حلم حلمي الليلة ضحْل منسوب لونه بالكاد يلامس الخصْر بملامح متواضعة: أغراض مطبخ ومصفاة معدنيّة لجرن الحنفيّة لا مشهد مركبًا في الذاكرة. صفاء لا يشوبه عمق ولا سريالية خيبة خفيفة تحلّ عليّ: أهذه كلّ ثروة لاوعيك يا رفيق؟ أين الرؤي الشائكة الغامضة؟ أين مناجم استخراج كبريات المعاني من بسيط الصوَر؟ حسنٌ أن حلمي قليل الماء ربما، فما معني أن تسلّم نفسك لوداعة النوم لتجد نفسك بعد خمسة أنفاس عظيم خيال الفكر وكبريات المعاني ولكنْ غارقًا في عمق حلم تنهشه أنياب قروش الكوابيس؟ ... وفيما أنا مشغول به، راح حلمي يذوب في ذاكرتي كقوس قزح غطت شمسَه المبللة غيمة فانطفأ جسرُ اللون في قبّة الهواء كزبدٍ قليل العمر في بحر من خواء لكنّه ظل يشغلني. عودة تقول: سأعود الآن الي نفسي كم ضيّعتها وتركتها تخسرني وأخسرها حين ائتمنتها لدي قطّاع طرق العواطف بادرة سخرية سوداء تضيء بيضاءَ السنّ: لو استثمرت نفسك في البورصة لربحت ما أجملك يا نبيّ فلسطين "دخيلك" قل لي من قانا النقاء القديم الآن: ماذا لو ملكت كلّ شيء وخسرت نفسك؟ كي أقول لك بابتهال محروم الإيمان المغموس بالتبجيل للحكمة: لا أريد امتلاك أحد أو شيء لكني سلّمتني نفسي لمن لا يتقن رعاية أعشاب أيلول فجفّت علي أطراف ملوحة صيفه الأصفر وها أنا أعود للبحث عنها علّي أعود إليها نفسي وإليّ وأنا أردّد معك علي إيقاع مويجات بحر الجليل: ماذا لو ملكت كلّ شيء وخسرت نفسك؟ ياه كم ضيّعتها وتركتها تخسرني نفسي. عزاء؟ محظوظ أنا. لا أبحث الليلة عن قنينة في قمامة قنوعٌ أنا. لا أبحث في القنينة عن نديم الوقت يمضي وها هو الضوء يأكل روحَه بابنته العتمة وحيدٌ انا. صار سريري أوسع نومي يتمدد بعرضه وطوله، قلبي شاغر، لا يشاركني غرفه الأربع أحد صباحاتي عادت لسابق عهدها وطولها وبطئها لكن حلقي، لا أدري ما الذي استباحه حتي صارت تستوطنه غصة بحجم جبل.