلو وات/ساعة) في ضوء أسعار البترول المرتفعة إلي حوالي 104 قروش لكل مليون وحدة حرارية، وهو ما يعني ارتفاع الفرق بين التكلفة الحقيقية وسعر البيع في المتوسط إلي حوالي 37 مليار جنيه، تُضاف إليها حوالي 40 مليار جنيه أخري إذا ما ارتفع سعر الغاز الطبيعي كنتيجة لارتفاع البترول، وهذا يعني ارتفاع مقدار العجز ما بين الأموال التي نحصلها علي ما نصرفها بالفعل من وقود لتصل لحوالي 77 مليار جنيه».
‎عقب ذلك، علق الرئيس السيسي قائلًا: »‬أنا فقط أحببت أن أسمعكم أن هذا الرقم الكبير هو لقطاع الكهرباء فقط، وفيما يتعلق بأسعار البترول ومشتقاته التي اضطررنا لرفعها أكثر من مرة، فقد أبلغني وزير البترول أمس أن الارتفاع الحالي في أسعار البترول عالميًا سيعني ارتفاع قيمة الدعم للوقود لتصل إلي 125 مليار جنيه»، وتساءل الرئيس: »‬من أين ستوفر مصر هذا المبلغ الإضافي الكبير؟ هل ستتركوني وحدي؟ أوعوا تكونوا فاكرين أني عايز أغلي أسعار الأشياء، لا لا لا، إنما أنا عايز أقول لكم إن البلد ماشية في ظل ظروف صعبة».
‎ووجه الرئيس السيسي حديثه لوزير البترول طارق الملا، متسائلا: »‬كم سعر السولار حاليا؟»، فأجاب الوزير قائلا: »‬إن اللتر تخطي ال9 جنيهات ونحن نبيعه ب5.5 جنيه».
الإرادة الإلهية
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إن الله سبحانه وتعالي نجا مصر في عام 2011»، مشيرا إلي أن »‬السنوات الماضية لم يكن الجيش ولا الشرطة هو من أنقذ مصر، بل هي الإرادة الإلهية أنقذتها من الانهيار».
‎وأضاف: »‬أود أن أقول لكل مصري لا يشعر بأن مصر تقدم له شيئا، أنت تتحدث تقريبا في 50% من ثمن السولار، ما يعني أن كل سيارة نقل تستخدم السولار تستهلك الوقود بنصف ثمنه، فمن يعطيه النصف الآخر؟ ليس أنا، بل أنتم، وبالمناسبة من سيتحمل ثمن البُعد والأسعار الواقعية هو أنتم ومستقبل البلاد»، متابعا: »‬إذا كنا سنظل مكبلين بالدعم لأي سلعة في مصر، لن تحقق الدولة الأهداف التي يتمناها شعبها، ولا يوجد أحد في العالم المتقدم الذي تقارنوننا به يفعل ما نفعله». وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إن هذه الأيام التي نحتفل فيها بذكري انتصارات أكتوبر المجيدة هي بفضل الله أيام جميلة وهذه الاحتفالات هي احتفالات عظيمة تستدعي ذكريات رائعة لشعب عظيم وجيش عظيم ومؤسسات دولة كلها تكاتفت في ذلك الوقت لتهيئ الدولة لظروف اقتصاد الحرب من أول الوزارات المختلفة إلي القوات المسلحة، فقد كان الكل له دوره في إعداد الدولة للحرب».
‎وأضاف السيسي: »‬أحببت أن أقول لكم مرة أخري مخاطبا كل المصريين بمن فيهم قادة الجيش، لو سمحتم أنزلوا تحدثوا مع مرؤوسيكم وزملائكم، لكن علي كل قائد في أي مستوي قبل أن يتحدث أن يكون قد شكَّل فهما صحيحا ووعيا حقيقيا بالأمور، بحيث لا يكون ما يقوله رأيا شخصيا، ولكن يكون مبنيا علي حقائق الصورة الكلية والواقع الفعلي، ليفهم الجميع حقيقة الواقع الذي نعيشه والذي يحتاج منا أن نكون دائما متماسكين، وأن نعي ونفهم طبيعة المعركة التي نخوضها، بحيث ندرك أن العدو قد غيَّر أشكاله وأصبح بداخلنا ومنا».
‎وفي ختام كلمته خلال الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة: قال الرئيس السيسي: »‬كل سنة وأنتم طيبين، ربنا معكم، وموعدنا يوم 30 يونيو القادم إن شاء الله تشوفوا إيه الحكاية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.