أثار قرار الإدارة الأمريكية وقف كل التمويل الذي تقدمه لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا» ردود أفعال غاضبة وتنديدات فلسطينية ودولية واسعة للتعبير عن رفضها وأسفها للقرار الأمريكي. واستنكرت السلطة الفلسطينية قرار واشنطن مطالبة العالم برفض هذا القرار وإدانته. واعتبر »نبيل أبو ردينة» المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن القرار الأمريكي هو اعتداء سافر علي الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأممالمتحدة. وأضاف أبو ردينة أنه لم يعد للإدارة الأمريكية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءا من الحل كما رفض أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين صائب عريقات القرار الأمريكي قائلا »إنه لا يحقّ لواشنطن إلغاء الأونروا التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة». وطالب عريقات دول العالم بتوفير كلّ ما هو ممكن من دعم للأونروا، حتي حلّ قضية اللاجئين من جميع جوانبها كما نص قرار إنشاء الوكالة الأممية. ومن جهتها نددت الأونروا بقرار واشنطن رافضة الانتقادات الأمريكية الموجهة إليها. وكتب المتحدث باسم الأونروا »كريس جونيس» علي تويتر أن الوكالة تعرب عن أسفها العميق وخيبة أملها لإعلان الولاياتالمتحدة أنها ستتوقف عن توفير التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي الثابت. وتقدم الأونروا الدعم لنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني وتوفر التعليم لأكثر من نصف مليون طفل في الأراضي الفلسطينية والمخيمات في سوريا ولبنان والأردن. وتتهم واشنطن وتل أبيب الوكالة بتكريس فكرة أن العديد من الفلسطينيين هم لاجئون ويملكون حق العودة إلي المناطق التي طردوا منها خلال حرب فلسطين عام 1948. ونددت اللجان الشعبية التي تدير مخيمات اللاجئين في الضفة الغربيةالمحتلة بالقرار الأمريكي. وقال المدير التنفيذي للجان محمود مبارك إن القرار الأمريكي »يستهدف الوكالة فقط، وإنما يستهدف القضية الفلسطينية». وأضاف أن جوهر القضية الفلسطينية كلها القدس واللاجئون، وإذا انتهت قضية القدس واللاجئين انتهت القضية الفلسطينية، »لذلك نحن نعلم تمامًا أننا نتعرض لمؤامرة دولية»، وحذر من انعكاسات خطيرة جدًا لهذا القرار.وفي غزة أدانت أيضا حركة حماس الخطوة الأمريكية. ودوليا أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن »أسفه» لقرار واشنطن. قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن الأونروا تحظي بثقة الأمين العام الكاملة مشيرا إلي أنها »تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتساهم في إحلال الاستقرار في المنطقة». ودعا جوتيريش الدول الأخري إلي المساعدة في سد العجز المالي الذي تواجهه الوكالة لتتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية للفلسطينيين. ولم يرحب بالقرار الأمريكي إلا إسرائيل التي اتهمت الوكالة بإطالة النزاع في الشرق الأوسط. وعلق مسئول بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي »بنيامين نتنياهو» علي القرار قائلا »إسرائيل تدعم التحرك الأمريكي» وأضاف أن تكريس وضع اللاجئين الفلسطينيين هو من بين المشاكل التي تطيل أمد النزاع.