لوحة الموناليزا واحد من أساطير عصر النهضة في أوروبا، لم تقتصر عبقريته علي الفن والرسم فقط مثلما يعتقد معظم الأشخاص حول العالم بل امتدت عبقريته إلي مجالات الهندسة المدنية والكيمياء حيث كان رساما، ومهندسا، وعالم نبات، وعالم خرائط، وجيولوجيا، وموسيقياً، ونحاتاً، ومعماريًا ومن أشهر أعماله من الناحية الفنية لوحة الموناليزا، ولوحة العشاء الأخير.. نتحدث هنا عن الفنان ليوناردو دافنشي. كان لدافنشي، العديد من الأفكار الرائعة السابقة لعصرها والتي تطلبت لبنائها تكنولوجيا لم تكن موجودة في ذلك الوقت، حيث يعتبر دافنشي، هو أول من صمم العربة المدرعة والرجل الآلي، والآلة الحاسبة ولكن لم تكتمل هذه الاختراعات في عصره.
كما كان ليوناردو، مبتكرا في أكثر من 14 مجالا أجاد كلا منها خلال حياته التي لم تزد على 67 عاما؛ حيث كان شغوفا بالموسيقى والشعر وعلم التشريح والطب وهندسة الطيران. ومن الناحية الفنية تعتبر لوحة الموناليزا «الجوكوندا» هي أشهر أعمال دافنشي، صاحب مدرسة الضوء والظلال، والموناليزا هي لوحة خالدة تتسم بأشياء غريبة، مثل نظرة عينيها التي تتابع المشاهد أينما ذهب وهو نوع من أنواع الخداع البصري الذي استخدمه دافنشي، بحنكة عن طريق رسم هندسي معقد، ومجموعة من القياسات والأبعاد التي يجب أن تخرج دقيقة لتثبيت نظرة العين على من يقف أمام اللوحة، وهو ما يجعل دافنشي، هو رائد الرسم الثلاثي الأبعاد قبل اكتشافه بقرون. وعن سر ابتسامة الموناليزا، الأسطورية الغامضة فتعتقد تارة أنها تبتسم وتارة أخرى أنها تسخر منك وقيل إن دافنشي، كان يستأجر مهرجًا لكي يجعل الموناليزا، تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التي يرسمها فيها. ومن الغريب أيضا بلوحة الموناليزا، رسمها بدون وضع أو رسم حواجب فوق العينين، وذلك لأن الموضة فى هذا العصر كانت تتمثل فى حلق الحواجب.
ومن الناحية الهندسية فقد دفعه حبه للطيران وعلم الفضاء بمتابعة أسلوب وحركة أجنحة الطيور وحاول تقليدها حتى ابتكر طائرة نموذجية صغيرة. وكانت الكثير من ابتكارات دافنشي، عبارة عن أسلحة وآلات حربية لأنه كان يتلقى تمويلا من دوق ميلان الذي كان مسئولا عن حمايتها من الفرنسيين، ومن ضمن هذه الاختراعات عربة مدرعة مجهزة بالأسلحة وقادرة على التحرك في جميع الاتجاهات. وقد صمم أيضا سلاح آخر ذي 33 طلقة للتغلب على مشكلة الوقت الطويل اللازم لتزويد البنادق بالذخيرة، وكانت فكرته تتلخص في إنشاء 3 صفوف من الخزانة داخل البنادق. أخبار اليوم: 22-11-1952