في إطار مساعي دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم - إحدي مؤسسات الدولة - لقيادة قاطرة التجديد في الخطاب الديني، واستجابة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي دعا فيها إلي تجديد الخطاب الديني وجعله علي رأس أولوياته، تعقد »الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم» مؤتمرها العالمي الرابع تحت عنوان »التجديد في الفتوي بين النظرية والتطبيق»، وذلك في الفترة ما بين 16-18 من شهر أكتوبر المقبل في القاهرة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة وفود من أكثر من خمسين دولة من مختلف قارات العالم. صرح بذلك الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وأوضح أن المؤتمر هذا العام يأتي لاتخاذ إجراءات وتدابير من شأنها المساهمة في إيجاد خطاب ديني واع بقضايا المجتمع، وخاصة قضايا التنمية، وتحفيز المجتمع بسائر فئاته وخاصة الشباب إلي العمل والإنتاج والسلوك الإيجابي البنَّاء، كما يهدف المؤتمر إلي التركيز علي واقع الجاليات المسلمة الذي يزداد صعوبة يومًا بعد يوم في ظل ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تسيطر علي الواقع الذي يعيشه أغلب أبناء الجاليات المسلمة، وخاصة أن هذه الصعوبة في أكثر الحالات يكون المتسبب فيها بعض المنتسبين إلي الإسلام بأفعالهم اللاإنسانية الخالية من القيم والمليئة بالكراهية لكل مخالف، وهذا يعني ضرورة وجود بديل لتلك الصورة المشوَّهة التي تزداد سوءًا إذا لم يتم تداركها. فقه النوازل والمستجدات وقال إن المؤتمر سيناقش قضايا حيوية أبرزها قضية الأصول المنهجية لفقه النوازل، إلي جانب تناول الأصول المنهجية للتجديد في الفتوي، وضوابط الإفتاء في قضايا حقوق الإنسان، والإفتاء في المستجدات الطبية، وكذلك ضوابط الإفتاء في المستجدات الاقتصادية، وضوابط الإفتاء في قضايا الشأن العام والدولة. وأشار إلي أنه سيتم عقد أربع ورش عمل يجتمع فيها نخبة من العلماء ضيوف المؤتمر للوصول لمعالجة دقيقة لموضوعات ورش العمل ووضع »ميثاق عالمي جامع للفتوي» حيث سيتم من خلالها تفعيل التعاون العلمي المشترك بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لثراء الميثاق وإكسابه صبغة العالمية، والتطلع إلي تأسيس مدونة أخلاقيات مهنية للمفتي والتي يكون اعتماد هذ الميثاق نواة لها، وتقديم الميثاق بعد اعتماده للهيئات والمنظمات المعنية بأمر الإفتاء في العالم ليكون معينا ومرشدا للنظر الصحيح والتعامل الرشيد مع الفتاوي العالمية. وأضاف أنه ستعقد ورشة ثانية لمناقشة وضع »مؤشر عالمي للفتوي»، يتم من خلالها الخروج بمؤشر عالمي لحالة الفتوي في العالم صادر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويكون ربع سنوي، ويشتمل علي تحليل لمضمون الفتاوي وخطابها علي مدار ثلاثة أشهر، ومن ثم تقويمها وتذييل ذلك بتوصيات ومقترحات للتعامل معها تعاملًا رشيدًا، علي أن يُكتب هذا باللغة العربية أصالة ثم يترجم إلي اللغات العالمية الحيَّة تبدأ منها بالإنجليزية والفرنسية ثم تترجم بعد إلي غيرها من اللغات، إلي جانب ورشة ثالثة »نحو صياغة منهج دراسي للفتوي» لوضع مناهج تعليمية إفتائية صالحة للتدريس والتدريب عليها في المؤسسات التي تعني بالإفتاء، وتجديد الصلة علي أساس الرسالة بين الجانب التعليمي والجانب الإفتائي للوصول لخدمة المقاصد الشرعية والوطنية والإنسانية، وضع دليل إرشادي لمعلمي الإفتاء يشتمل علي الضوابط والأصول. وأوضح أنه ستكون هناك ورشة عمل رابعة عن دور الفتوي في معالجة المشكلات الأسرية والحد من نسب الطلاق، حيث سيتم وضع تصور صحيح للمشكلة المطروحة يشمل مظاهرها وأسبابها وطرق حلها، وإطلاق مبادرات عاجلة للتعامل مع المشكلات الأسرية الجديدة، ووضع دليل إرشادي للمفتين للاستعانة به في التعامل مع ما قبل وما بعد الطلاق. الريادة المصرية وأكد أن مؤتمر الأمانة هذا العام معني بعدم اقتصار نطاق التوعية في الخطاب علي الداخل المصري، ولكن عليه أن يمتدَّ إلي الخارج لاستعادة الريادة المصرية للفكر الإسلامي بل والإنساني في العالم كله وتجديد الفتوي ومعالم الدين الإسلامي، من خلال تقديم رؤية متكاملة للإسلام الحضاري الساعي لنشر قيم الرحمة والخير والجمال والنور بين الإنسانية كلها.