قبل أيام من انطلاق العام الدراسي الجديد، والذي يشهد هذا العام تغييرا جذريا في العديد من المراحل الدراسية، عبر تطبيق النظام التعليمي الجديد، وتطبيق نظام الثانوية العامة الجديدة، بالإضافة إلي دخول المدارس اليابانية لأول مرة هذه الخدمة في 19 محافظة مختلفة، اختارت "آخرساعة"، أن تستمع مباشرة إلي آراء عدد من القيادات التنفيذيين والمعلمين للتعرف علي مدي جاهزية البنية التحتية والتكنولوجية استعدادا للمنظومة الجديدة. في البداية يقول سعيد عبدالله، وكيل مديرية التربية والتعليم بالجيزة، إن تجهيز مدارس المحافظة بالألياف الضوئية التي تجهز لعمل شبكات الإنترنت بدأت الأسبوع الماضي، وجار استكمالها حالياً ومن المتوقع أن يستمر العمل بعد بدء العام الدراسي، مشيرا إلي أن وزارة التربية والتعليم لم تسلم المديرية أجهزة استقبال الإنترنت حتي الآن. وأضاف أن التركيز الأساسي حالياً ينصب علي استلام الكتب الدراسية والانتهاء من عمليات الصيانة المتأخرة وكذلك التعامل مع أزمات عجز المعلمين في العديد من الإدارات التعليمية وهي مشكلة تعانيها الجيزة كل عام، بالإضافة إلي نظافة المدارس من الداخل مشيرا إلي أن المديرية لم تتسلم كتب النظام التعليمي الجديد والمطبق علي مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي حتي الآن. فيما أشار مصدر مطلع بمديرية التربية والتعليم بمحافظة المنيا، إلي أنه جار توصيل خطوط الفايبر المتعلقة بتوصيل شبكات الإنترنت داخل 125 مدرسة ثانوية علي مستوي المحافظة، وأن عدد المدارس التي تم توصيل الشبكات فيها بلغ 60 مدرسة فقط أي نصف عدد المدارس ومن المتوقع أن يجري العمل بعد انطلاق العام الدراسي. وأضاف المصدر: هناك مشكلات كبيرة تواجه فريق العمل الإلكتروني المسئول عن تركيب الشبكات في المناطق الريفية التي لا يوجد بها بيئة كهربائية تساعد علي عمل الشبكات الداخلية بكفاءة داخل المدرسة، مشيرا إلي أنه يواجه مشكلات عدة في كيفية تعامل المعلمين مع الأدوات التكنولوجية في وقت لم يتعاملوا معها من قبل، تحديدا وأن تدريبات الوزارة لم تركز علي كيفة التعامل مع الوسائل التكنولوجية الجديدة. وتواصلت "آخرساعة"، مع أحد معلمي المرحلة الثانوية بمركز مطاي التابع لمحافظة المنيا، إذ شدد علي أن جميع مدارس المركز لم يتم توصيل ألياف الإنترنت بها، بل إن صيانات المدارس لم تنفذ هذا العام حتي الآن، بالإضافة إلي وجود عجز في معلمي المواد العلمية تحديدا ولم يتم التغلب عليها حتي الآن. وفي جنوبسيناء، أكد أحد المعلمين طلب عدم ذكر اسمه - أن المشكلة لديهم لا تتمثل في توصيل الألياف الضوئية من عدمه، بل في مشكلة الانقطاعات المتواصلة للكهرباء في عدد كبير من مراكز وقري المحافظة، كما أنها بالأساس لم تتصل بشبكة الألياف الضوئية حتي الآن. وأضاف أن مديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوبسيناء مطلع الشهر الجاري خطابات من وزارة التربية والتعليم تطالبها بحصر المدارس التي ستكون بحاجة للتجهيز وبالتالي فإن وصول التجهيزات مازال متأخرا حتي الوقت الحالي، كما أن هناك مشكلات ترتبط بالمعلمين أنفسهم والذين بحاجة إلي تأهيل إلكتروني وكيفية تدريبهم علي التواصل المباشر مع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ الامتحانات الإلكترونية وهو أمر قد يواجه الطلاب أيضا الذين سيعانون بسبب الانقطاعات المتتالية للكهرباء. أما في محافظة الإسكندرية، فأشار أحد معلمي مدرسة هدي شعراوي التجريبية، إلي أنه واجه أزمات عدة أثناء فترة التدريب التي حددتها الوزارة بخمسة أيام فقط وبدأت الأسبوع الماضي لمعلمي المرحلة الثانوية، إذ أكد علي أنه كان يجري داخل أحد المعامل التي لا يوجد بها أجهزة حاسب آلي بالأساس، وأن ذلك تسبب في نقلهم إلي مدرسة أخري فكان هناك مشكلة أخري ترتبط بعدم وجود شبكة إنترنت، إلي أن انتهي الحال بالتدريب في أحد معامل المدارس التجريبية. وأضاف أن المردود الذي حصل عليه من التدريب لا يكفي للتعامل مع الطلاب وفقا للنظام الإلكتروني الجديد، بالإضافة إلي أن المدرسة غير مجهزة إلكترونيا من حيث السبورات الذكية ومعامل الحاسب الآلي، وأن المشكلة الأكبر التي ستواجههم تتعلق بتوجيه 60 طالبا داخل الفصل علي كيفية التعامل مع أجهزة التابلت وهو عدد لا يمكن معه الالتزام بجداول التدريس المعتمدة، بالإضافة إلي عدم توصيل الألياف الضوئية إلي المدرسة حتي الآن. وبحسب وزير الاتصالات، فإن آخر مستجدات توصيل خدمة الإنترنت فائق السرعة للمدارس الثانوية والتي عرضها خلال اجتماع مجلس الوزارء الأسبوع الماضي، نسبة إنجاز المشروع وصلت إلي 92٪، حيث تم الانتهاء من توصيل شبكة ألياف ضوئية لنحو 2180 مدرسة، من إجمالي مستهدف 2382 مدرسة، ومن المقرر الانتهاء من الباقي بمطلع شهر أكتوبر المقبل، علي أن تتولي الجهات المنفذة لتوصيل الشبكات الداخلية بالمدارس الانتهاء منها منتصف يناير القادم. وقال وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، إنه لا يوجد تأخير في تجهيز المدارس وأنها تسير وفقا للخطة التي وضعتها الوزارة، لافتا إلي أن السنة الأولي تمهيدية حتي يؤهل الطالب نفسه وكذلك المعلم علي نوعية الأسئلة، موضحا أن الدرجات لن تحتسب للطلاب في السنة الأولي للثانوية الجديدة، وأن أول امتحان إلكتروني سيطبق علي الطلاب سيكون خلال شهر يناير 2019، وأن ما يسبق هذه الفترة سيكون هناك تقييم ورقي من خلاله عن طريق المدرسة، لافتا إلي أن تركيب السيرفرات وخلافه تسير بالتوازي مع تركيب الشبكات، والتابلت يتم وضعها في المخازن حتي تكتمل ويتم توزيعها، مضيفًا أن الدراسة سوف تبدأ بشكل عادي لأن هناك كتبا للطلاب تم طباعتها، علي أن تنتهي جميع المحاور الخاصة بالشبكات والسيرفرات أول أكتوبر المقبل. وأضاف الوزير أن الوزارة في طريقها لإعداد بنوك أسئلة رقمية لتتماشي مع نظام الامتحانات الإلكتروني الجديد، قائلا: "السؤال المهم هو عن الأسئلة الجديدة التي تبحث عن الفهم، وليس الحفظ: "محدش يقولي التابلت امتي، قولولي الأسئلة هتكون عاملة إزاي، أنا مش هجيب أسئلة متوقعة وإجاباتها محفوظة، الطالب مش هيتوقع السؤال بس لو فاهم هيعرف يجاوب، إحنا عملنا جهد كبير جدا علشان نصمم الأسئلة دي". وفيما يرتبط بتشجيع المعلمين علي النظام الجديد، أكد شوقي أن هناك قرارا وزاريا سوف يصدر قريبًا بترقية 480 ألف معلم، مشيرا إلي أن الوزارة ستوقع قريبا بروتوكولا بشأن رفع حوافز المعلمين وفقًا للعمل والجهد، قائلا: "إن الوزارة عندما وعدت المعلمين باتخاذ إجراءات لتحسين مستواهم المادي كانت صادقة تمامًا في وعودها، ولكن نحن لا نتحدث عن تفاصيل إلا عندما تتم رسميًا". فيما أشار محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، إلي أن الوزارة صممت تطبيقا إلكترونيا علي موقع الوزارة يتيح للمعلمين التواصل مع الوزارة من داخل الفصل، موضحا أن الوزارة لديها خطة طموحة للتنمية المهنية المستدامة للمعلمين، موضحا أن رحلة تدريب المعلمين بدأت في شهر أغسطس والمرحلة الأولي تنتهي مايو 2019. وأضاف أن الوزارة استهدفت 3 مراحل من المعلمين رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي والصف الأول الثانوي والوزارة انتهت منها، إضافة إلي مرحلة أخري هي للصفوف الثاني والثالث والرابع، وأنه تم تدريب ما يقرب من 120 ألف معلم علي استراتيجيات التعلم الجديدة، التي يتم تطبيقه 22 سبتمبر الجاري، مؤكدا أن الوزارة لم تكلف أي تدريبات مبالغ مالية والوزارة لم تتحمل أي مبالغ مالية وتم استغلال المنح التي كانت تحصل عليها الدولة المصرية منها منه ب 15 مليون دولار من الوكالة الأمريكية. وأشار نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلي أن تدريب المعلمين تم علي عدة محاور منها عودة شخصية وهيبة المعلم وتم بناء قواعد بيانات للمعلمين، مشيرا إلي أن الوزارة لم يكن لديها قواعد بيانات والوزارة الآن لديها قواعد بيانات وهذا نجاح حقيقي للوزارة، وأنه تم توحيد إدارات التدريب للمعلمين في جهة واحدة ومن ثم حدث تكامل واستخدام أمثل للموارد، مؤكدا أن تدريب المعلمين عبارة عن رحلة وتم وضع خطة وفق مستهدفات وخطة زمنية إضافة إلي دليل للمعلم والمتدرب. ولفت إلي أن الفيديوهات التي تم تداولها لتدريب المعلمين علي نظام التعليم الجديد ليس لها علاقة مباشرة بالنظام الجديد، موضحا أنه سيتم الانتهاء الأربعاء المقبل من تدريب معلمي الصف الأول الثانوي علي النظام الجديد للتعليم وسيتم النزول للمدارس لتطبيق ما تم تدريب المعلمين عليه. وأكد أن هناك خطة لتدريب معلمي النظام القديم، موضحًا أنه تم تدريب المعلمين علي برامج القرائية، مشيرا إلي أنه تم التوجيه للهيئة العامة لمحو الأمية لتعليم أولياء أمور بعض الطلاب الأميين لتحقيق منظومة التعلم التكاملية.