لا تزال جرائم الانتقام للشرف، تظهر بين حين وآخر في المحافظات، ورغم أن الفتاة التي تقع في الخطيئة لم ترتكبها بمفردها بل تقاسمت الفعل مع رجل أو شاب، لكنها تكون هي الأولى في مرمى العقاب، وغالبًا ما يفلت مرتكب الجرم نفسه، هذا مايردده بعض أهالي عزبة ياسين التابعة لقرية أبو السعود بمركز الفيوم بسبب العار الذي جلبته إحدى الفتيات لوالدها الذي جعل من نفسه قاضيًا وجلادًا في وقت واحد، حكم عليها بالإعدام، ونفذ الحكم بمساعدة زوجته الثانية، مبررًا جريمته أنها أهدرت كرامة العائلة ووضعت رؤوسهم في الوحل, فقتلها ومعها جنينها من السفاح، وحاول الأب تضليل المباحث بالإبلاغ عن تغيبها لكن المصادفة كشفت أنه وراء الجريمة، فماذا قال؟! رجل في منتصف العقد الخامس من عمره، علامات الذهول والانهيار تظهر عليه، يقف أمام وحدة المباحث بالفيوم، يتمتم بكلمات غير مفهومة لكنه حاول أن يوحي بها أن ابنته متغيبة عن المنزل ويطلب مقابلة رئيس المباحث وفور دخوله ظل يبكي بشكل هستيري، وبعد دقائق أدخلوه، وطلب منه رئيس المباحث الهدوء لمساعدته، خاصة وأنه كان يصرخ قائلا: "الحقني يا باشا بنتي خرجت من امبارح ومرجعتش"، وبعد أن هدأ قليلاً، أضاف قائلاً: في مساء أمس عدت إلى منزلي بعد عمل يوم شاق، وكان في انتظاري زوجتي الثانية تخبرني أن "علا" ابنتي خرجت في الصباح لشراء متطلبات المنزل ولم تعد حتى الآن وبعد أن فشلت كل محاولاتي في الوصول إليها قررت الحضور لتحرير محضر بغياب نجلتي التي تبلغ من العمر18 سنة. على جانب آخر، وفي وقت تحرير المحضر، وصل بلاغ لرئيس المباحث يفيد بالعثور على جثة فتاة بها آثار تعذيب وبانتقال رئيس المباحث وبمناظرة الجثة، تبين أنها فتاة ترتدي ملابسها كاملة وبها آثار تعذيب وتشبه أوصاف "علا"، أخطر رئيس المباحث مدير أمن الفيوم بالواقعة الذي أمر بتشكيل فريق بإشراف اللواء مدير المباحث وبقيادة العقيد رئيس المباحث الجنائية لكشف غموض الحادث والقبض على مرتكبي الواقعة، على الفور بدأ فريق البحث بإجراء التحريات اللازمة عن المجني عليها وتبين أنها سيئة السلوك تخرج لساعات طويلة وأكد البعض أنها كانت حاملاً في أواخر أيامها. وقتها شك رئيس المباحث أنها جريمة شرف ولم يكن أمامه سوى مناقشة أسرة المجني عليها مرة اخرى، وكان قد تبين من عملية التشريح في التقرير النهائي تعرض المجني عليها للتعذيب والضرب، فقام على الفور بضبط "عبد الجواد" الأب وزوجته الثانية ومواجهتهما بتعذيبهما ل"علا" هنا بدأت تنهار "نجاح.ج" الزوجة الثانية لتعترف أنها ساعدت زوجها في ارتكاب الجريمة، ليجلس الأب في الأرض وهو يبكي قائلاً: أنا كنت انتقم لشرفي، رأسي بقت في التراب بسببها فقلت لازم أغسل عاري بإيدي، اللي حصل من فترة لاحظت على "علا" أنها تصاب بحالة إعياء وخمول وتبين لي أنا وزوجتي أنها حامل في الشهور الأخيرة، فأمسكتها وضربتها لمعرفة من السبب وراء ذلك فاعترفت أنها أحبت شابًا وأنه أوهمها بالزواج منها وسلمته نفسها ثم حملت منه وعندما علم تهرب منها ثم هرب من القرية، فاحتجزتها بالمنزل حتى جاء وقت "الطلق" لتنجب في أواخر الشهر الماضي، وفي ذلك اليوم اتفقت أنا وزوجتي على قتلها والتخلص منها فضربتها بعد أن أمسكتها "نجاح" ووثقتها ثم خنقتها حتى لفظت أنفاسها، وتركت المولود متصلا بالحبل السري حتى لفظ أنفاسه، ثم دفنته بحظيرة المواشي بالمنزل، وبعدها حملت جثة "علا" ووضعتها داخل "شوال" وألقيتها في الزراعات، وأبلغت عن تغيبها. وبعد سماع اقوال الأب المتهم، تحرر المحضر اللازم وأخطر اللواء مدير أمن الفيوم، الذي أمر بإحالة المتهمين إلى النيابة التي قررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات. فريق البحث: - اللواء خالد شلبي مدير أمن الفيوم - العميد هيثم عطا مدير مباحث الفيوم - العقيد رجب غراب رئيس المباحث الجنائية - الرائد محمد هاشم رئيس مباحث المركز